إيكو يؤرخ ولع أوروبا بالقوائم والتصنيفات
في هذا الكتاب، يؤرخ أمبرتو إيكو للقائمة أو للولع الغربي بها، آخذا من كتالوغ السفن في إلياذة هوميروس شارة البدء، ومعرجا على الأدبيات القروسطيّة، لينتهي بالعصرين الحداثي وما بعده.
يمتحن إيكو في هذا الكتاب ظاهرة الجمع وإنشاء القوائم ووضع الموسوعات والتصنيف على امتداد العصور التي خلت، ذاهبا إلى أن ثمّة عودا أبديا إلى ثيمة القائمة والهوس بها يميز ذلك التاريخ.
ويأخذ الكتاب، الذي جاء نتاج دعوة من متحف اللوفر، القارئ في رحلة ممتعة تعج باللوحات التصويرية من صور المعارك والحدائق الغنّاء والملائكة والشياطين، والكنوز والمجموعات الفنية، متناهيا في أحد جوانبها إلى صورة من معلبات كامبل مأخوذة من متحف نيويورك للفن الحديث.
بين البصري واللفظي
وتحدث إيكو عن السبب الذي دفعه إلى وضع هذا الكتاب قائلا "حين دعتني إدارة اللوفر كي أنظّم، طوال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2009، سلسلة من المؤتمرات والمعارض وجلسات القراءة للجمهور والحفلات الموسيقيّة وعروض الأفلام وغيرها من الفعاليات المشابهة، التي تختص بموضوع أختاره بنفسي، فإني لم أتردّد لحظة، وتقدمت من فوري بموضوع "القائمة"، فلو قيّض لامرئ قراءة رواياتي، فإنه سيجدها تغصُّ بالقوائم. وقَدْ تمثلت أصول هذا الولع في مادتين درستهما شابّا، وهما: النصوص القروسطيّة وأعمال جيمس جويس".
لم يقصد الكاتب أن يدخل في رصد تاريخي لا حدود له ربما، لكنه يعيّن أنواع القوائم، ثم يسوق، بما امتلكه من معرفة متبحرة، أمثلة كثيرة عليها، تتراوح بين البصري واللفظي.
وتبلغ هذه الأمثلة حدا من الكثرة تستدعي في ذهن القارئ الشبكة العنكبوتية، التي يقول عنها إيكو إنها "تقدِّم لنا كتالوغا من المعلومات، التي تجعلنا نشعر بالثراء والقدرة غير المحدودة".
وأمبرتو إيكو فيلسوف إيطالي وناقد أدبي وروائي، ومختص في مبحث القرون الوسطى، الذي استثمره واستثمر القوائم والتصنيفات في روايته الذائعة الصيت "اسم الوردة".