هل يتحدى الأدب النسائي الخليجي واقعه؟

منصة ندوة النسوية بمسقط
undefined

طارق أشقر-مسقط

دعا مشاركون ومشاركات في ندوة "النسوية" بعُمان المرأة الخليجية المشتغلة بالكتابة الإبداعية إلى تجنب الصدام مع "الآخر" في أعمالها، سواء كان ذلك الآخر هو المجتمع بتقاليده وعاداته أو الرجل، بينما دعوا الأخير إلى احتواء الإبداع النسوي للوصول إلى خطاب أدبي تكاملي يعزز تطور وحداثة المجتمع الإنساني في الخليج.

كما أكد المشاركون في الندوة التي نظمها النادي الثقافي العماني بالعاصمة مسقط أمس الاثنين ضمن فعاليات معرض مسقط للكتاب، أن التصنيف السائد في الصالونات الثقافية للأدب والقائم على تقسيمه إلى نسائي وذكوري، ينبغي أن لا يحول دون إيصال المرأة صوتها وتسليطها الضوء على قضاياها.

التحدي الاجتماعي
وتؤكد المحاضرة في الجامعة العربية المفتوحة بمسقط الدكتورة عائشة الدرمكية أن الكتابة النسوية بمنطقة الخليج في الوقت الحاضر لم تعد ذات خصائص نسوية، كما أن معالجتها لم تعد مقصورة على القضايا النسوية، إذ امتدت لتشمل قضايا أخرى مختلفة.

‪عائشة الدرمكية: كثير من الكاتبات الخليجيات‬ (الجزيرة نت)
‪عائشة الدرمكية: كثير من الكاتبات الخليجيات‬ (الجزيرة نت)

وترى الدرمكية في حديث للجزيرة نت أن أبرز ما يواجه إبداع المرأة الخليجية هو التحدي الاجتماعي، فرغم تطور أعمالهن الأدبية فإن كثيرا من الكاتبات الخليجيات ما زلن يكتبن دون الإفصاح عن أسمائهن الحقيقية، حتى أن بعضهن يحذفن أسماء قبائلهن أو عائلاتهن إما تحررا أو مراعاة لقيود اجتماعية.

وفي السياق نفسه ترى صاحبة "الفوضى الانفعالية في شعر المتنبي" الناقدة العمانية ابتسام بنت مبارك الحجرية أن الأدب النسائي في الخليج بحاجة إلى عملية مراجعة، وذلك عبر التقليل من اللغة الانفعالية والتركيز على إظهار ذخيرة الكاتبة الثقافية والمعرفية في سياق هادئ.

ورأت الحجرية وجود إشكالية في نتاج المرأة العربية والخليجية الإبداعية، إذ اتسمت معظم الروايات والأعمال السردية المكتوبة بأقلام نسائية خليجية بعدم تجاوزها لصورة المرأة النمطية، الأمر الذي يدعو المرأة الخليجية المشتغلة بالأدب شعراً أو نثراً أو رواية أو سرداً إلى إعادة قراءة ذاتها لكي تتمكن من تطوير آلياتها في الكتابة الإبداعية بمختلف تصنيفاتها.

وتؤكد الناقدة البحرينية الدكتورة ضياء الكعبي صاحبة "تحبيك التاريخ في أعمال أمين معلوف" و"الخطاب السجالي"، حدوث طفرة روائية نسائية خليجية عبر الكثير من الروائيات الخليجيات كالسعودية رجاء الصانع صاحبة "بنات الرياض" والبحرينية فوزية رشيد وغيرهما من الرائدات في الشعر والقصة في دول الخليج الأخرى.

وأشارت الكعبي في حديثها للجزيرة نت إلى أن الرواية تشكل جزءا هاما من العمل الإبداعي للمرأة الخليجية، إذ صورت من خلالها علاقتها بالمجتمع المحلي والسلطة الذكورية.

الرواية الفضائحية
كما لفتت إلى تميز جزء كبير من النتاج الروائي النسائي الخليجي بالجدية والرصانة، إلا أن ذلك لا ينفي اشتغال جزء آخر بالجسد، وهو ما يسمى الرواية الفضائحية، وذلك بهدف جذب انتباه النقاد لتحقيق الشهرة والرواج والتسويق الإعلامي.

خالد ربيع السيد:
الأدب النسائي الخليجي لم يعد يواجه تحديات تذكر، وأصبح فضاؤه رحبا ومفتوحا في ظل الإعلام الجديد والمدونات ومواقع التواصل الاجتماعي

وتؤكد الكعبي على ضرورة توفر العمق التحليلي لدى الكاتبة وخاصة حيال علاقتها بالحياة الاجتماعية والثقافية، مشيرة الى أن الكثير من النقاد الغربيين مهتمون بمتابعة أدب الرواية الفضائحية في المنطقة.

في المقابل يرى الكاتب بجريدة الحياة السعودية خالد ربيع السيد أن الأدب النسائي الخليجي في الحقبة الأخيرة لم يعد يواجه تحديات تذكر، إذ أصبح فضاؤه رحبا ومفتوحا في ظل الإعلام الجديد والمدونات ومواقع التواصل الاجتماعي التي اتسعت لما لا يحصى من الأعمال الأدبية النسائية.

وأضاف السيد أنه رغم تخطي هامش حرية الكتابة النسائية الخليجية للكثير من التابوهات، فإن هذه الحرية الإبداعية كشفت عن المستوى الضعيف للكثير من الأعمال الأدبية النسائية مثلما أظهرت القوي منها. ورأى أن التجربة الإبداعية النسائية في الخليج تعيش ما أسماها مرحلة "تجريب" ناضجة.

المصدر : الجزيرة