عرض فيلم "غاندي الصغير" بالدوحة
عرض في مسرح الحي الثقافي في كتارا بالعاصمة القطرية الدوحة فيلم "غاندي الصغير"، بحضور شخصيات سياسية وثقافية وفنية دبلوماسية، من بينهم السفير الفرنسي في الدوحة إريك شوفاليه-الذي كان سفيرا لبلاده في سوريا في بدايات الثورة- وفنانون وناشطون سوريون عايشوا قصة غياث مطر، الملقب بغاندي الصغير.
ويحكي الفيلم الوثائقي قصة الناشط السوري غياث مطر، الذي قُتل تحت التعذيب في سجون النظام السوري، وأن الثورة السورية بدأت سلمية واستمرت كذلك تسعة أشهر، قبل أن يعسكرها النظام ويدفعها للسلاح.
ويعد غياث أحد أيقونات الثورة السورية السلمية، ووصفته صحيفة واشنطن بوست بغاندي الصغير، لأنه كان يوزع الماء والورود على جنود النظام السوري المكلفين بقمع المظاهرات، لكن النظام اعتقله وقتله بعد شهرين من التعذيب، لأنه كان يقود أمواجا بشرية في مدينته داريا للمطالبة بالحرية والديمقراطية.
وقال السفير الفرنسي في قطر إيريك شوفاليه إن الفيلم يحكي قصة بطل سلام، وغياث مطر أراد لشعبه الحرية والديمقراطية بوسائل سلمية. بينما تمنى عبد الحكيم قطيفان -الممثل والفنان السوري- أن يشكل الفيلم صوتا لضمير الإنسانية لتضع حدا للموت المؤلم للشعب السوري.
مخرج الفيلم ومنتجه سام قاضي أوضح أن تسمية "غاندي الصغير" تعود لنضال غياث السلمي ولصغر سنه، ولأنه واجه العنف والنار بالورود والماء، مشيرا في حديث للجزيرة إلى أن الفيلم يسعى لترتيب الأوراق وتوثيق الذاكرة، وأن أبناء الشعب السوري من شباب مثقفين وطبقة وسطى ليسوا إرهابيين، بل طلاب حرية وديمقراطية.
وقال قاضي أردت بهذا الفيلم أن أسلط الضوء على حقيقة يتجاهلها الإعلام في الغرب، وهي أن الثورة السورية انطلقت سلمية وبقيت كذلك شهورا، لكنها قوبلت بعنف من نظام قام بتصفية رموزها.
وعبّر قاضي عن أمله أن يغير الفيلم -ومدته تسعون دقيقة- نظرة الغرب لثورة الشعب السوري وتقريبه من حقيقتها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الفن هو الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك.
وأشار قاضي إلى أن "غاندي الصغير" عرض في الولايات المتحدة وفي إسطنبول، وأن قطر أول دولة عربية يعرض فيها لمساندتها الثورة السورية ووقوفها مع الشعب السوري.
وكان مخرج الفيلم -المقيم بأميركا- صرح في وقت سابق للجزيرة نت بأن مصداقية المتحدثين في الفيلم، ومصداقية رسالتهم، وشخصية غياث مطر المميزة التي تجسد الجرأة والشجاعة، هي أهم عوامل نجاح الفيلم، واستحواذه على انتباه الكثيرين، مشيرا إلى أن الثورة السورية قدمت الكثير من النماذج لهذه الرموز الواعية والمخلصة لقضاياها والمثقفة؛ مما أكسبها احترام العالم.
يذكر أن الفيلم عُرض في مسرح الحي الثقافي بكتارا بالتعاون مع السفارة السورية -التي تديرها المعارضة- في الدوحة.