العود يجمع الشرق بالغرب في أمستردام
رحلة فنية
وبالاضافة إلى الجاليات العربية حضر الحفل جمهور من الهولنديين أيضا، لم يخفوا إعجابهم بالموسيقى العربية وحرفية بشير في العزف على الآلة العتيدة. وقالت مارييا، وهي في السبعين من عمرها، "لقد أخذتنا آلة العود في رحلة عبر العالم دون جواز سفر، فرغم أنها آلة تقليدية، كانت لغتها واضحة وإيقاعاتها متنوعة جمعت بين اللحن الشرقي والغربي، وتشعرك بالتماهي فيها".
وقد بدأ عمر بشير العزف وهو ابن الخامسة، واستطاع على امتداد أكثر من ثلاثة عقود وضع أساليب جديدة للعزف على العود وإخراجها في عدد من الألبومات من بينها "العود المجنون"، الذي يعد كما قال خلاصة 35 سنة من العزف.
المدرسة البشيرية
وأكد عازف العود العراقي للجزيرة نت على هامش المهرجان أنه يعد نفسه تكملة للمدرسة البشيرية، التي كان والده منير وعمه جميل رائدين فيها، وأوضح أن انتماءه لهذه المدرسة العريقة لم يمنعه من استثمار موهبته في تقديم إضافات لها، قائلا "أبي عراقي وأمي مجرية، وهذا منحني الفرصة لأكتشف العود الغجري وأقدم فيه إضافات من خلال مقطوعة "العود الغجري" التي تعد الأولى لفنان عربي وعود غجري.
وبشأن محافظة العود على قيمته رغم تعدد الآلات الموسيقية العصرية قال بشير "العود يظل سلطان الآلات". وأوضح أن الموسيقى الحديثة تتميز بالسرعة، ولكنها سرعان ما تنمحي وتنتهي لأنها جاءت رد فعل على وضع معين، وسيظل العود شامخا ومحوريا كما كان منذ أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد.
وفي رؤيته للأحداث التي يمر بها الوطن العربي، يؤكد بشير أنه يرفض المتاجرة بالأوطان والركوب على الأحداث، كما يفعل العديد من الفنانين الآن، ولكنه يعتبر أن كل مقطوعاته هي خدمة للثورات العربية وهدية إليها، "فهي تعالج هموم المواطن العربي من قريب وفي الصميم، ولذلك أهدي معزوفاتي لهذه الشعوب الثائرة وليس للحكام".
وبشأن ما تداولته وسائل إعلام من تهم لعمر بشير بالتطبيع مع إسرائيل خاصة من خلال مشاركته في عرض سابق لليونسكو، قال "هل من المعقول أن أتهم بالتطبيع ولم أحضر في حفل أو مهرجان به اسم إسرائيل، ورفضت كل عرض يمكن أن يشتم فيه رائحة إسرائيل أو التطبيع" وأوضح أن مشاركته في فعاليات اليونسكو كانت تمثيلا لمدينة القدس، وإذا ما اعتذر سيكون إسرائيلي مكانه.