همام حوت.. من المسرح السوري للإغاثة

المسرحي همام حوت التقيناه في حلب. - صورة من أبو دياك
undefined

ماجد أبو دياك-حلب

همام حوت المسرحي والفنان السوري الذي يتحدر من مدينة حلب، يعرفه السوريون والعرب بمسرحياته الهزلية والناقدة مثل ليلة سقوط بغداد، ضد الحكومة، فضائيات 2000، طاب الموت يا عرب، عفوا أميركا.

التقيناه عرضا بأحد شوارع حلب حيث يزور بلاده كمعارض بعد أن كان من أقرب المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة السابق ناجي عطري وأجهزة المخابرات.

خرج على النظام العام الماضي واعتذر للشعب السوري عن تضليله له طوال الفترة الماضية، وقام بزيارات متكررة بالشهور السبعة الأخيرة لحلب وإدلب وجبل الزاوية والريف السوري الخاضع لسيطرة الثوار.

ورغم أنه كان الطفل المدلل لبشار الأسد -كما قال- فإنه خرج عن صمته ليوجه رسالة له العام الماضي ناشده فيها التنحي وحقن دماء الشعب متهما إياه بحنث القسم، وقال إن "الأسد إما مجنون أو أن الإجرام متأصل فيه".

وقبل نحو شهرين هدد في مظاهرة قادها في حي الشعار في حلب بأن "الشعب السوري سيفرم الأسد كالكباب إن هو تجرأ وأتى لحلب".

الفنانون والثورة

همام حوت: دورنا الآن ليس مسرحا ولا موسيقى ولا غناء.. دورنا الآن إغاثة، إذا غنيت لجائع فإنه يسمعك من معدته. أن أقدم حليبا لطفل سوري أهم بمليون مرة من أن أقدم له مشهدا مسرحيا أو أغنية

وعندما سألناه عن دور الفنانين في الثورة، اعترف بأن هؤلاء قصروا كثيرا، وقال إن الفن "لم يواكب دماء الشهداء ولم يستطع أن يرتقي إلى ما قدمه الثوار من تضحيات على الأرض".

ولكنه أشار إلى أن "هناك من هم مع الثورة قلبا وقالبا ولكنهم لا يظهرون في وسائل الإعلام لانتقاد النظام خوفا على أنفسهم وعائلاتهم من بطش النظام المجرم".

وأضاف "مهما وصفنا إجرام هذا النظام فإنه يفوق الوصف، فهمام حوت لم يتمكن من إيصال صوته للناس من بدايات الثورة، فنحن كنا خائفين، ولكننا اليوم رفعنا عن أنفسنا هذا الحاجز وقلنا للنظام ارحل".

وفي سياق توضيحه لموقف الفنانين الذين خرجوا على النظام، قال المسرحي السوري "نحن عملنا ثلاث حملات باسم "جايين نبوس ترابك" الأولى شارك فيها جلال الطويل ولويز عبد الكريم وكانت مخصصة للداخل وأحضرنا معنا ثلاث سيارات إسعاف ومائتي طن من الطحين وثلاثين طنا من الأدوية وقمنا بحملة ترويج لرعاية المشافي السورية".

أما الحملة الثانية، وفق حوت، فشارك فيها الفنانون عبد الحكيم قطيفان ومازن الناطور ونورما وقاص والمعتصم بالله العسلي. وتمنى أن يصل عدد المشاركين بالحملة القادمة إلى عشرين أو أكثر، مشيرا إلى جهود لتشكيل نقابة فنانين جديدة.

وسألناه إن كانت هناك أعمال فنية جديدة في ظل الثورة، فأجاب "دورنا الآن ليس مسرحا ولا موسيقى ولا غناء.. دورنا الآن إغاثة"، وأضاف "إذا غنيت لجائع فإنه يسمعك من معدته، أن أقدم حليبا لطفل سوري أهم بمليون مرة من أن أقدم له مشهدا مسرحيا أو أغنية".

الحكومة المؤقتة
ومن الفن إلى السياسة، كان الفنان السوري واضحا صريحا في مواقفه، إذ قال إن الحكومة المؤقتة التي أعلن رئيسها غسان هيتو عن نيته تشكيلها، يحب أن تحظى بدعم ومشاركة الثوار على الأرض لتنجح.

وقال إن أي حكومة سياسية لا تلقى الدعم العسكري على الأرض فسيكون مصيرها الفشل، ولكن يبدو أن هيتو "كان ذكيا فبمجرد تعيينه زار المناطق المحررة وكان باستقباله في معبر باب الهوى قائد لواء التوحيد ورافقه لمدينة حلب ويبدو أن هناك تنسيقا بين الحكومة والفصائل الفاعلة على الأرض".

وأضاف "لو تحقق أن يلتقي العسكري مع السياسي فإن الحكومة إذا تم تأمين الدعم لها، ستنجز على الأرض، ولكن إذا كانت الحكومة غير متوافقة مع القادة العسكريين في المناطق المحررة فلن يتحقق لها النجاح على الأرض".

ودعا لمشاركة قادة الألوية في الحكومة، وقال "إذا توافقت ألوية التوحيد والنصرة وصلاح الدين وألوية الفاروق لتسمية اسم وزير الدفاع وقائد الأركان منهم، فهذا سيكون عامل نجاح للحكومة، وأرى أن يكون للمجالس التنفيذية قادة عسكريون ويتحولوا من العمل العسكري للميداني".

المصدر : الجزيرة