ديزني تقدم الجزء الثاني من فيلم "طائرات"

لقطة أولى من فيلم ديزني "الطائرات" (الألمانية)
ديزني استعانت بمئات المتخصصين والخبراء لإنجاز الفيلم بشكل مميز (الألمانية)

كان دافع "بيكسار" لإنتاج "طائرات" هو استثمار النجاح الضخم الذي حققه فيلم "سيارات" بجزأيه، إلا أن المقارنة بين نجاح العملين كانت لتردع الشركة المنتجة، أو على الأقل تجعلها تعيد حساباتها بشأن تقديم جزء ثان من "طائرات" أخذا في الاعتبار النتائج المتواضعة التي حققها الجزء الأول برغم كم الإبهار سواء البصري أو في مضمون القصة المطروحة، ولكن هذا لم يحدث حيث تصمم بيكسار على إنتاج جزء ثان من السلسلة بعنوان "طائرات: حرائق وإنقاذ".

وقع الاختيار هذه المرة على روبرتس غناوي، وهو مخرج سبق له العمل مع المنتج فاريل بارون، وكذلك مع جون لاستر إحدى الركائز الأساسية لنجاح بيكسار منذ "قصة لعبة" وصولا إلى "سيارات" حيث تمكن كمنتج تنفيذي من صنع مجد الشركة لتصبح الدعامة الرئيسية في إمبراطورية ديزني.

جاءت المحصلة مغامرة جديدة من بطولة النجم "دستى" كروفوبر، طائرة رش المحاصيل في كاليفورنيا، والتي تحولت بالجزء الأول إلى طائرة سباق. إلا أنه بالجزء الثاني من مغامرات دستي التي انطلقت بدور العرض الأميركية ستشهد تغييرا جذريا، حيث سيكتشف البطل -والذي يقوم بالأداء الصوتي له النجم داني كروك- أن جزءا مهما من محركه مصاب بعطب خطير سيمنعه للأبد من المشاركة مرة أخرى في سباقات الطائرات.

وعلى الرغم من بحثه في كل ورش ومراكز الصيانة بجميع أنحاء البلاد، يكتشف أن القطعة المعطوبة لم تعد هناك ورش تقوم بتصنيعها، ومن ثم ينتهي به الحال مساعدا بالدفاع المدني لمكافحة الحرائق. وبناء عليه تنتقل الأحداث إلى إحدى الحدائق الوطنية في كاليفورنيا، حيث يتعلم دستى كل ما يحتاج أن يتعلمه لكي يتمكن من مكافحة وإطفاء حرائق الغابات. ولكنه يعتقد أن ما يقوم به مجرد مساعدة، حتى يندلع حريق ضخم يهدد بتدمير الحديقة بالكامل، فتظهر بطولة دستي وينال التقدير الذي يستحقه حين يتمكن من القضاء على الحريق.

تأتي النهاية، وكما هو متوقع، بصورة سعيدة، وأكثر من ذلك تترك الباب مفتوحا أمام إمكانية تقديم جزء ثالث من نفس السلسلة، وهو ما لم يستبعده المخرج غناوي بعد ما رأى نتيجة جهوده فيعترف بأنه "بالرغم من هذا كل ذلك يتوقف على ما إذا كانت ستتوافر لنا قصة لنقدمها أم لا" مكتفيا في الوقت الراهن بالاستمتاع بما حققه من إبداع استغرق إنجازه أربع سنوات من العمل الشاق.

‪لقطة من فيلم ديزني
‪لقطة من فيلم ديزني "الطائرات" في الجزء الثاني‬ (الألمانية)

شعار ستيف جوبز
من جانبه، يرى المنتج فاريل بارون أن هذا هو الفيلم الأكثر طموحا الذي قدمته ديزني على مدار تاريخها، لأنه لم يسبق للشركة من قبل التعمق إلى هذا الحد في عالم الحرائق ومكافحتها وجهود الوقاية لتجنب وقوعها، مشيرا إلى أن كل هذه التفاصيل المعقدة أدت إلى استعانة ديزني بمئات المتخصصين والعمل مع فنانين من الهند من أجل إبداع عالم النيران التي تدمر الغابات والمحميات الطبيعية، وقد تكلف هذا ميزانية ضخمة تتوقع الشركة استعادتها مع الأرباح عند طرح الفيلم في دور العرض خلال الشهور المقبلة.

بالرغم من ذلك، يسلط الفيلم الضوء على بعض الشكوك، خاصة فيما يتعلق بالعلامات التجارية داخل ديزني بعد استحواذها على ستديوهات شركة بيكسار للرسوم المتحركة.

فلن يحمل آخر إصدارات الشركة من سلسلة طائرات "طائرات: حرائق وإنقاذ" الشعار الذي صممه ستيف جوبز كما كان يتوقع الكثير من المشاهدين، بل سيتم الترويج له بشعار "ديزني تونز" وهو ما يمثل مفاجأة غير متوقعة سوف تبعد "طائرات" كثيرا عن مبدعيه الأصليين في بيكسار الذين قدموا "سيارات" وفي مقدمتهم جون لاستر الذي ساعدت أفكاره الخلاقة على دفع مسيرة الشركة التي تأسست في سان فرانسيسكو في الثمانينيات.

بالرغم من ذلك، ليس من المستبعد استمرار الفكرة مع عوالم أخرى بعد السيارات والطائرات، ربما القطارات أو المراكب كأبطال لأعمال رسوم متحركة مبهرة جديدة، وعلى الرغم من ذلك يرى لاستر أن الأمر في النهاية يتوقف على إمكانية الحصول على قصص مقنعة.

ويقول غناوي "في نهاية اليوم، إذا كنا قد نجحنا في إبداع شخصيات مبتكرة وقدمنا قصة جيدة للجمهور، ستنال التقدير الذي تستحقه. آمل أن نكون قد نجحنا في التوصل إلى ذلك" مؤكدا أنه ما كان ليفعل أي شيء من شأنه التأثير على جودة وقيمة المنتج النهائي، وذلك "حرصا منا على مواصلة الإبداع العظيم الذي حملت بيكسار رايته على عاتقها منذ انطلاقها وحرصت على أن تجعلها خفاقة في أعلى مكان بقدر الإمكان".

المصدر : الألمانية