السياسة والدين يتصدران مبيعات معرض بيروت للكتاب

معرض بيروت العربي الدولي استمر بالتنظيم دون انقطاع منذ تأسيسه عام 56
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جهاد أبو العيس-بيروت

تتواصل في العاصمة اللبنانية فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ57، وسط تحديات أمنية وسياسية ضاغطة لم تحل دون انعقاده، بوصفه "عميد معارض الكتب العربية" كما يحلو للبعض من المثقفين وصفه.

وأمام تحدي الواقع السياسي والأمني في البلاد والتي حالت دون مشاركة بعض الدول العربية ودور نشرها، جاءت العاصفة الثلجية لتشكل حائلا جديدا أمام التفاعل المرغوب مع المعرض الذي افتتح في السادس من الشهر الجاري، ويختتم أعماله الخميس المقبل.

ويقول رئيس النادي العربي الثقافي المنظم للمعرض فادي تميم إنه رغم تأثير التطورات الأمنية والسياسية الداخلية والإقليمية على نسب الإقبال على المعرض، لكن ذلك لم يمنع إقامته في موعده المستمر دون انقطاع منذ 57 عاما. 

تميم أقر بتراجع المبيعات والحضور بفعل الحالة السياسية والأمنية في لبنان(الجزيرة)
تميم أقر بتراجع المبيعات والحضور بفعل الحالة السياسية والأمنية في لبنان(الجزيرة)

ويلفت تميم في حديثه للجزيرة نت إلى انخفاض نسبة المبيعات بتدنٍ جاوز 15% عن نسبة إقبال العام الفائت بسبب الظروف الأمنية والمناخية، لكنه أشار إلى حالة أفضل على مستوى بيع الجملة لدور النشر والمكتبات المشاركة التي بلغت نحو 63 دار نشر عربية و180 دار نشر لبنانية، إضافة إلى مشاركة رسمية من خمس دول عربية، وإسبانيا وإيران.

دين وسياسة.. ولا رقابة
وفاخر بميزة لا تحظى بها معارض الكتب في الدول العربية الأخرى، وهي حرية نشر وتداول كل الكتب والموضوعات دون رقابة مطلقة أو حجر أو منع لدخول أي منها "باستثناء الصادمة للأخلاق والآداب العامة".

ويلحظ المتجول بين أروقة المعرض استمرار هيمنة الكتب السياسية والدينية على حركة الشراء، وهو ما فسره تميم بالقول "إن الناس على دين إعلامهم"، بالتالي تنعكس اهتمامات القراء على ما يخضعون له من سطوة الإعلام، وهو الشأن السياسي والديني، فضلا عن موضوعات الطعام والأناقة والجمال.

ويتحسس المتتبع لوجوه التجار كيف وصلت الحالة نتيجة ضعف الإقبال على الشراء لأسباب عزاها كثيرون للحالة السياسية والاقتصادية، فضلا عن منافسة الكتاب الإلكتروني للكتاب المطبوع.

ويقول مازن بيضون صاحب دار نشر "الكتب العلمية" إن نسبة الإقبال والشراء تراجعت لنحو 50% عن العام الفائت، متحدثا بأسى للجزيرة نت عن غياب كامل للسائح اللبناني المغترب، والعربي الخليجي، وما مثله ذلك من ضربة على حد وصفه للمعرض مقارنة بدورات سابقة.

الزبون المثقف
وانتقد بيضون ضعف التسويق الإعلامي للمعرض، وأشار إلى تأثر المجموع العام بالحالة السياسية والأمنية، لافتا النظر إلى غياب من سماه "الزبون المثقف"، وتنامي ظاهرة زبائن "كتب الأبراج والمكياج والمأكولات".

الكتب الدينية كانت في المرتبة الثانية مبيعا  بعد السياسية (الجزيرة)
الكتب الدينية كانت في المرتبة الثانية مبيعا  بعد السياسية (الجزيرة)

وكان لافتا غزارة الاحتفاء بتواقيع الكتب من قبل مؤلفيها، فضلا عن وجود رواد من الطبقة السياسية دخلوا عالم التأليف الأدبي، لكن من بوابة الكتب السياسية التي تحاكي تجاربها.

في حين شح حضور الندوات الثقافية والمحاضرات ومعارض الرسم المقامة على هامش المعرض، سواء من جانب المنظمين أو المتحدثين، حيث لم تحظَ بالإقبال المطلوب.

الثورات العربية
واحتلت الكتب التي حاكت ولا تزال الثورات العربية، سواء المؤيدة أو المناهضة لفكرتها، مكانا متقدما أمام سيل العناوين الأخرى، فيما بدا التذمر بارزا من لدن العديد من النخب المثقفة التي تواجدت في المعرض مما أسمته "الطغيان التجاري على الكتاب الثقافي في المعرض".

ولم يكن مستغربا نعت العديد من المثقفين وأصحاب دور النشر لمئات الأغلفة والعناوين المشاركة ذات الألوان المبهجة والحروف النافرة بأنها أضحت اليوم "لا تساوي قيمة الورق المخصص لها".

يشار إلى أن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب لم يتوقف منذ عام 1956، رغم دخول لبنان في العام 1975 حربا أهلية، فضلا عن الاجتياح الإسرائيلي ووصوله بيروت في العام 1982.

المصدر : الجزيرة