أمسية بالأردن: الثقافة ينتجها الشعب لا النخبة

جانب من حضور امسية - التنمية الثقافية
undefined

توفيق عابد-عمّان

في أمسية ثقافية بمدينة الزرقاء مساء الثلاثاء حملت عنوان "التنمية الثقافية بالأردن"، قال وزير الثقافة الأسبق جريس سماوي إن الشعب هو الذي ينتج الثقافة وليس النخبة، وإن الشعراء والفنانين ينطلقون من الشعب، معتبرا أن وزارة التربية والتعليم هي المصنع الأول للثقافة.

وقال سماوي -في الندوة التي نظمها مركز الملك عبد الله الثاني- مخاطبا جمهرة من المثقفين "علينا إصلاح مناهج التعليم لتعلم الطالب التفكير الإبداعي والتحليل وليس التلقين. المسؤولية وليس الخوف"، لافتا إلى أن ثقافة القصور والأيديولوجيات والنخب الحاكمة لا تصنع تنمية/ بل "أدت للكثير من المصائب".

وأضاف أن الثورتين الصناعية والفرنسية والحربين العالميتين الأولى والثانية أسست في أوروبا "ثقافة القاع" التي ظهرت في الروايات والقصص والشعر وأنتجها مبدعون لم يترعرعوا في القصور.

أما في الأردن -والحديث لسماوي- الذي قام على أساس خطاب ثقافي عروبي عام 1921، فإن بلاط الملك عبد الله الأول كان يجمع الشعراء والأدباء والمفكرين ويستقبل المنفيين من الدول العربية.

‪سماوي (‬ وسط
‪سماوي (‬ وسط

أزمة ثقة
واعترف سماوي بتركز الفعل الثقافي في العاصمة عمّان، لكنه استدرك أنه حاول أثناء عمله وزيرا للثقافة نقل المركزية للمحافظات وتصحيح النظرة العامة للثقافة، معتبرا أن المثقف هو المواطن الذي يسلك سلوكا ثقافيا مدنيا ويعرف واجباته وحقوقه وينتصر لها، مشيرا بذلك للحراك الشعبي في الأردن.

وقال إن هناك أزمة ثقة بين الناس والحكومات في ظل الربيع العربي، لأن المواطنين لم يشاركوا في الحكم ولم يخوضوا تجارب حزبية، حيث كانت السلطة تتحكم حتى في الأغاني التي نسمعها.

وتطرق الوزير الأسبق للإصلاحات في الأردن قائلا إن الإنسان قادر على تطوير أدوات احتجاجاته الديمقراطية وممارسة أدواره رفضا أو قبولا لأية سياسات "كما حدث في الانتخابات البرلمانية الأخيرة".

وحسب سماوي، فإن بعض التشريعات الثقافية بحاجة إلى تحديث إذ تغيب ثقافة الحرية والديمقراطية، معتبرا أن ما يجري في مصر نقاش حقيقي بين أصحاب أفكار.

قلة الدعم
وفي مستهل الأمسية، طالب رئيس رابطة الكتاب في الزرقاء جميل أبو صبيح برصد الواقع الثقافي وتشخيصه بحيادية لصياغة المشروع النهضوي بطريقة ديمقراطية، وقال إن التنمية الثقافية تواجه تحديات عدة كقلة الدعم وعدم ملاءمة بعض التشريعات والافتقار إلى قاعدة بيانات للمنتوج الثقافي.

وبدوره قال الباحث محمد المشايخ إن الحياة الثقافية الأردنية تشهد ازدهارا ونشاطا ملحوظا لأسباب عدة، وفي مقدمتها "الديمقراطية" التي أنجبت هيئات ومؤسسات حزبية ووطنية وإعلامية.

المشايخ: هناك ديمقراطية في الأردن ساهمت في ازدهار الثقافة (الجزيرة نت)
المشايخ: هناك ديمقراطية في الأردن ساهمت في ازدهار الثقافة (الجزيرة نت)

وتساءل المشايخ في حديثه للجزيرة نت "أليس من الغريب أن تحتفل المؤسسات الثقافية العربية والأجنبية بكتّابنا بينما ينشغل بعضنا بجلد الذات وهدم القمم؟"، مضيفا "لماذا يطالب بعض الكتّاب بالحرية والديمقراطية وحين يصبحون في موقع المسؤولية يمارسون الاستبداد؟".

وقال الباحث الأردني إن إقامة معرض لمخطوطات المبدعين الأردنيين ستكشف النقاب عن أكبر "سجن" في التاريخ يحوي خزائن لعيون الكتب بسبب عدم توفر المخصصات المالية لنشرها.

من جهته تحدث رئيس منتدى الرصيفة الثقافي شرقي عمّان محمود الصالح للجزيرة نت عن معاناة الثقافة في الزرقاء في ظل قلة الدعم المالي حيث يقتصر الدعم على الهيئات الثقافية، مطالبا بنقل الفعاليات خارج العاصمة.

وعقب الأمسية قال سماوي للجزيرة نت إن الثقافة أصبحت قطاعا رابحا بعد الإصلاحات الدستورية والتشريعية، فالمواطنون أصبحوا أكثر إقبالا على تأسيس الهيئات الثقافية وإقامة جلسات الحوار وازدادت لديهم الجرأة في طرح آرائهم.

وأضاف أن مهمة التنمية الثقافية تقع على مجمل العاملين في الشأن العام، داعيا المؤسسات المالية والبنوك للمساهمة في دعم الثقافة وطباعة الكتب.

المصدر : الجزيرة