الفن.. للتضامن مع اللاجئين الأزواديين
استجابة إنسانية
وترى في حديثها للجزيرة نت أن ما ترتب على الأحداث التي جرت الشهور الماضية في منطقة أزواد من تشرد لعشرات الآلاف من السكان وخصوصا نحو موريتانيا يفرض على الفنانين مشاركة هؤلاء الضعفاء معاناتهم، واستخدام سلاحهم الوحيد وهو الفن لجلب السعادة لنفوسهم، وإعادة البسمة إلى شفاههم.
وتؤكد بنت النانة في حديثها للجزيرة نت أنها المرة الأولى التي يقام فيها حفل موسيقي ذو طابع خيري في موريتانيا، حيث سيوجه الريع المادي لتلك الحفلة الموسيقية بكامله نحو اللاجئين الأزواديين في موريتانيا.
ويعتقد الفنان مفتاح ولد النانة الذي قدم من إسبانيا للمشاركة في هذه الحفلة أن استجابة الفنانين ومشاركتهم في ذلك الجهد الإنساني أمر طبيعي، "فالفنان هو في النهاية إنسان لديه إحساس ولديه مشاعر قبل أن يكون مجرد فنان، ومن الطبيعي تماما أن يوجد إلى جانب الضعفاء والمحرومين" حسب ما يقول للجزيرة نت.
وتقول الجهة المنظمة للحفلة الموسيقية إن نحو أربعين فنانا تمت دعوتهم للمشاركة من ضمنهم فنانون موريتانيون وآخرون أزواديون، لبى عدد كبير منهم الدعوة وغنوا لأجل القضية الأزوادية ولأجل دعم اللاجئين الأزواديين.
لم يحضر الفنانون فقط، فمئات بل وربما آلاف من الموريتانيين والأزواديين لبوا نداء الفن، فكانوا في الموعد، وغصت بهم ساحة الملعب الأولمبي حيث أقيمت السهرة، وتفاعلوا كثيرا مع أغاني وفعاليات السهرة التي استمرت نحو خمس ساعات متواصلة.
لقاء وغناء
"كان لقاء موريتانيا أزواديا"، أو "عناقا بين الفنين الموريتاني والأزوادي" هكذا عبر أحد الشباب الأزواديين الحاضرين (محمد آغ اباه) الذي اعتبر أن الحفل أعطى –فضلا عن المردود المادي- فرصة للتواصل والتلاقي ليس فقط بين الموريتانيين والأزواديين وإنما أيضا بين الأزواديين أنفسهم، مضيفا "لقد فرقتنا إكراهات الحرب وحياة التشرد واللجوء، ولكن الفن تمكن أخيرا من جمع الكثير منا".
ويتوقع الأزوادي مولاي آغ سيدي محمد أن تتمكن هذه الحفلة الموسيقية من لفت انتباه الرأي العام المحلي ثم الخارجي إلى الوضعية الإنسانية الصعبة لهؤلاء اللاجئين، كما يتوقع أن تساهم في تعميق العلاقات والروابط الثقافية بين الشعبين.
ويتمنى زميله عبد الله آغ إبراهيم تنظيم مزيد من الفعاليات المشابهة، فمساحة الفرح والسرور قليلة اليوم في حياة الأزواديين، ومنذ أن هجر الناس منازلهم وقراهم ومدنهم غابت عن حياتهم سهرات الفن، وأماسي الطرب، وحلت محلها ليالي الأحزان ومرارة الحرمان.
ويصل عدد الأزواديين الذين لجؤوا إلى موريتانيا إلى نحو 70 ألفا أغلبهم يقيم داخل مخيم شيدته الحكومة الموريتانية بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بلدة امبرة بالقرب من مدينة باسكنو القريبة من حدود موريتانيا الشرقية مع مالي.
وكانت الحكومة الموريتانية قد أطلقت نداء استغاثة وطالبت كل الهيئات والمؤسسات ورجال الأعمال والخيرين في البلد بتقديم العون والمساعدة لهؤلاء اللاجئين، وتمثل تلك الحفلة أول استجابة معلنة في الأوساط الفنية لدعوات إغاثة اللاجئين الأزواديين.