الفيلم المغربي "جوق العميين" يتوج بجائزة مهرجان وهران الجزائري

ملصق فيلم جوق العينين الفائز بجائزة مهرجان وهران الجزائري الجزيرة نت
ملصق الفيلم المغربي "جوق العميين" الفائز بجائزة مهرجان وهران الكبرى (الجزيرة نت)

ياسين بودهان-الجزائر

اختتمت مساء أمس بمدينة وهران الجزائرية فعاليات المهرجان الدولي الثامن للفيلم العربي، بتتويج الفيلم الطويل "جوق العميين" للمخرج المغربي محمد مفتكر بالجائزة الكبرى "الوهر الذهبي"، وذلك وسط انتقادات طالت عملية التنظيم.

وقد جاء الإعلان عن قائمة الأفلام المتوجة خلال الحفل الختامي الذي أقيم بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وكوكبة من الفنانين الجزائريين والعرب.

وعادت جائزة "الوهر الذهبي" للفيلم المغربي الطويل "جوق العميين" لمخرجه المغربي محمد مفتكر، بمشاركة نخبة من نجوم السينما المغربية على غرار محمد البسطاوي، ومنى فتو، وسليمة بن مومن، وماجدولين الإدريسي، وفهد بن شمسي، ويونس مبكري.

ويروي الفيلم قصة جوق موسيقي شعبي يضطر أعضاؤه للتظاهر أحيانا بالعمى لتنشيط حفلات مخصصة للنساء، وعاد الفيلم بالمشاهد الجزائري إلى قلب البيئة المغربية الشعبية في سبعينيات القرن الماضي.

وفي فئة الأفلام القصيرة، توج فيلم "فتزوج روميو جوليت" للمخرجة التونسية هند بوجمعة، والذي عالج إشكالية الرتابة في الحياة الزوجية.

وفي فئة الأفلام الوثائقية عادت جائزة "الوهر الذهبي" لفيلم "أنا مع العروسة" بإخراج مشترك بين الفلسطيني خالد سليمان الناصري، والإيطاليين غابريال ديل جراندي وأنطونيو أوجوجليار، وتناول الفيلم موضوع الهجرة غير النظامية للسوريين الفارين من جحيم الحرب، وطريقة تعامل المجتمع الدولي مع هذه المأساة.

وتنافس على الجوائز 38 فيلما من 17 دولة عربية، منها 12 فيلما طويلا، و14 فيلما قصيرا، و12 فيلما وثائقيا، من مجموع 350 فيلما مرشحا في جميع الفئات.

وخصص يوم التاسع من يونيو/حزيران الحالي للاحتفاء بالسينما التركية، بعرض أفلام "حلم فراشة" و"سلسل"، و"نظرة عيناي"، باعتبار تركيا ضيفة شرف على المهرجان.

ورغم أن محافظة المهرجان رفعت تحدي تقديم نسخة متكاملة -بعد احتجاب نسخة العام الماضي- تؤهل المهرجان لأخذ مكانته بين المهرجانات السينمائية الدولية، فإن المشكلات التنظيمية هي الاختبار الذي يسقط فيه المنظمون كل مرة.

محمود أبو بكر: سوء إدارة الوقت مشكلة يجب تلافيها مستقبلا (الجزيرة نت)
محمود أبو بكر: سوء إدارة الوقت مشكلة يجب تلافيها مستقبلا (الجزيرة نت)

سوء إدارة الوقت
وفي هذا الصدد، يقول الناقد السينمائي محمود أبو بكر، إن سوء إدارة الوقت مشكلة يجب على المنظمين تلافيها مستقبلا، واستغرب برمجة أفلام على الساعة التاسعة صباحا، وهو أمر غير مقبول برأيه لأنه لا يمكن لسكان وهران النهوض باكرا، والتنقل إلى صالات السينما لمتابعة العروض.

وأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أن عرض الأفلام مرة واحدة فقط غير كاف، ودعا إلى الاقتداء بالمهرجانات السينمائية المرموقة التي تتيح للمشاهدين متابعة الأفلام مرتين أو ثلاث مرات حتى تتسنى مشاهدتها جيدا. 

ورغم هذه الملاحظات، فإن أبو بكر أكد أن الكثير من المشكلات التنظيمية التي شهدها حفل الافتتاح تم تلافيها خلال حفل الاختتام. 

مغادرة المهرجان
المشكلات التنظيمية المتعلقة بتذكرة الطائرة، والحجز في الفندق، وتقديم مكافأة عن الجهد المبذول، دفعت بالروائي الجزائري الحبيب السائح إلى حمل حقائبه ومغادرة المهرجان بعد ثلاث ساعات فقط من وصوله مدينة وهران.

وبكلمات طبعها الألم والإحباط، تساءل السائح في حديثه للجزيرة نت كيف "يقبل أساتذة جامعيون وكتاب أن يتنقلوا على حسابهم، وأن ينتظروا أكثر من عشر ساعات لأخذ غرفة، وأن يقدموا مداخلات من دون أن يطالبوا بتعويض عن جهدهم! إنها حال مزرية، مشقية ومحبطة!".

ورغم الانتقادات التي طالت عملية التنظيم، فإن محافظ المهرجان إبراهيم صديقي أكد خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس أن المهرجان تعزز بمكاسب جديدة ومهمة، أهمها الملتقى الدولي حول الرواية والسينما، والصالون العربي للسينما والتلفزيون، مع ورشات لكتابة السيناريو.

ورصد الناقد محمود أبو بكر ثلاثة أسباب تجعل من المهرجان في نسخته الحالية حدثا سينمائيا ينبغي الإشادة به رغم مساوئ التنظيم، أولها أنه جاء بعد احتجاب لمدة عام، وأنه المهرجان الوحيد الذي يحتفي حصرا بالفيلم العربي، ويجمع بين عدة أنواع من الصناعة السينمائية بين الفيلم الطويل والقصير والوثائقي.

الأديب الجزائري الحبيب السائح غادر المهرجان بسبب مشكلات التنظيم (الجزيرة نت)
الأديب الجزائري الحبيب السائح غادر المهرجان بسبب مشكلات التنظيم (الجزيرة نت)

وبخصوص مستوى العروض، أكد الناقد السينمائي عبد الكريم قادري أن العروض تراوح مستواها بين المتوسط والجيد. وفي الأفلام الطويلة أوضح أن هناك محاولات لتأسيس صناعة سينمائية عربية وفق طرق وتقنيات جديدة على غرار تقنية تكسير السرد.

وبخصوص الأفلام الوثائقية، لفت إلى أن هناك اجتهادا واضحا لفتح صفحة جديدة لطريقة صناعة الفيلم في العالم العربي، حيث المغامرة وحب الاستطلاع، دون النظر إلى المخاطر التي تحدق بهؤلاء المغامرين من صناع هذه الأفلام.

أما الأفلام القصيرة فهي برأيه غارقة في العادية، لكن هناك تجارب مميزة بتقديره استطاعت أن تنشغل على الرمز وعلى الفكر وعلى الفلسفة.

وبرأيه فإن الجوائز لا يمكن أبدا أن تكون معيارا للحكم على مستوى العروض، لأنها مرتبطة في تقديره بمواقف أعضاء لجنة التحكيم.

ويعتقد قادري أن شعار المهرجان "الواقع في دور البطولة" تحقق ميدانيا، من خلال الأفكار التي عالجتها الأفلام المشاركة، والتي تطرقت إلى قضايا مرتبطة بالتطرف والظلم والاستبداد، وغيرها من المواضيع التي تمثل راهن العالم العربي.

المصدر : الجزيرة