دار الكتب تحيي الذكرى الخمسين لوفاة العقاد

صورة عامة من المنصة - دار الكتب تحيي الذكرى الخمسين لوفاة العقاد .
عبد الله الأشعل وعبد الناصر حسن وصلاح فضل بمؤتمر دار الكتب المصرية (الجزيرة)
undefined
 
يوسف حسني-القاهرة

في ذكرى مرور خمسين عاما على وفاة الكاتب المصري عباس محمود العقاد، عقدت دار الكتب المصرية الأربعاء مؤتمرا تحت عنوان "العقاد..عبقرية متجددة"، بحضور رئيس الهيئة عبد الناصر حسن، والناقد صلاح فضل، ومساعد وزير الخارجية السابق السفير عبد الله الأشعل، وعدد من الكتاب والمثقفين وأساتذة الجامعات. وتناول المؤتمر صاحب سلسلة العبقريات، بوصفه ظاهرة أدبية فريدة في التاريخ المصري والعربي.

وفي افتتاح المؤتمر قالت الشاعرة شريفة السيد إن العقاد "اتخذ من القراءة والاطلاع على كل العلوم ومختلف الحضارات سلاحا يحطم به الصنمية ويكسر المحرمات، متمسكا بإعمال العقل والحرية أساسا للإصلاح والتطور، فكان كما وصفه الكاتب المصري لويس عوض أشبه بهرقل الذي يسحق قوى الشر بهراوته".

عبد الناصر حسن: العقاد كان محاربا لا يسكت في معركة وكان لمعاركه زخم(الجزيرة)
عبد الناصر حسن: العقاد كان محاربا لا يسكت في معركة وكان لمعاركه زخم(الجزيرة)

معارك لا تنتهي
وفي كلمته أكد رئيس هيئة الكتاب المصرية عبد الناصر حسن أن العقاد "كان جزءا من جيل اعتمدت فيه الثقافة على التداخل بين العلم والأدب، لذلك كان العقاد قارئا متبحرا في كثير من العلوم، وكثيرا ما كان يختلف مع المتخصصين في تخصصاتهم ويثبت صحة موقفه المستمد من قراءته في هذا التخصص".

وأشار حسن إلى أن كبرياء العقاد كان حاضرا في كتاباته وأحاديثه وكل جوانب حياته، "فقد كان محاربا لا يسكت في معركة، وكان لمعاركه زخم ما زلنا نلمس بعضه إلى يومنا هذا".

واستشهد رئيس هيئة الكتاب على شخصية العقاد المطبوعة على العراك بكلمته عندما كان عضوا بالبرلمان وقال "إن الأمة على استعداد لسحق أكبر رأس في البلد إذا خالفها"، وقام إثرها الملك فاروق بحل البرلمان وحبس العقاد.

واعتبر أن المعارك التي خاضها العقاد ورفاقه في مدرسة الديوان "كانت تهدف إلى كسر المحرمات والخروج من عباءة القديم المقدس، والدعوة إلى التجديد والانفتاح ومواكبة التقدم".

واختتم رئيس هيئة الكتاب كلمته بقوله إن العقاد "اتخذ من الاختلاف وسيلة لإحياء الفكر وإعمال العقل، باعتبارهما وسيلتي إيقاظ الوعي وبناء الأمم".

صلاح فضل: العقاد قرأ في كل الثقافات بلغاتها (الجزيرة)
صلاح فضل: العقاد قرأ في كل الثقافات بلغاتها (الجزيرة)

الاحتفاء بالنقد
وافتتح أستاذ النقد الأدبي صلاح فضل كلمته قائلا "لا يمكن أن تمر ذكرى العقاد دون أن نلقي زهرة ونشعل شمعة على ما تبقى في نفوسنا من أدبه، غير أن هذا لا يمنعنا من نقد العقاد الذي لم يترك شخصا إلا وانتقده".

وقال فضل إن العقاد "بالغ هو وبعض أبناء جيله في إضفاء صفة العظمة على شخصياتهم بشكل لم يفعله أحد ممن جاء بعدهم، رغم أنه كان كغيره من الأدباء والكتاب له من يعجبون به، وله من لا يكترثون به أيضا. مضيفا أننا "كثيرا ما نكتشف عظمة الأشياء أو الأشخاص كلما ابتعدنا عنها، وهكذا أجد العقاد".

وأوضح أن عصامية العقاد، التي وصفها بالفذة "فرضت عليه أن يقرأ في كل الثقافات بلغاتها، وأن يكون من أوائل المطلعين على كل جديد فيها، وهو ما جعله يتفوق على كثير من أصحاب الشهادات العليا الذين سافروا إلى بلاد أخرى وعاشوا فيها وتزوجوا منها، وهو صاحب الشهادة الابتدائية، مؤكدا بذلك أن التحدي ليس أن تجيد تراثك فقط، وإنما التحدي الأكبر هو أن تعلم وتتقن تراث الآخرين".

وأشار إلى أنه كون من قراءته الواسعة والمتنوعة قذيفة ألقى بها في وجه أمير الشعراء أحمد شوقي، أكبر شاعر عرفه العصر الحديث، وتابع "لم تكن كل انتقادات العقاد لشوقي صائبة، لأنه كثيرا ما انتقده ليثبت أنه أفضل منه، ورغم تحفظنا على انتقادات العقاد المبالغ فيها لشوقي، فإن هذه الانتقادات أفادت شوقي وجعلته يخرج من عباءة القصر ويتحرر من الكتابة للملك".

قيمه الفلسفية
وأشار بعض المتحدثين إلى فلسفة العقاد وتمسكه بقيم الحرية والمساواة بين الجميع دون تمييز للون أو لجنس، مستشهدين على ذلك بتأييده لثورة عرابي 1919 ومشاركته فيها، وكذلك ثورة يوليو/تموز 1952. إضافة إلى ما أفرده للمرأة من كتب، ومنها "المرأة في الإسلام، فاطمة الزهراء، هذه الشجرة".

وأكد أستاذ النقد الأدبي بجامعة حلوان محمد علي سلامة أن العقاد "رأى في الإسلام سبيلا وحيدا لرقي البشرية وخلاصها، وأنه اعتمد الثقافة الإسلامية أساسا ينطلق منه إلى كل شيء، وأن البعض اتهمهوه بالإلحاد بسبب أطروحات كانت في الأصل تؤكد على وجود الله في كل شيء".

المصدر : الجزيرة