سناء شعلان: أفكاري ثورية والأدب وجدان الإنسان

سناء شعلان توقع رواية اعشقني
الروائية سناء شعلان توقع رواية أعشقُني (الجزيرة نت)

توفيق عابد-عمّان

سناء شعلان قاصة وروائية وناقدة فلسطينية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، لها 46 مؤلفا منشورا، ونالت 55 جائزة محلية وعربية في حقول الرواية والقصة والمسرح وأدب الأطفال.

وصفها الناقد زياد أبو لبن بأنها تنحاز للغة المتفردة التي تنتصر للمعمار اللغوي الراقي الذي يتمسك بجماله واستدعاءاته، كما امتدح الناقد عطا الله الحجايا حضورها وانشغالها بالهم الوطني الفلسطيني.

وفي حديثها مع الجزيرة نت وصفت نفسها بأنها مقاتلة تفخر بمواقفها وصمودها، ولا تقبل المهادنة، وتجند قلمها لخدمة قضية فلسطين وترفض أي تصنيف "جندري" للأدب.

وقالت إن أفكارها ثورية تنتصر للإنسان والأدب، وتجد نفسها في القصة، وتشعر أنها تعيش في مسرح كبير.

وأوضحت شعلان أن تركيزها على الشأن الفلسطيني هو موقف طبيعي تجاه قضيتها، قائلة "إنه ليس من المعقول أن لا أجنّد قلمي وإبداعي وشهرتي لأجل قضيتي الفلسطينيّة في وقت تعاني فيه المزيد من الهجمات الصهيونية الشرسة، ما أفعله هو أضعف الإيمان في دفاعي عن قضيتي العادلة".

وأضافت أنه "آن لي أن آخذ مكاني الطبيعي في صف أدباء المقاومة الفلسطينيّة.. فهذا مكاني الطّبيعي"، مشيرة إلى أنها تعلمت من فلسطينيتها القوة والإصرار والإيمان بالله والصمود والتصميم على النصر.

وعن مفردتها والروح التي تكتب بها، قالت شعلان إن اللغة ليست أداتي فقط، بل هي هدف عندي، ولذلك هي تلعب دور البطولة في أعمالي، فهي ليست أداة بل هي نسق وتشكيل وطريقة ومنهج، ولذلك أستطيع القول إن لغتي الأدبية امتداد لشخصيتي الشعرية وأفكاري الثورية وتراكمي المعرفي والنفسي والانفعالي.

شعلان تتسلم جائزة من جامعة إسطنبول(الجزيرة نت)
شعلان تتسلم جائزة من جامعة إسطنبول(الجزيرة نت)

وترى شعلان أنه لا يمكن أن يخسر الأدب دوره الاعتباري في التهذيب والرّقي الإنساني مهما تبدلت الظروف والمعطيات والأولويات، وهذا لا يمنع أن ينحسر هذا الدور في الوقت الحاضر أمام هجمة شرسة مضللة من وسائل الإعلام والتواصل التي سرقت الإنسان من إنسانيته وتواصله، وسجنته في عالم متوحد تحت اسم التواصل والفردية والقرية الصغيرة التي تحوي البشرية جمعاء.

وأضافت أنه على الرغم من ذلك ظل الأدب وجدان الإنسان، ومعيارا ثابتا من معايير إنسانيته النابضة بكل جميل وراق ومتفرد.

وعن تصنيف الأدب بين ذكوري ونسوي، تعتقد شعلان أن الإبداع هو الفيصل في النّص الجيد لا جنس كاتبه، وتوضح "ولا أقبل بأي تصنيف جندري للأدب، وأنتصر للإنسان بغض النظر عن جنسه، وهو قضيتي الكبرى والأساسية، وجنسه يظهر بقدر حاجتي إلى إبراز أزمته دون انحياز جاهل إلى جانب طرف دون آخر"، وهي ترى أن "الحياة ليست عبارة عن حرب حمقاء بين معسكري الذكورة والأنوثة، لكنها مشهد واحد لا يكتمل إلا بالرجل والمرأة".

وعن الجوائز التي حصلت على 55 منها، أكدت شعلان أنها "تمثل طاقات زهور في دربي"، وأن مسؤوليتها الكبرى هي تجاه قلمها وقضيتها وجمهورها الذي يقرأ لها ويحبها، وهذا ما تعبأ به وتقلق عليه.

ولا تتفق الأديبة مع النقد الموجه للأكاديميين لعدم متابعتهم المنتج الثقافي وتصحيحه، موضحة أن الأكاديمي دوره أن يعلم النقد ويقدم تجربته النقدية وفقه، لا أن يصحح أي مسارات، هو مراقب وراصد ومسجّل ومعلّم لمن يلجأ إليه، ولكن لا ينبغي عليه لعب دور المصحح أو المصلح، فهذا باختصار ليس دوره بأي شكل من الأشكال.  

المصدر : الجزيرة