اليهود وصناعة السينما في مصر والعالم العربي
في مجال التوزيع كان معظم الموزعين للأفلام المصرية من غير المصريين، وكان نصيب اليهود منها نحو 10% من جملة الأفلام المنتجة في مصر حتى منتصف الخمسينيات |
سيطرة كاملة
ويؤكد المؤلف أن اليهود -رغم قلة عددهم بالنسبة إلى مجموع السكان- استطاعوا السيطرة على البنية الأساسية لصناعة السينما في مصر منذ بدايتها، سواء من خلال بناء وتملك وإدارة دور العرض، أو احتكار توكيلات استيراد المعدات السينمائية، أو السيطرة على استيراد وتوزيع الأفلام الأجنبية، أو بتملك شركات الدعاية والإعلان الخاصة بهذا الفن.
بدأت مرحلة الخفوت بالنسبة إلى السينما اليهودية عقب نكسة 1967، وبعد حرب 1973 حاولوا إنتاج أفلام تدعو إلى التطبيع مع الاحتلال، كما انتشرت أيضا أفلام الجاسوسية لتؤكد أن الصراع لم ينتهِ |
مرحلة الخفوت
ويتحدث المؤلف عن مجموعة من الممثلين اليهود الذين كان لهم دور بارز في صناعة السينما، ومن أبرزهم: راقية إبراهيم ونجمة إبراهيم ونجوى سالم وكاميليا وسلامة إلياس وشالوم وعباس رحمي وزكي الفيومي والراقصة كيتي وغيرهم، مفصلا دور كل منهم في تاريخ السينما.
وبعد حرب فلسطين عام 1948 كانت السينما تتحسس طريقها، وتحاول يائسة أن تخلق توازنا بين معتقدات بعض صانعيها وحتميات سوقها المحلي، في ظل هيمنة الرأسمالية اليهودية ومتطلبات سوقها العربي، خصوصا بعد رحيل نحو 34 ألف يهودي من مصر منذ عام 1956، وبقي منهم فقط نحو ثمانية آلاف.
ثم بدأت مرحلة الخفوت بالنسبة إلى السينما اليهودية عقب نكسة 1967، وبعد حرب 1973 حاولوا إنتاج أفلام تدعو إلى التطبيع مع الاحتلال، كما انتشرت أيضا أفلام الجاسوسية لتؤكد أن الصراع لم ينتهِ.
وفي الفصول الثلاثة الأخيرة يتحدث المؤلف عن التجربة المغاربية مع السينما اليهودية، وهي تجربة حافلة بالتنوع والتناقض في آن، غير أن التجربة الجزائرية تحظى بخصوصية، حيث إن اليهود فيها كانوا يؤيدون فرنسا ضد استقلال الجزائر، وعندما استقلت هاجروا إلى فرنسا.
وكان الحديث عن التطبيع في السينما المغربية أكثر وضوحا، خصوصا بعد اتفاقية السلام مع مصر في نهاية السبعينيات.
ويختتم المؤلف كتابه بالحديث باختصار عن سينما اليهود في كل من فلسطين والعراق، ليبرز أنهم مارسوا تقريبا الدور نفسه الذي قاموا به في مصر من حيث التملك والتأثير والسيطرة.