معرض للكتاب يستقطب اللاجئين في مخيم الزعتري

إقبال لافت
حجم الإقبال أدهش المنظمين (الجزيرة نت)

ناريمان عثمان-مخيم الزعتري

"القراءة ليست ترفا وهي حاجة لا تقل أهمية عن الخبز".. انطلاقا من قناعتهم هذه، بادر فريق "بأيدينا" التطوعي بإقامة معرض للكتاب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن لمدة يومين، بالتعاون مع "أزبكية عمان" و"جمعية رعاية الطفل" و"مركز عبد الله بن مبارك"، ووقع خلاله ثلاثة كتاب من الشباب السوريين كتبهم الحديثة، وسط إقبال واسع أدهش المنظمين.

ومن بين رواد المعرض الطفل فراس الضاهر (11 عاما) الذي قدم إلى المعرض حاملا قائمة بأسماء عشرة كتب يريد شراءها، من بينها كتب لأحمد شوقي والأصمعي وأخرى عن الاختراعات والعلوم.

وقال الضاهر إن لديه محاولات في كتابة القصص واهتماما بالشعر إضافة إلى فضوله العلمي، لأنه يريد أن يصبح مخترعا في المستقبل حسب قوله، لكنه لم يجد كل ما يريده من عناوين، ووعده المنظمون بتأمينها وإهدائها له.

‪أطفال المخيم سعداء بالحدث‬  (الجزيرة نت)
‪أطفال المخيم سعداء بالحدث‬  (الجزيرة نت)

محمد إبراهيم أحد أعضاء فريق "بأيدينا" الذي ساهم في تنظيم المعرض وأطلق كتابه الجديد "الأصدقاء الثلاثة" أثناء فعالياته، قال إن "النتائج الإيجابية" للمعرض فاقت توقعاته، حيث توافد الزوار منذ التاسعة صباحا، "ولمسنا تعطشهم للقراءة، والنساء كن الأكثر إقبالا، وتعرفنا على توجهات الناس فكانوا يركزون على انتقاء كتب التاريخ والشعر والدين، وكثيرون طلبوا عناوين محددة ووعدناهم بتأمينها سواء في معرض قادم أو بإيصالها إليهم شخصيا من خلال عملنا التطوعي".

وأوضح إبراهيم أن "أزبكية عمان" زودتهم بعشرين ألف كتاب للبيع بأسعار رمزية تصل إلى دينار أردني واحد (1.4 دولار) كأقصى حد، وقدم لهم متبرعون سوريون قرابة ألفي كتاب إضافي للتوزيع، أغلبها للأطفال".

وأردف "زارنا شيخ ضرير برفقته فتى صغير كان يقرأ له العناوين وبعض الهوامش، واشترى عشرين كتابا.. لفتت انتباهي أيضا سيدة في الخمسين من العمر اشترت عدة كتب شعرية، وللأسف ورغم رمزية الأسعار فإن الكثير من سكان المخيم لا يستطيعون دفع ثمن الكتب".

وبيّن إبراهيم أنهم كفريق حاولوا دفع ثمن بعض الكتب من حسابهم الخاص لمن لا يملك المال، لكن الأعداد كانت أكبر من قدرتهم على تغطيتها كلها، "فالبعض الآخر ممن أبدوا اهتماما بكتب معينة ولا يملكون ثمنها سمحنا لهم بقراءة ما يشاؤون من الكتب في الكرفانات المحيطة، على أن يعيدوا الكتب حين يفرغون منها وقبل إغلاق المعرض".

‪روان السمان وقعت كتابها
‪روان السمان وقعت كتابها "أحوال الياسمين" في مخيم الزعتري‬ (الجزيرة نت)

وقال ياسر -وهو مدرس لغة عربية زار المعرض- إنه اشترى كتبا لأولاده لتعليم اللغة الإنجليزية، لكنه كان يأمل أن يجد كتبا متخصصة في اللغة العربية، وقال إن زملاء وأصدقاء وجيرانا له جاؤوا أيضا.

وأشاد بالمعرض الذي يعد الأول من نوعه في المخيم، قائلا "لم يكن لدينا وسيلة للحصول على الكتب قبل الآن رغم ضرورتها.. صادفت أطفالا مهتمين ببعض الكتب لا يحملون المال فاشتريتها لهم".

الشاعرة السورية أماني عبدو التي وقعت كتابها "مفردات مغتربة"، قالت للجزيرة نت "يعيش في مخيم الزعتري لاجئون متعلمون ومثقفون وأناس عاديون مهتمون بالفكر والثقافة.. وجدتُ أن إهداءهم بعض نسخ ديواني الجديد أقل ما يمكن أن أقدمه لهم"، مشيرة إلى أهمية المعرض في تغيير الصورة السلبية والنمطية عن المخيم وسكانه.

أما روان السمان التي وقعت كتابها "أحوال الياسمين" فقالت إن هذا النوع من الفعاليات الثقافية عادة "لا يتم تنظيمها في المخيمات، ومن حق سكانها أن يشاركوا فيها".

وأضافت روان للجزيرة نت "استمتعت بالتجربة أكثر مما كنت أتوقع، وكنت سعيدة بالحديث إلى أهلنا في الزعتري عن أحوال الياسمين.. إنهم بحاجة ماسة للكتب والمعرفة بحيث تحملهم إلى أماكن لا يستطيعون الوصول إليها في ظل وجودهم بالمخيم".

المصدر : الجزيرة