صالون باريس للكتاب يكرم الكتاب البرازيليين

جانب من الجمهور الغفير الذي حضر صالون باريس للكتاب
جانب من الجمهور الغفير الذي حضر صالون باريس للكتاب (الجزيرة)

بوعلام رمضاني-باريس

أكد صالون باريس للكتاب الذي انطلق في الـ20 من هذا الشهر وانتهى اليوم أن البرازيل من أكثر دول العالم تقدما وخصوصية في مجال الكتابة الروائية.

وأشار الصالون إلى أن الكتابة الروائية المشرعة على حساسيات فنية متنوعة ومضامين عميقة تكشف عن قضايا وهواجس وتحديات جمة تعكس البرازيل بتجلياته كافة وليس السامبا وكرة القدم والشواطئ الساحرة فقط.

وإلى جانب 48 كاتبا برازيليا، حضر من مدينتي كراكوفيه ووركلو اللتين برمجتا في محور المدن المستضافة 22 كاتبا بولونيا.

وكالعادة، لم تكن المشاركة العربية بمستوى الحدث رغم انفراد الجزائر بمشاركة شهد لها الجمهور الذي توافد على جناحها، مع حضور تونسي ولبناني في سياق عربي متأزم.

كارفالو لا يعرف إلا كمال داود من الكتاب العرب(الجزيرة)
كارفالو لا يعرف إلا كمال داود من الكتاب العرب(الجزيرة)

تجديد كارفالو
وشارك هذا العام في الصالون الذي يستقبل نحو 200 ألف زائر سنويا قرابة 1200 ناشر مثلوا 50 بلدا، وشهد تنظيم أكثر من 4000 لقاء مكّن عشرات الكتاب الفرنسيين والبرازيليين من توقيع كتبهم المفضلة لدى معجبيهم، ومن بينهم برناردو كارفالو الذي التقته الجزيرة نت وأجرت معه حوارا هو الأول الذي يجريه مع صحافة عربية مكتوبة في المعرض.

وشهدت التظاهرة مشاركة أكثر من 30 ألف مهني في مختلف مجالات صناعة الكتاب وتنظيم 300 ندوة كشفت عن المكانة المتقدمة التي يحتلها الأدب البرازيلي في فرنسا.

وبحث الجمهور عن أشهر الكتّاب البرازيليين الذين شكلوا الخصوصية الأدبية الكبرى واللافتة  مثل دوشيكو بوارك، ومارسيلو باك سوانا بولا مايا، وبولو سكوت، وهم الكتاب الذين تناولوا البرازيل كمجتمع نهب وفساد ومظاهر خادعة، فضلا عن كتب باولو كويلو الأشهر عالميا وقبله جواكيم ماريا مشادو، إحدى أشهر المؤسسات (1839-1908) وكلاريس ليسبكتور (1920-1977)، وفيليب هيرش الذي تحدث في مسرحيته "لعبة الورق" في صالون فرانكفورت للكتاب العام الماضي عن تناقضات وفساد وعنف مجتمعه.

وكارفالو الذي وصفه ابن جلدته الباحث لويز روفاتو في كتابه "مختارات من الأدب البرازيلي" (2000-2015) الذي صدر في فرنسا عن دار ميتييه بسيد الغموض تحدث للجزيرة نت رغم ضيق الوقت لحظة توقيع كتبه لمعجبيه الكثر، قائلا بروح خجول "لست أعرف إن كنت من المجددين كما تصفونني، لكني أعتقد أن روايتي (إعادة إنتاج) التي صدرت مؤخرا في فرنسا عن دار ميتييه مثل روايتي أمك (2010) والليالي التسع (2005) قد جسدت توجهي الأدبي القائم على غموض يلف أبطالي الغارقين في تأزم نفسي نتيجة بحث دؤوب عن معنى حياتهم".

زوار أمام الجناح القطري في صالون باريس للكتاب(الجزيرة)
زوار أمام الجناح القطري في صالون باريس للكتاب(الجزيرة)

الحضور العربي
وعن روايته الخامسة الأخيرة "إعادة إنتاج" قال إنها تعالج قصة طالب يهرب من البرازيل بعد اعتقال الشرطة له، "وقد كتبتها بأسلوب مزج بين السخرية والعبثية"، وينتهي فيها هروب البطل باختفاء غامض.

أما عقائديا ونفسيا فأضاف كارفالو أنه متازم هو الآخر ما دامت مواقفه اليسارية قد أصبحت تتقاطع مع خطاب اليمين المتطرف المناهض لقيم العدل وحقوق الأقليات التي يؤمن بها.

وأكد أنه ليس له فكرة عن الأدب العربي، وأنه سمع بكمال داود الجزائري الذي اشتهر مؤخرا في فرنسا وحضر الصالون.

والجناح الجزائري الذي احتل مساحة جيدة وسط أجنحة تونس ولبنان والسعودية وقطر وسلطنة عمان والشارقة وطهران، كان أكثر الأجنحة العربية جاذبية بحكم نوعية وكمية الكتب، وربما لموقعه أيضا.

وحسب مسؤوله محمد إيقرب الذي تحدث للجزيرة نت، مثلت 37 دار نشر مختلف الكتب المعروضة خاصة كتب التاريخ والأدب. وحظي الجناح أيضا بزيارة وزير الداخلية الفرنسي، وجاك لانغ رئيس معهد العالم العربي، والممثل الشهير المولود في الجزائر غي بيدوس.

وكانت مشاركة تونس ولبنان رمزية أكثر، على حد تعبير مراد خليفة وماري نخلة للجزيرة نت، حيث كانت تعني أن الكتاب ما زال رمز استمرار الحياة في البلدين.

ولم تكن أجنحة قطر والسعودية وسلطنة عمان وإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة وإيران عامرة بالكتب بالقدر الكافي، وشكّل عرض مجلة الدوحة خصوصية الجناح القطري الذي كان الأجمل هندسيا.

المصدر : الجزيرة