معرض جديد لجرائم النازية في معتقل أوشفيتز

وسيتألف المعرض الجديد من ثلاثة أقسام، ومن المقرر تخصيص جناح لمرتكبي جرائم الإبادة من النازيين، وجناح لضحايا "حملة إبادة اليهود الأوروبيين"، أما الجناح الثالث فسيخصص لحياة المعتقلين في هذا المعسكر. وهذه النقاط الثلاث لم تُعرض حتى الآن في متحف أوشفيتز، أو بالأحرى عرضت بشكل مقتضب جدا.

وكان المعرض الرئيسي في أوشفيتز قد تم إنشاؤه عام 1947، وجرى تجديده بشكل شامل مرة واحدة فقط عام 1955، وبعدها جرى الاعتماد على المناظر الصادمة للخزانات الزجاجية المليئة بشَعر المعتقلين القتلى وأحذيتهم ونظاراتهم وحقائبهم، بالإضافة إلى صور لمعتقلين أمام أماكن نومهم الخشبية الضيقة، ونموذج لمعسكر الإبادة في "أوشفيتز1" الذي كان أكبر معسكرات الإبادة الألمانية النازية.

إعادة ترميم
ويبعد معسكر "أوشفيتز بركيناو" عن متحف أوشفيتز بنحو ثلاثة كيلومترات، ولا يسمح بالدخول لمشاهدة غرف المعتقلين الخشبية إلا لعدد قليل من الزوار لأن معظمها مهددة بالانهيار.

وتحولت غرف الغاز وأفران إحراق الجثث إلى ركام، فالنازيون كانوا قد فجروها قبل هروبهم من المعسكر، كما بقيت معرضة لعوامل التعرية بسبب غياب الأموال اللازمة لإبقائها شاهدة على ما حدث.

وبقي الحال هكذا حتى عام 2009 حين جرى إنشاء مؤسسة "أوشفيتز بركيناو". ويكمن هدف المؤسسة في جمع تبرعات نقدية من مختلف أنحاء العالم، ومن خلال عائدات تلك الأموال يتم تمويل أعمال الترميم الضرورية للمباني التي تدل على جرائم النازيين.

وقد تم حتى الآن تلقي وعود بالحصول على 120 مليون يورو بينها ستون مليونا من ألمانيا وحدها. ووعدت أيضا دول أوروبية أخرى والولايات المتحدة وتركيا بتقديم تبرعات.

غير أن الأموال الضرورية لإعداد المعرض الدائم الجديد بمعسكر الإبادة في "أوشفيتز بركيناو" تبدو متوفرة على كل حال. ومن المقرر أن تصرف نحو 25 مليون يورو في أعمال البناء والتجهيزات الضرورية قبل فتح المعرض الجديد بعد 11 عاما من الآن تقريبا.