أفلام تحكي معاناة لاجئين فلسطينيين وسوريين بأسبوع "أنا لاجئ"

الطفلة حنين تحكي حنينها إلى بيتها في مخيم اليرموك ضمن الفيلم الوثائقي " لا سبيل للعودة هناك، يا عزيزي" للمخرجة اللبنانية من أصل فلسطيني كارول منصور
الطفلة حنين في مشهد من الفيلم الوثائقي "لا سبيل للعودة هناك، يا عزيزي" (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

تحت عنوان "أنا لاجئ" انطلقت في مسرح القصبة بمدينة رام الله فعاليات أسبوع أفلام لتسليط الضوء على مصير اللاجئين الفلسطينيين والسوريين بعد اندلاع الأزمة السورية قبل أربع سنوات.

وافتتح الأسبوع مساء الثلاثاء بالفيلم الوثائقي "لا سبيل للعودة هناك، يا عزيزي" للمخرجة اللبنانية من أصل فلسطيني كارول منصور وبحضورها لأول مرة في فلسطين.

ويحكي الفيلم قصص لاجئين فلسطينيين هُجّرت عائلاتهم في نكبة فلسطين عام 1948 إلى سوريا، ثم أجبروا على الهروب من ويلات الحرب هناك إلى لبنان، مثل مئات آلاف السوريين الذين باتوا لاجئين أيضا.

ويتناول الفيلم تجربة فلسطينيي سوريا كحالة خاصة، فهم لاجئون للمرة الثانية، ولا يُعتد "بوثيقة اللاجئ" التي يحملونها أثناء سفرهم.

ومن بين من يحكي تجربته فنان الكاريكاتير الفلسطيني من مخيم اليرموك هاني عباس، الذي هُجرت عائلته عام النكبة، ثم اضطر للرحيل عن سوريا إلى السويد ودول أوروبا.

‪كارول منصور حاضرة في أسبوع‬ (الجزيرة نت)
‪كارول منصور حاضرة في أسبوع‬ (الجزيرة نت)

"التغريبة" مجددا
ويركز الفيلم على مشاعر اللاجئين أثناء خروجهم من مخيم اليرموك قرب دمشق، ومن درعا.

وقد افتتح بمشهد التهجير في مسلسل "التغريبة" الشهير، فتقول اللاجئة فاطمة "أثناء هروبنا من المخيم شعرت كأننا في المسلسل، لقد شاهدنا هذا التهجير سابقا".

إنه يرصد أيضا حنينهم للعودة إلى مخيم اليرموك وشوقهم إلى أهلهم وأصدقائهم ولكثيرين ماتوا هنا، كما قال الفنان هاني عباس "شغلة اللاجئ أنه يشتاق".

لكن الفيلم أيضا يستعرض صعوبات الحياة للفلسطينيين في لبنان، حيث الواقع أكثر تعقيدا بلا عمل ولا حقوق للفلسطينيين الذي لجؤوا إلى لبنان من قبل.

وقالت المخرجة كارول منصور إن مشاعرها أثناء العمل على الفيلم لا يمكن وصفها، "لقد تحدثوا عما خسروا، وكيف هربوا، وكيف يعيشون في لبنان، وعن مصيرهم المجهول".

أفلام "مبرمجة"
وإلى جانب فيلم "لا سبيل للعودة هناك"، من المقرر أن تعرض خلال أسبوع "أنا لاجئ" -في الفترة من 12 إلى 19 من الشهر الحالي- خمسة أفلام طويلة، وأفلام قصيرة جميعها عن واقع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين.

ومن بين تلك الأفلام "نحنا مو هيك" للمخرجة كارول منصور أيضا، و"ماء الفضة" للمخرجين أسامة محمد ووئام بدرخان، و"العودة إلى حمص" لطلال ديركي، و"بلدنا الرهيب" لمحمد الأتاسي وزياد حمصي.

‪لينا غانم: الغرض من عرض الأفلام التذكير بمعاناة اللاجئين في ذكرى النكبة‬ (الجزيرة نت)
‪لينا غانم: الغرض من عرض الأفلام التذكير بمعاناة اللاجئين في ذكرى النكبة‬ (الجزيرة نت)

وقالت لينا غانم منسقة البرامج في "مسرح وسينماتك القصبة" إن الأفلام تسلط الضوء أيضا على تجارب المخرجين أنفسهم، ومن بينهم مجموعة من مخرجين فلسطينيين شباب بقي بعضهم في مخيم اليرموك، وآخرون أصبحوا لاجئين خارج سوريا.

ومن بين الأفلام القصيرة التي ستعرض فيلم "حصار" عن يوميات مخيم اليرموك، شارك في إخراجه 11 شابا، قتل اثنان منهم.

وفيلم "أنا أزرق" عن الخروج من المخيم إلى بيروت. و"مدينة الملاهي" عن طفل سوري يبيع الورود في بيروت. و"ميرمية" عن "أبو الطيب" الذي عاش نكبة فلسطين، لكن خروجه من سوريا كان بالنسبة إليه النكبة الحقيقية.

وتقول لينا غانم للجزيرة نت إن عرض هذه الأفلام محاولة لتذكير الجمهور بهموم اللاجئين وآلامهم تزامنا مع ذكرى النكبة الـ67.

وتشير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بلغ 560 ألفا، أُجبر ما لا يقل عن 280 ألفا منهم على النزوح داخل سوريا، و ما لا يقل عن ثمانين ألفا لجؤوا إلى دول عربية وأوروبية، بينما بقي بضعة آلاف محاصرين في مخيم اليرموك.

وستُعرض أفلام "أنا لاجئ" في مدن رام الله وجنين وحيفا والناصرة، وكذلك في الملتقى السينمائي بمدينة غزة في الفترة نفسها.

المصدر : الجزيرة