غزة تستنجد لإغاثة مكتباتها التي دمرها الاحتلال

صور من الدمار الذي لحق بمكتبة مدينة غزة العامة والتابعة لبلدية، غزة الصورة التقطت في 18 أغسطس 2014
آثار الدمار الذي لحق بمكتبة مدينة غزة العامة جراء العدوان الإسرائيلي (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

لم يتسن لعبير الكفارنة ورفيقاتها القائمات على إدارة مكتبة "بيت الحكمة العامة" من إتمام مراسم افتتاحها في بلدة بيت حانون إثر تعرضها لقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وتضرر الكثير من مقتنياتها ولوازمها.

وتقول الكفارنة للجزيرة نت إن المكتبة أنشئت مؤخرا بتبرع خيري، وكانت على وشك الافتتاح، إلا أن فقدان عدد من كتبها وتضرر بعض مرافقها الحيوية حال دون بدء البرامج المعدة لافتتاحها واستقبال القراء والمستفيدين منها.

وتعتبر مكتبة "بيت الحكمة العامة" واحدة من بين سبع مكتبات عامة تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي في قطاع غزة، وإلى جانبها أكثر من 175 مكتبة مدرسية و85 مكتبة خاصة بالمساجد والأندية الرياضية لم تسلم هي الأخرى من القصف أو الأضرار، بحسب إحصاءات وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة.

وتؤكد إحصاءات الوزارة أن عدد الكتب المتلفة خلال العدوان الإسرائيلي يزيد على عشرين ألف كتاب، من بينها كتب نادرة ومتخصصة ومميزة في عدة علوم ومعارف.

 الصواف حث العرب على نجدة غزة بالكتب وتذليل عقبات دخولها (الجزيرة نت)
 الصواف حث العرب على نجدة غزة بالكتب وتذليل عقبات دخولها (الجزيرة نت)

حملة إغاثة
وردا على تدمير مكتبات غزة، أطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية حملة "أغيثوا مكتبات غزة" من أجل إعادة إعمار المكتبات المدمرة، وتزويدها بالكتب التي تمكنها من العودة لتأدية رسالتها والتصدي لسياسات الاحتلال التي لم تكف عن محاربة ومنع وصول الكتب إلى القطاع منذ احتلاله عام 1967.

وتوجه الوكيل المساعد في وزارة الثقافة مصطفى الصواف بنداء الحملة لكافة المسؤولين في الوطن العربي واتحاد الناشرين العرب من أجل سرعة التحرك لنجدة غزة بالكتب والسماح بدخولها إلى غزة نصرةً للباحثين والتواقين للمعرفة والثقافة في غزة المحاصرة.

وقال الصواف في حديثه للجزيرة نت إن غزة لا تعيش بالخبز وحده، لأن أبناءها يحرصون على غذاء الروح أسوة بغذاء الجسد، وهم بحاجة ماسة إلى من يعوضهم عن كتبهم التي فقدوها أثناء العدوان.

وأضاف أن حملة "أغيثوا مكتبات غزة" باتت ملحة بفعل تعرض مكتباتها للتدمير من جهة، وبفعل منع وصول الكتب إليها خلال سنوات الحصار الثماني الماضية، مشيرا إلى أن ما وصل إلى غزة من كتب خلال تلك السنوات لم يمر إلا عبر الأنفاق، وذلك بعد فشل محاولات إدخالها عبر معبر رفح.

وتابع، لم يعد من سبيل بعد تدمير الأنفاق سوى أن يتدخل المسؤولون العرب وكل من يريد الخير لفلسطين وغزة من أجل العمل على مدها بالكتب الحديثة وإحياء مكتباتها والسماح بمرورها عبر معبر رفح.

وأوضح الصواف أن الاحتلال حرم غزة لسنوات طويلة من الكتب، وخصوصا بين الفترة الواقعة بين عامي 1967 و1994، مشيرا إلى أن الحملة رسالة إلى كل العرب بألا يتركوا الاحتلال يجهز بصواريخه على مكتبات وكتب غزة.

المصدر : الجزيرة