مكتبات الأرصفة بالبصرة.. تراث يقاوم المتغيرات
انتشرت المكتبات العصرية، إلا أن مكتبات الرصيف ما زالت مستمرة بالعمل في ميادين البصرة وشوارعها الرئيسية، جاءت أجيال جديدة بأفكار متجددة، وأضافت إلى تلك المكتبات الأقراص المدمجة التي لها رواج أكبر من الكتب بعدما عزف كثير من الشباب العراقيين عن القراءة.
أما الكتاب الجيد -كما يقول- فلم يعد له رواج كبير، ولم يبقَ إلا في أمكنة معروفة في العراق كشارع المتنبي ببغداد، مشيرا إلى أن مكتبات الأرصفة تحولت إلى دكاكين لبيع الحقائب المدرسية وغيرها من القرطاسية، بفعل حاجة السوق.
تراجع الإقبال
ويقول صدام عبد الجليل، وهو صاحب مكتبة على الرصيف للجزيرة نت، إن عمله متعب جدا بسبب أجواء الطقس في الصيف أو الشتاء، فيما لم يكن البيع بالشكل الذي يحقق ربحا، حيث إنه في ما مضى كان يتم إرجاع الكتب إلى دار النشر إن لم يتم بيعها وتسمى "المرجّع"، لكن اليوم تتكدس الكتب، ويتحمل البائع الخسارة.
ويقول صاحب مكتبة الدعاء بالعشار حيدر علي وهيب إن تجارة الكتب جيدة في البصرة، خاصة في ما يتعلق بالكتب الدينية المختلفة والكتب العلمية، حيث يتم استيرادها من بيروت وإيران، وهناك كتب قليلة من إصدارات مطابع العراق.
وأشار إلى أن الذائقة اختلفت مع حالة الركود الثقافي السائدة وتغير الاهتمامات وتراجع الإقبال على الكتب ذات الطابع الفكري وتأثير الإنترنت، فأصبح أصحاب المكتبات يستوردون الكتب تبعا لطلبات الزبائن.
من جانبه، يرى حسين يوسف صاحب المكتبة العلمية بالبصرة أنه في السنوات الأخيرة بدأت الحياة تدب في دور النشر العراقية، خاصة أنه لا توجد رقابة على المطبوعات كما كان يعمل به قبل عام 2003، يضيف في حديث للجزيرة نت، إلا أن بيروت هي المصدر الرئيس للكتب بعد أن توقف الاستيراد من سوريا بسبب الأحداث فيها.
ويؤكد أن أغلب الزائرين لمكتبته من طلبة الجامعات والمعاهد، وذلك لوجود كتب علمية وأدبية، وأن أسعارها تختلف تبعا لدار النشر، حيث إن الكتاب المطبوع في بيروت غالٍ، خاصة الكتب الطبية التي يصل سعرها إلى أكثر من ثلاثمائة دولار، وعادة ما يتم جلبها حسب الطلب.