كاظم شمهود يعرض أوجاع العراق في لندن

جانب من حضور معرض الفنان العراقي الدكتور كاظم شمهود في لندن
جانب من حضور معرض "أوجاع عراقية" في لندن (الجزيرة نت)

محمد أمين-لندن

يدان تحتضان وجها حزينا بينما تحاول حمامة التخفيف من وجعهما.. هذه إحدى لوحات الفنان التشكيلي العراقي الدكتور كاظم شمهود الذي حاكت أعماله وألوانه مآسي بلاد الرافدين في معرض "أوجاع عراقية".

وفي المركز الثقافي العراقي وسط العاصمة لندن، عرض الفنان لوحاته التي امتزجت فيها الحداثة الفنية مع العراقة والأصالة الإسلامية الزخرفية.

شمهود الحاصل على الدكتوراه في تاريخ الفن الإسلامي من مدريد، قال للجزيرة نت إن الأوجاع العراقية متراكمة منذ قرون ومراحل استعمارية متعددة، ووصف العراقي بالمتوجع داخل بلده من الآلام وخارجه من ويلات الهجرة.

وأضاف أن العمل الفني عادة يتكون من عنصرين: الأول البناء المعماري للوحة، وهي مرحلة تجميع المواد وبنائها معماريا وانسجامها هرمونيا ليظهر الجانب الجمالي.

أما العنصر الثاني فهو الجانب التعبيري الذي عرفه بالعمل المنطلق من الوجدان والضمير والمشاعر والدواخل ويعبر عما في النفس والروح.

‪شمهود: الأوجاع العراقية متراكمة منذ قرون ومراحل استعمارية متعددة‬ (الجزيرة نت)
‪شمهود: الأوجاع العراقية متراكمة منذ قرون ومراحل استعمارية متعددة‬ (الجزيرة نت)

تعابير متنوعة
وأوضح شمهود أن أعماله تعبيرية وفيها تصاميم متنوعة حاول فيها التعبير عن الأوجاع العراقية.

وعن كيفية التعبير عن تلك الأوجاع، أوضح أن لكل فنان طريقته وألوانه، فلوحة الصرخة للفنان النرويجي مورخ استعمل فيها الواقعية التعبيرية، فرسم امرأة تضع يديها وتصرخ.

أما شمهود فاختار في أعماله تناول الموضوع بطريقة حديثة لا تبتعد عن الواقعية، مبرزا اليدين في كثير من لوحاته لأن حركتهما -بحسب رأيه- تعبر عن الوضع النفسي للإنسان.

وكان واضحا أثر الفن الإسلامي في لوحات شمهود من خلال بعض الزخرفات، وحول هذا الموضوع قال إن الفن الإسلامي معروف بعنصرين زخرفيين: النباتي والهندسي، واصفا إياه بالفن الجمالي.

وقال إنه في لوحاته يبتعد حينا عن الفن الإسلامي ويقترب منه أحيانا، مشيرا إلى تضمنه صفة تجريدية وهي التسطيح إذ ليس فيه ظل وضوء، وإنما الظل والضوء يشاهدان من خلال الألوان.

ويؤكد شمهود تأثره بهذا التسطيح الذي لا يعتمد على البعد الثالث، كما أن استعماله للألوان الحارة في لوحاته واحد من ملامح تأثره بالفن الإسلامي.

‪جانب من لوحات المعرض المقام‬ (الجزيرة نت)
‪جانب من لوحات المعرض المقام‬ (الجزيرة نت)

الموضوعية والجمال
من جهته وصف الرسام والنحات العراقي علي الموسوي لوحات الفنان شمهود بالأعمال الموضوعية الجميلة المعتمدة على التقنية العالية.

وقال إن شمهود باختياره للألوان المناسبة نجح في التعبير عن الألم العراقي والعربي. وأضاف أن أعمال التصميم والمواضيع التي عالجتها اللوحات تعكس النفس العربي والألم العراقي الذي يحس به المغترب.

ويشير الموسوي إلى أن شمهود معروف باستخدام الخطوط القوية التي فيها حدة تعبر عن مكنون إنساني.

يشار إلى أن كاظم شمهود فنان عراقي من مواليد ميسان وخريج معهد الفنون الجميلة ببغداد، ويقيم في إسبانبا منذ عام 1977 حيث درس تخصصات كثيرة في الحفر والجداريات والميداليات وحصل على الدكتوراه في تاريخ الفن الإسلامي من جامعة مدريد المستقلة.

وكتب شمهود مؤلفات كثيرة في الفن والكاريكاتير، وهو من مؤسسي "مجلتي والمزمار" المتخصصة في رسوم الأطفال التي ظهرت عام 1969. وقد أقام 323 معرضا.

المصدر : الجزيرة