تتويج تونسي بمهرجان المسرح الحر بعمّان
تحفظ عراقي
الفرقة النمساوية توجت مسرحيتها "السيد" (Master) بالجائزة الفضية، وهي تتحدث عن مهرج ولج مطعما فلم يجد أحدا يقدم له وجبته، فبدأ إعدادها بنفسه ليفاجأ بوحش صيني داخل جرة، فيجري حوار بينهما عبر خلاله المهرج عن رغبته في تعلم وممارسة لعبة الكونغ فو.
أما المسرحية الكويتية "البوشية" التي كتبها الإماراتي إسماعيل عبد الله، فتدور أحداثها بالكويت ودول الخليج العربية قبل اكتشاف النفط واعتماد الخليجيين على الغوص بحثا عن المعادن النفيسة، حيث تنشأ علاقة عاطفية بين شاب وفتاة تقف التقاليد عائقا أمام ارتباطهما بسبب "جواهر" (الممثلة أحلام حسن) التي تمتهن الرقص وتتمرد على القيود الاجتماعية.
وتحفظ الناقد العراقي عضو لجنة التحكيم محمد حسين حبيب على منح الجائزة للمسرحية الكويتية، وقال للجزيرة نت إن "البوشية" لا ترقى إلى مواصفات العروض المتميزة لهنات في النص الدرامي والفضاء المسرحي الذي كان ساكنا، ولا يوحي بالتنوع أو التحول. وأشار في المقابل إلى أن بطلة العرض الممثلة أحلام حسن تستحق جائزة متميزة على أدائها، وهي -بحسبه- مشروع ممثلة مسرحية عربية قابلة للتطور إذا تم تحفيزها وتشجيعها.
رئيس لجنة التحكيم الفنان نبيل نجم أعلن أيضا عن منح شهادتي تقدير لكل من الممثل الليبي عز الدين الدويني بطل مسرحية "وجوه" والأردني رائد شقداح عن "زهايمر"، ولم يتسلم الوفد الهولندي جائزة لجنة التحكيم عن مسرحيته "أغنية وحيدة تحت الضوء" لمغادرته.
وكان الفنان محمد القباني قد قال في حفل الاختتام إن المسرح فعل تجسده الحرية ولا يعيش إلا في كنفها، كما أكد مدير المهرجان علي عليان أن المسرح الحر فضاء مطلق بكل معانيه، وكتاب مفتوح للرأي والرأي الآخر.
المسرح والجمهور
وأشار المخرج الليبي عبد العزيز الزني إلى أن المينودراما والعروض القائمة على ممثلين (دويتو) كانت السائدة وتم تجنب الأعمال المكلفة ماديا وفنيا. كما توحد مضمون العروض حول ما يلاقيه الإنسان من معاناة وقهر وظلم بشكل مباشر، الأمر الذي ترتب عليه إغفال الشروط المسرحية التقليدية.
من جانبه طرح الناقد المسرحي عمر نقرش سؤالا هو هل استطاعت المهرجانات المسرحية توسيع قاعدة الجمهور، وهل كونت طاقات متميزة من ممثلين وكتّاب ومخرجين؟ وأكد للجزيرة نت أن الجمهور كان متواضعا وجانب منه يغادر في بداية العروض أو منتصفها بسبب المضامين التي لا تضيف أي بعد جديد إلى الخطاب الإعلامي المتداول.
وأشار إلى أن العروض "اكتفت بنقل الواقع بشكل محايد، باستثناء بعضها التي أثارت إشكالية في التأويل كالعرض الفلسطيني "الحشرة" لمسرح الحارة الذي حمل في داخله وجهة نظر مغايرة لما هو متداول، وهذا ما لم يستطع الجمهور أن يستوعبه بدقة".
من جهتها قالت مخرجة "الحشرة" رائدة غزالة للجزيرة نت "نحن كشباب نحاول بأي طريقة تحقيق الحلم، والتفاؤل وسط حالة من الاكتئاب.. لقد تساءلنا أين نحن ممّا يجري حولنا، وحاولنا فهم أنفسنا ومجتمعنا الفلسطيني لكننا لا نملك قدرة التوصل لإجابات"، مشيرة إلى أن المسرحية حالة صوفية للبحث عن الذات.
ونفت غزالة وجود أي استسلام أو دعوة انهزامية أو تطبيع.. "لسنا منهزمين، لكننا نبحث عن مخرج لذلك سلطنا الضوء على كل أنواع الحدود المحيطة بنا. وأضافت أن الإشارة في المسرحية لسقوط الأرانب والتفريخ لتعويض خسائرنا البشرية هي حالة فرح وليست انهزامية، لأن موتها لا يعني نهايتنا، فهناك أجيال تكمل الطريق، لكنها تعاني من تناقضات في اللحظة ذاتها.