حضور عربي كبير بمهرجان مدريد للثقافات

بقاء بعض المسلمين بإسبانيا بعد قرار طرد الموريسكيين
معالم حضارية شاهدة على حضور عربي وإسلامي في إسبانيا دام عدة قرون (الجزيرة)

كان الحضور العربي لافتا في فعاليات المعرض الدولي للثقافات الذي أقيم في مؤسسة "كوندي دوكي" في العاصمة الإسبانية مدريد لمدة ستة أيام، في الفترة بين 17 و22 ديسمبر/كانون الأول، وشاركت في أنشطته 43 سفارة من جميع أنحاء العالم.

ومثلت مشاركة المغرب ومصر وفلسطين فرصة لإبراز أجزاء مهمة من التراث العربي وجوانب من ثقافة الدول الثلاث التي جعلت العالم العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حاضرا في أول تجربة تخوضها مدريد للتعرف على الثقافات التي تشكل جزءا مهما في هذه المدينة العريقة التي أسسها المسلمون.

وقال الفنان المصري معتز عصام -الذي عاش 13 عاما في إسبانيا ونظم مهرجانات عديدة فيها- إن "المشاركة في مهرجان الثقافات في مدريد لا يقتصر فقط على تعريف الجمهور بجوانب من ثقافة العالم العربي ومصر، بل إنه رسالة وحدة يجتمع فيها المصريون أنفسهم ليعيشوا لحظات تعيد إلى أذهانهم جمال مصر وتاريخها العريق".

وهو رأي يوافق عليه المسؤول التربوي في المركز الثقافي الإسلامي بفوينلابرادا (بضواحي مدريد) عبد العزيز المودن، الذي قال إن "هذا المهرجان هو من بين الأحداث المهمة التي تنظم بالتعاون بين السفارات الموجودة في إسبانيا وبلدية مدريد".

ثقافة التعايش
وتحاول مدريد أن تكون عاصمة حاضنة للثقافات والتعايش، خصوصا أنها تحتضن أحياء باتت معروفة بأنها أحياء للمهاجرين، أشهرها "لابابييس" و"باييكاس". ونظرا لوجود جالية أفريقية وعربية ولاتينية كبيرة، فإن ذلك قد ساهم في تطوير التنوع الثقافي في العاصمة.

وبما أن المعرض يأتي تزامنا مع أعياد الميلاد، فقد خُصصت أجنحة للاحتفاء بميلاد المسيح، وهناك كان حضور مشاركين من فلسطين لافتا للغاية، حيث أدى شباب فلسطينيون رقصات الدبكة التي نالت إعجاب الجمهور وتفاعلوا معها بشكل كبير.

وقال رئيس الجالية الفلسطينية في إسبانيا مروان البوريني، إن بلاده تشارك في هذا المعرض لأنها أرض الديانات وهناك ولد السيد المسيح في بيت لحم، وذلك لإبراز التراث الفلسطيني والصناعات اليدوية… و"نحن الفلسطينيون المسلمون لدينا ما نفتخر به خصوصا فيما يتعلق بالتراث والأدب والثقافة، وهذا مكان جيد لإبراز جزء من هويتنا".

وتولت بلدية مدريد تنظيم المعرض وشاركت في أنشطته 43 سفارة من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى المعاهد الثقافية الأجنبية المتواجدة في المدينة الإسبانية. وعرف المعرض عدة أنشطة مثل الرقصات التقليدية من جميع أنحاء العالم، وورشات العمل، والروايات والقصص والأفلام والطعام والموسيقى.. وأكثر من ذلك.

المصدر : وكالة الأناضول