تواصل الإقبال على معرض الحج في باريس

لوحة "حجاج في طريقهم الى مكة" التي رسمها المستشرق الفرنسي ليون بيلي
لوحة للفنان الفرنسي ليون بيلي عام 1861 ترسم حجاجا في طريقهم إلى مكة المكرمة (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-باريس

يتواصل إقبال الجمهور على معرض الحج الذي يحتضنه معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس منذ 23 أبريل/نيسان الماضي ويستمر حتى أغسطس/آب المقبل.

وتتضمن هذه التظاهرة الثقافية 230 تحفة يعود تاريخ بعضها إلى القرون الهجرية الأولى، والبعض الآخر إلى الحقبة المعاصرة، بالإضافة إلى وثائق نادرة وأفلام وثائقية ومقتطفات صوتية تروي كلها تاريخ وحاضر الركن الخامس في الإسلام.

ويقول القائمون على المعرض الذي يعد ثمرة تعاون بين معهد العالم العربي ومكتبة الملك عبد العزيز بالرياض، إن الهدف من تنظيمه تسليط الضوء على تاريخ الحج وما يمثله كنسك فردي وجماعي له جوانب وجدانية وجمالية.

تظاهرة ثقافية
وأوضحت المفوضة المساعدة للمعرض إيلودي بوفار أن فكرة تنظيم هذه التظاهرة الثقافية في معهد العالم العربي نشأت بعد تنظيم المتحف البريطاني بلندن معرضا عن الحج عام 2012.

وأشارت بوفار في تصريح للجزيرة نت إلى أنه تم إثراء محتوى المعرض الأصلي وإدخال تعديلات عليه "على نحو جعل منه أهم حدث تم تنظيمه عن الحج على الإطلاق".

وأضافت أن التظاهرة تبرز نظرة فناني فرنسا إلى الحج ودور باريس التاريخي في تسهيل أدائه على المسلمين في البلدان التي خضعت لنفوذها الاستعماري.

وقد تم تصميم مسار المعرض بطريقة تمكن الزائر من اقتفاء أثر الحاج ذهابا وإيابا مرورا بأداء مناسك الحج في مكة المكرمة.

ففي مدخل الجناح الأول يشاهد الزائر وهو يسمع الأذان لوحات فنية وتحفا أثرية ووثائق تاريخية تحكي الشوق إلى مكة، وتستعرض الطرق التاريخية التي كان يسلكها الحجاج المتوجهون من العراق والشام ومصر وتركيا والمغرب والسودان وبلدان شرق آسيا إلى بيت الله الحرام.

وتقول بوفار إن أجمل أثر فني فرنسي يصور هذه المرحلة هو لوحة حجاج في طريقهم إلى مكة رسمها الفنان والمستشرق ليون بيلي عام 1861.

مخطوطات نادرة
وأشارت بوفار إلى مخطوطات نادرة استقدمت من إحدى المكتبات الخاصة في مدينة تمبكتو المالية تقدم وصفا لرحلات الحج من غرب أفريقيا إلى الحجاز على مدى فترة تمتد من القرن السادس عشر حتى بداية القرن العشرين.

بوفار: المعرض أهم حدث تم تنظيمه عن الحج على الإطلاق (الجزيرة نت)
بوفار: المعرض أهم حدث تم تنظيمه عن الحج على الإطلاق (الجزيرة نت)

ويركز هذا الجانب من المعرض على تأثير تطور وسائل النقل على أداء الحج، إذ مكن التطور من انتقال عدد الحجاج الوافدين من خارج الجزيرة العربية من بضع مئات في بداية القرن العشرين إلى عشرات الآلاف في الثلاثينيات منه، ليصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين سنويا في الأعوام الأخيرة.

أما الجناح الثاني من المعرض الذي يدخله الزائر على وقع أصوات المُلبين، فقد خصص لتتبع وصول الحاج إلى مكة وأدائه مناسك الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة ورمي الجمرات والتضحية.

ويُختتم مسار المعرض بمشاهدة تحف وقطع أثرية نادرة تُذكر بالمسجد النبوي وضريح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي اعتاد الحجاج زيارته قبل العودة إلى ديارهم.

وفي هذا القسم، تقع عين الزائر على مجسمات تُظهر المشاريع العمرانية الحديثة لتأهيل وتوسعة الأماكن المقدسة الإسلامية.

وعند خروج الزائر يجد نفسه أمام فضاء صغير خُصص للحجاج من رواد المعرض الذين يمكنهم أن يدونوا فيه شهادات شخصية عن تجربة الحج أو إيداع ذكريات مادية أحضروها من الأماكن المقدسة.

المصدر : الجزيرة