حفل لتخليد ضحايا هجوم متحف باردو
خميس بن بريك-تونس
ويتضمن البرنامج عدة عروض موسيقية تتوزع على أيام الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء أبرزها عرض عازفة البيانو الروسية ناتالي تشارينخ، وعازف البيانو البولوني فويسيج واليكزاك، إضافة إلى عروض يابانية وتونسية وموريتانية.
وقد أعطى الفنان التونسي منير الطرودي إشارة انطلاق هذه التظاهرة الرمزية من خلال عرضه الغنائي "فحول وميزان" الذي مزج فيه بأسلوب طريف ومميز بين الأغاني التراثية والحديثة على إيقاعات الجاز والصوفية والبدوي.
فرح ووجع
وبأغانيه التي راوح فيها بين الفرح والوجع، سعى لأخذ جمهوره في فسحة فنية مميزة في فضاء متحف عريق مشهور بمجموعة لوحات فسيفسائية ومنحوتات نادرة تحكي تاريخ تعاقب الحضارات الفينيقية والرومانية والإسلامية في تونس.
المميز هو أن تخليد ضحايا هجوم متحف باردو كان حاضرا بمجموعة أغاني الفنان التونسي الذي غنى بتأثر كبير أغنيته "هز ترابك يا شهيد" إضافة إلى مقطوعات أخرى تحمل نفسا ثوريا مثل "شد العصا وتمرد" التي لقيت ترحيبا من الجمهور.
حفل ورمزية
وحول رمزية هذا الحدث الفني، يقول الطرودي للجزيرة نت إن تنظيم حفل ليالي متحف باردو يضمن "رسالة تحد للإرهاب وانتصارا لثقافة الحياة وتخليدا لأرواح السياح الذين جاؤوا لزيارة تاريخ تونس فاغتالتهم أيادي الغدر بلا ذنب".
ويوم 18 مارس/آذار من العام الماضي، قتل 21 سائحا أجنبيا من جنسيات مختلفة إضافة إلى عنصر من القوات المسلحة التونسية الخاصة، في هجوم دموي مباغت داخل متحف باردو بالعاصمة شنه مسلحان يعتقد في انتمائهما لـ تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول الفنان التونسي منير الطرودي للجزيرة نت إن إقامة تظاهرة فنية بمتحف باردو العريق "خطوة إيجابية لدعم الثقافة والفن والموسيقى كشكل من أشكال التصدي لظاهرة الإرهاب وتأصيل ثقافة الحياة والتسامح ونبذ الكراهية".
ويضيف "أظن أن وزارة الثقافة والفنانين والمثقفين فهموا الدرس جيدا بأن تهميش الشباب التونسي من شأنه أن يلقي به في أتون الجماعات المتشددة" مؤكدا ضرورة معالجة معضلة استقطاب الشباب من خلال دعم الثقافة والفن.
استذكار ورسائل
من جهة أخرى، تقول وزيرة الثقافة التونسية سنية مبارك للجزيرة نت إن استذكار حادثة الهجوم على متحف باردو من خلال إقامة حفل سنوي يتمثل في ليالي متحف باردو فيه رسالة بأن "تونس تواصل الحياة وتواصل دفاعها على ثقافة الحياة".
وتضيف بشيء من التألم "استذكار ضحايا هجوم متحف باردو الشنيع يحتم علينا أن نواصل مشوار الحياة وأن ننبذ الفكر المتطرف والكراهية، وأن ندافع على تونس المتنوعة بتاريخها وحضاراتها والمفتوحة دوما للحوار الثقافي مع الآخر".
ويوم الجمعة الماضي 18 مارس/آذار، احتفل رسميا في متحف باردو بمرور ذكرى الهجوم المسلح بحضور رئيس الحكومة الحبيب الصيد ومسؤولين حكوميين. وقد تم عرض لوحة فسيفساء تحمل صور ضحايا الهجوم إضافة إلى عرض كتاب "كلنا باردو" وهو عبارة عن دليل تاريخي لكل المحطات التاريخية للبلاد.
ولا يقتصر تخليد تلك الحادثة على إقامة حفل فني أو عرض صور فحسب وإنما أيضا على تكثيف زيارات التلاميذ إلى المتاحف بكل أنحاء البلاد، وإقامة معارض للكتب وحفلات فنية فيها من أجل تفعيل دور المتاحف في تثقيف الناشئة.