"توك توك".. فيلم مصري يرصد عمالة الأطفال

Egyptians drive their traditional tok-tok in front of armored vehicles guarding Torah Prison, where ousted President Hosni Mubarak is held in Cairo, Egypt, Wednesday, Aug. 21, 2013. An Egyptian court ordered Wednesday the release of ousted President Hosni Mubarak, but it is not yet clear if the ailing ex-leader will walk free after over two years in detention, officials said. The prospects of Mubarak’s release after the 2011 uprising against him, and a slew of court cases that made him the first Arab leader to be tried by his own people, are likely to further fuel the rest that has hit Egypt following the military coup against his successor, the first freely elected president Islamist Mohammed Morsi. (AP Photo/Amr Nabil)
أغلب سائقي التوك توك من الصبية الذين تركوا التعليم ليعيلوا عائلاتهم (أسوشيتد برس)

منذ استيراد "التوك توك" -وهي العربات البخارية الصغيرة ثلاثية العجلات- كبديل عملي لتوصيل الركاب إلى الشوارع الضيقة والأماكن التي لا تصلها سيارات الأجرة، انتشرت في أغلب المدن والقرى في مصر، وأصبحت مصدر دخل لكثير من العاطلين عن العمل، رغم تبرم كثيرين من الفوضى التي تسببها وسائقيها وأغلبهم من الصبية.

لكن المخرج المصري روماني سعد قرر -في فيلم تسجيلي من إنتاجه وتصويره- الذهاب بعيدا عن هذه الواجهة، حيث يتقصى في فيلم توك توك -الذي عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الليلة الماضية- ثلاثة صبية هم "عبد الله" و"شارون" و"بيكا" الذين تركوا التعليم وكبروا قبل الأوان ليعيلوا عائلاتهم باستخدام التوك توك.

وتدور أحداث الفيلم حول حياة هؤلاء الصبية وما يتعرضون له في سبيل الحصول على لقمة العيش من مضايقات والنظر إليهم بشيء من "الاحتقار" والمعاملة الخشنة من قبل بعض أفراد الشرطة والتي تصل أحيانا إلى "تحطيم عرباتهم، وفرض ما يشبه الإتاوة عليهم، وعدم الاهتمام بحمايتهم من اللصوص الذين انتشروا منذ الفوضى الأمنية في بداية 2011.

ويجمع الفيلم بين خفة ظل الصبية وتلقائية شغبهم المحبب وسبابهم الجارح أحيانا، وبين ما يشعر به الأب من مرارة، لأنه لا أحد يستمع لصوتهم، ويلوم في ذلك الاحتجاجات التي استمرت بين عامي 2011 و2013 و لم يكن لها تأثير في توفير الخبز والحد الأدنى للحياة الآدمية.

ويتنافس "توك توك" في مسابقة "أسبوع النقاد الدولي" بمهرجان القاهرة السينمائي التي تنظمها جمعية نقاد السينما المصريين وتضم ستة أفلام أخرى من دول مختلفة.

وعرض الفيلم منذ أبريل/نيسان الماضي في خمسة مهرجانات هي تورنتو وسول ووارسو ومونبيلييه ولندن، ولكن عرضه في مسابقة "أسبوع النقاد الدولي" بمهرجان القاهرة "هو الأهم على الإطلاق" بالنسبة للمخرج، الذي قال إن عرض الفيلم في مصر هو الأهم "ليشاهده أصحاب المشكلة"، فلربما "يتحرك أحد ويحاول (أن) يساعدهم".

وأضاف أن التصوير بدأ في مايو/أيار 2012 واستمر سنة وانتهى قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية يوم 30 يونيو/حزيران 2013 بعد أن صور خمسين ساعة تقريبا، وأن المونتاج استغرق تسعة أشهر لصنع الفيلم الذي تبلغ مدته 75 دقيقة.

ويختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أعماله الجمعة القادمة بعرض نحو مئة فيلم من 64 دولة في بضع قاعات بدار الأوبرا المصرية.

المصدر : رويترز