مثقفون أردنيون يحتجون على مواقف محادين
و"سوريا حرة .. بشار إطلع بره" و"يا للعار على المثقف السمسار".
لسنا شهود زور
أما القاص هشام البستاني، فقال إن موقف محادين انسحب زورا وبهتانا على المشهد الثقافي وهو لا يمثل المثقفين الأردنيين، ويتناقض مع تاريخ الرابطة التي نشأت للدفاع عن الحرية ومواجهة القمع من النظام الرسمي العربي.
وأضاف للجزيرة نت "لن نكون شهود زور، ولن تتغير قناعاتنا من النظام الرسمي العربي وخصوصا السوري، الذي يعتبر عقبة كأداء ينبغي التخلص منها لإنجاز مشروع التحرر العربي وتحقيق الهزيمة للمشاريع المعادية وعلى رأسها الصهيوني". كما وصف انتفاضات الشعوب العربية بـ"الأيقونة" التي ينبغي دعمها، لا أن نصفق لقامعيها الذين أثبتوا تلونهم وانتهازيتهم تحت شعارات زائفة تدعي القومية والاشتراكية.
التباس الموقف
من جهته رأى الكاتب سلامة كيلة أن الشعب السوري يحتاج لتضامن كبير لأنه يواجه نظاما وحشيا يمارس القتل والتفكيك والتفتيت الطائفي، وقال إن الوقوع في التباس الموقف بين مثقفي الأردن يثير الدهشة والألم لأنه يظهر من يتوه في تهويمات نظرية تقوم على مؤامرات إمبريالية موهومة.
وتساءل كيلة -الذي اعتقل بسوريا قبل عدة أشهر ويوجد حاليا بعمان- قائلا "كيف يطالب مثقف بالحرية والديمقراطية بوطنه ويستنكر طلب الشعب السوري الحرية والديمقراطية؟".
من جانبها قالت القاصة جميلة عمايرة إن المثقف الحقيقي والحر ينحاز بالضرورة للحرية والحق ضد الطغيان. ووصفت جميلة -التي استقالت من الرابطة احتجاجا على موقف محادين- موقف هذا الأخير من الثورة السورية بأنه متخاذل قائلة "إننا لا نريده أن يمثلنا".
موقف محادين
وفي حديث للجزيرة نت دافع رئيس رابطة الكتاب الأردنيين موفق محادين عن موقفه بقوله إنه تم تحوير كلامه برابطة الفنانين وتوظيفه بصورة غير صحيحة، حيث وصف حزب البعث بأنه عروبي ووطني، ولم يتطرق لسوريا ولم يهتف لبشار الأسد إطلاقا.
وأضاف أن الرابطة مستهدفة بسبب موقفها الوطني المناهض للتطبيع مع العدو الصهيوني، كاشفا النقاب عن أن عددا كبيرا ممن دعوا للاعتصام سبق للرابطة أن حذرتهم من نشاطات وعلاقات تعتبرها تطبيعية.
واعتبر موقفه من الأزمة السورية موقفا شخصيا، وليس بصفته رئيسا للرابطة، مشيرا إلى أنه ضد ما أسماها المؤامرة على سوريا وكل المتورطين فيها.
أما الشاعر مؤيد العتيلي فقال -ردا على سؤال للجزيرة نت بشأن صمت الرابطة عمّا يجري في سوريا- إن الموقف من الحراك والثورات العربية واحد، "باعتبار ذلك حقا مطلقا لشعوبنا في مواجهة أية أنظمة أمنية مكبلة للحريات بما فيها حرية التنظيم والرأي".
ونبه العتيلي إلى خشية تفتيت سوريا التي تشكل قاعدة وطنية بعيدا عن النظام الحاكم الآن. وقال إنه يؤيد المطالب التي تتضمن تحقيق الحريات وينهي احتكار السلطة والنفوذ لأية جهة كانت والمعارضة الوطنية التي تضع من بين أهدافها مبادئ الحرية والديمقراطية والحق في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن أية تدخلات.