سبوتلايت.. تكريم لصحافة الاستقصاء ورسالة للفاتيكان

Tom McCarthy, left, and Josh Singer pose with the award for best original screenplay for “Spotlight” in the press room at the Oscars on Sunday, Feb. 28, 2016, at the Dolby Theatre in Los Angeles. (Photo by Jordan Strauss/Invision/AP)
فوز سبوتلايت بجائزة أفضل فيلم تتويج لعمل طويل كشف خلاله صحفيون تستر كنيسة على انتهاكات بحق أطفال (أسوشيتد برس)

يعتبر فوز فيلم "سبوتلايت" للمخرج الأميركي توم مكارثي بجائزة أوسكار أفضل فيلم لهذا العام، بمثابة تكريم لصحافة الاستقصاء، إذ إنه يتناول قصة كشف فريق إعلامي انتهاكات جنسية ارتكبها قساوسة بحق أطفال، وهو ما يحمل بالتالي رسالة واضحة إلى حاضرة الفاتيكان.

ويحكي فيلم سبوتلايت (ضوء كشاف) الذي استغرق إنتاجه عدة أعوام من البحث، قصة صحفيين من جريدة "بوسطن غلوب" كشفوا في عام 2002 تستر مسؤولين في كنيسة كاثوليكية في بوسطن على تقارير تخص تورط قساوسة في انتهاكات جنسية ضد عشرات الأطفال.

وخلال تسلم الجائزة بحفل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأميركية مساء الأحد، قال توم  مكارثي -الذي شارك أيضا في إنتاج سبوتلايت- "أعطى الفيلم صوتا للناجين، والفوز بالأوسكار يعطي ذلك الصوت زخما أكبر. نأمل أن يصل صدى رنينه إلى الفاتيكان".

وخلال الحفل نفسه، قال مايكل شوغار -وهو أحد منتجي الفيلم- متوجها إلى البابا فرانشيسكو، "حان الوقت لحماية الأطفال وتعزيز الإيمان".

وقبل يوم من التتويج بالأوسكار، فاز سبوتلايت بكبرى جوائز "سبيريت" للسينما المستقلة، حيث حصل على خمس جوائز من بينها أفضل فيلم روائي طويل وأفضل إخراج وأفضل مونتاج وأفضل سيناريو، بالإضافة إلى جائزة ألتمان روبرت، التي تكرم مخرج الفيلم وطاقم التمثيل والمشرف على اختيار الطاقم.

الفاتيكان ظل طيلة أعوام موضوع انتقادات بسبب فضائح عن تورط قساوسة في انتهاكات جنسية بحق أطفال(غيتي إيميجز)
الفاتيكان ظل طيلة أعوام موضوع انتقادات بسبب فضائح عن تورط قساوسة في انتهاكات جنسية بحق أطفال(غيتي إيميجز)

صدى بالفاتيكان
ويبدو أن صدى تتويج "سبوتلايت" تردد في معقل الكنيسة الكاثوليكية، ففي اليوم التالي لتوزيع جوائز الأوسكار الأحد الماضي، اعترف الكاردينال الأسترالي جورج بيل، أمين سر الشؤون الاقتصادية (بمقام وزير) في الفاتيكان، بأن الكنيسة الكاثوليكية ارتكبت أخطاء جسيمة حينما تغاضت عن اعتداء كهنة جنسيا على آلاف الأطفال على مرّ القرون.

جاء ذلك في الجزء الأول من الشهادة التي أدلى بها الكاردينال بيل أمام لجنة تحقيق حكومية أسترالية حول وقائع الاعتداء الجنسي على القاصرين من قبل رجال دين كاثوليك، عبر الفيديو من غرفة في فندق "كويريناله" بالعاصمة الإيطالية روما، وبثّها التلفزيون الرسمي الإيطالي.

وقال بيل الذي شغل منصب رئيس الأساقفة السابق في ملبورن ثم  سيدني في الفترة ما بين عامي 1996 و2014، "لقد اقترفت الكنيسة الكاثوليكية أخطاء جسيمة حينما سمحت لكهنة بالاعتداء على آلاف الأطفال على مرّ القرون، وهي تعمل على علاج ذلك".

المصدر : وكالات