الدراما العراقية.. تطور الإنتاج وتكرار المواضيع

جانب من الاعمال الدرامية لهذا ا لموسم
undefined

علاء يوسف-بغداد

 
تسعى الدراما العراقية لتثبيت نفسها ويحاول صناعها الارتقاء بها شكلا ومضمونا حيث يعرض عدد كبير من المسلسلات العراقية على مختلف القنوات، لكن عددا من النقاد والمختصين يرون أن الدراما العراقية ما زالت تدور في الحلقة نفسها ما أدى بالمتلقي العراقي للاتجاه إلى الشاشات العربية.
 
وتبث القنوات العراقية في رمضان أعمالا درامية محلية متنوعة اختلفت نسبة الإقبال على متابعتها من الجمهور العراقي، ومن بينها مسلسل "الطوفان ثانية" و" تي تي- جابي القطار" و"صندوق الأسرار" و"رباب" و"فيتامين" و"ريم ورحيم" و"باص في عصر العولمة".
 
كما يعرض مسلسل عن حياة الدكتور "علي الوردي" من إخراج عبد الباري أبو الخير، وكذلك مسلسل "حفيظ" للكاتب سعد هدابي والذي يضم نخبة من الممثلين العرب كأيمن زيدان وسامح الصريطي ومرح جبر، وإخراج السوري سامي جنادي والذي عدّه بعض النقاد تجربة مهمة لتطوير الدراما العراقية.
 
ورغم الكم الكبير والمتنوع من الإنتاجات التلفزيونية يشير نقاد إلى أن الدراما العراقية ما زالت تعاني من التكرار في مواضيعها من خلال تسليطها الضوء على أعمال العنف والماضي القريب والمشاكل التي حصلت في العهد السابق، وعدم التطرق إلى هموم ومشاكل الحاضر إضافة إلى ابتعادها عن الأعمال الاجتماعية التي تتناول العلاقات العاطفية وهموم المرأة والشباب.
 
عباس لطيف: الدراما العراقية لم تركز على المشكلات الحقيقية رغم مناخ حرية التعبير(الجزيرة)
عباس لطيف: الدراما العراقية لم تركز على المشكلات الحقيقية رغم مناخ حرية التعبير(الجزيرة)

مواضيع هامشية ومكررة
وقال الناقد عباس لطيف في حديث للجزيرة نت إن الدراما العراقية لا تحمل جديدا في هذا الموسم، ولم تستطع التخلص من الأمراض التي أصيبت بها في الفترة الأخيرة ومنها السطحية في تناول المواضيع والابتعاد عن هموم المجتمع العراقي في الوقت الحالي إضافة إلى عدم تناولها مشاكل الشباب والمرأة العراقية.

 
وأكد أن الأعمال التاريخية التي تعرض حاليا وقعت في مطبات كبيرة منها الابتعاد عن التوثيق الحقيقي للأحداث  واللجوء للفبركة والافتعال وعدم الموازنة بين الحقيقة التاريخية والبناء الفني، كما أن الكوميديا العراقية -بحسبه- ما زالت على حالها تعتمد على أسلوب التهريج والسخرية من الشخصية الجنوبية والتي امتدت إلى شخصيات أخرى في المجتمع.
 
وأوضح الناقد العراقي أن مسلسل "م. م" الذي يعرض حاليا يناقش مشكلة معقدة وليست ظاهرة في المجتمع العراقي وهي زواجي "المتعة والمسيار" وفيه إساءة مقصودة، مما يؤكد أن الدراما العراقية ما زالت تأخذ المواضيع الهامشية في الحياة والتي لا تمس مشكلات الواقع العراقي الحقيقية لأن مشاكل العراقيين هي أعمق وأكثر مما تعرضه الفضائيات.
 
وأشار لطيف إلى أن مواضيع الدراما العراقية أصبحت مكررة ومستهلكة، ولا تنقل الواقع العراقي الحالي رغم حرية التعبير المتاحة. كما أن غياب المخرج العراقي عن الأعمال العراقية -التي اعتمد بعضها على مخرجين عرب- أدى إلى إنتاج بيئة ملفقة وبعيدة عن الواقع العراقي، لأن المخرج العربي عندما يتناول نصا عراقيا لا يستطيع معالجته كما يعالجه العراقي القريب من اللهجة والبيئة والمشكلة.
 
‪‬ خليل فاضل خليل: يجب على صناع الدراما العراقية تطوير إنتاجهم ومحاولة الوصول إلى الأسواق العربية(الجزيرة)
‪‬ خليل فاضل خليل: يجب على صناع الدراما العراقية تطوير إنتاجهم ومحاولة الوصول إلى الأسواق العربية(الجزيرة)
صراعات الأمس
من جهتها قالت الكاتبة الدرامية فاتن السعود إن الدراما العراقية في هذا الموسم لم تخرج من حلقة صراعات الأمس القريب وتسليط الضوء على حقبة النظام السابق واسترجاع ذكريات العنف والدمار النفسي الذي لحق بالمواطن العراقي.
 
وهي بذلك -كما تضيف- تكون وفرت لشريحة كبيرة من المشاهدين عذرا مقنعا للتوقف عن متابعتها والبحث عن بعض الصفاء والسكينة بالتوجه إلى الأعمال العربية التي تتميز بالهدوء والحبكة الدرامية المميزة وحضور النجوم الكبار.
 
وأكدت السعود في حديثها للجزيرة نت أن وجود المخرج العربي في الدراما العراقية يعدّ أمرا إيجابيا ومحببا، فالمخرج العراقي لا يزال يتعامل مع كاميراته وكأنه في منتصف الثمانينيات، بينما إضافات المخرج العربي مميزة ولا تخفى على أبسط مشاهد حتى وإن لم يكن له خبرة في عالم الدراما.

وما ينقص الدراما العراقية كما تؤكد السعود هي النصوص الجيدة والإنتاج المفتوح وفضاء من الحرية، وألا تحتكر قصص معاناة الشعب من النظام السابق أضخم إنتاجات الموسم.

من جانبه قال الممثل خليل فاضل خليل "عندما أشاهد الأعمال الدرامية العربية وبالتحديد المصرية والسورية والخليجية أصاب بحزن كبير لأن الدراما العراقية غير قادرة حاليا على منافستها بسبب الضعف في الإنتاج والإخراج".

وأكد في حديث للجزيرة نت أن الدراما العراقية تتناول مواضيع الماضي القريب، وعلى الكتّاب أن يطوروا مواضيعها في الموسم المقبل والعمل على تسويق الأعمال العراقية عربيا ومحاولة منافسة الدراما العربية، بدل أن يقتصر المنتجون على تسويق أعمالهم على القنوات المحلية.

وأشار خليل إلى وجود تهاون كبير من قبل صناع الدراما من المنتجين في اختيار المخرجين، خصوصا وأن المخرج العراقي استطاع النجاح في الكثير من الأعمال الدرامية المهمة.

المصدر : الجزيرة