طرابلس الغرب تنفض غبار الحرب بالشعر

ملصق مهرجان الشعر العالمي بطرابلس
undefined
محمد الأصفر-طرابلس
 
تستعد العاصمة الليبية طرابلس لاستضافة أول مهرجان عالمي للشعر بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، حيث سيلتقي حوالي 29  شاعرا من 14 دولة من مختلف قارات العالم لينشدوا قصائدهم ويناقشوها أمام جمهور متعطش لسماع الشعر وحضور الفعاليات الثقافية.

وسيكون الافتتاح تحت أقدم أثر روماني في طرابلس وهو قوس "ماركوس أوليوس" الإمبراطور والفيلسوف الرواقي الروماني المعروف صاحب كتاب "التأملات". ويطل هذا القوس على الجهات الأربع، وقد بني للإمبراطور في الذكرى الثانية لتوليه العرش هدية له من شعبه.

المهرجان الذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام ابتداء من يوم 28 من الشهر الجاري لن تخرج فعالياته من أزقة وشوارع المدينة القديمة العتيقة، حيث ستنتظم الفعاليات الشعرية والنقدية في قاعة دار الفقيه حسن، وهي دار أثرية تمت صيانتها مؤخرا لتحتضن الأنشطة الثقافية المختلفة من معارض تشكيلية وندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية وغيرها.

‪قوس ماركوس أوليوس بالعاصمة الليبية طرابلس‬ (الجزيرة)
‪قوس ماركوس أوليوس بالعاصمة الليبية طرابلس‬ (الجزيرة)

شعر بكل اللغات
الشعراء الحاضرون سيقرؤون الشعر بعدة لغات، كما ستنظم  ندوات يشارك فيها الباحثون في مجال النقد الشعري تتناول عدة محاور تمس تجارب الشعراء المشاركين منها "الشعر في عصر التحولات الكبرى"، ويقصد بهذا المحور بالدرجة الأولى ثورات الربيع العربي. ونظرا لوجود بعض التحفظات على هذه الثورات من قبل شعراء كبار لم تتم دعوتهم ربما خشية رفضهم الدعوة كالشاعر أدونيس والشاعر سعدي يوسف، فقد تم استبعاد عبارة "ثورة" وتحويلها إلى "تحول كبير".

كذلك ستتم مناقشة "الشعر في عالم العولمة الرقمية"، ومناقشة محور آخر هو "المكان والمنفى" بالإضافة إلى محور رابع سيناقش جماليات الشعر الجديدة وما يمكن إضافته للشعر في ظل التغيرات القائمة. وسيدير هذه الندوات الشاعر ربيع شرير، وهو من الشعراء الذين برزوا في ثورة 17 فبراير، حيث اعتُقل وعُذّب عدة شهور، إضافة إلى الشاعرة حواء القمودي التي كانت تنشر الشعر في بداية إنتاجها تحت اسم رمزي هو دلال المغربي (اسم المناضلة الفلسطينية) والشاعرة عائشة المغربي، والشاعر الأميركي الليبي خالد المطاوع، الذي سيدير أولى الندوات وهي ندوة الشعر في ظل التحولات الكبرى.

وحسب مدير المهرجان الشاعر الليبي المعروف عاشور الطويبي فإن الشعراء المشاركين هم: طاهر رياض (الأردن)، ونجوم الغانم (الإمارات العربية المتحدة)، وأندريا راوس (إيطاليا)، وماثيو سويني (أيرلندا)، وجيمس بيرن، ومارغريت أوبانك، ونيي باركس (بريطانيا)، وحبيب طنغور (الجزائر-فرنسا)، والسنوسي حبيب، وحواء القمودي، وخالد المطاوع، وسالم العوكلي، وسعاد سالم، وصالح قادربوه، وعائشة المغربي، وعاشور الطويبي، وعبد السلام العجيلي، ومريم سلامة، ومفتاح العماري (ليبيا)، وأحمد الملا (السعودية)، ورشا عمران (سوريا)، وزكريا محمد (فلسطين)، وإيمان مرسال (مصر)، ومبارك وساط (المغرب)، وتوني هوغلاند، وكارولين فورشيه، ومارلين هاكر، وجون تومسون، وكريستوفر ميريل (الولايات المتحدة).

ولتنظيم المهرجان وفعالياته في هذا الوقت من شهر أبريل/نيسان دلالة خاصة، حيث يقول الطويبي إن شهر أبريل/نيسان ارتبط إبان حكم القذافي بأحداث مؤلمة للشعب الليبي بينها جريمة 7 أبريل، حين تم قمع الطلاب والدفع بهم إلى المشانق التي نصبت في الجامعات والميادين.

‪عاشور الطويبي:جائزة المهرجان ستكون أول جائزة لا تخضع لاعتبارات سياسية‬ (الجزيرة)
‪عاشور الطويبي:جائزة المهرجان ستكون أول جائزة لا تخضع لاعتبارات سياسية‬ (الجزيرة)

مرحلة جديدة
ويؤكد الطويبي أنه لذلك وقع الاختيار على أن يكون الأسبوع الأخير من شهر أبريل/نيسان 2012 مساحة يلتقي فيها الشعراء ومحبو الشعر دون خوف أو كراهية، "واستضفنا 29 شاعرا وباحثا من 14 دولة عربية وأجنبية،  لم يترددوا جميعا في قبول المشاركة".

وعن برنامج الافتتاح، يقول صاحب ديوان "قصائد الشرفة"  إن الافتتاح سيكون تحت قوس ماركوس أوريليوس الذي تم بناؤه عام 162 ميلادية، وسيفتتحه وزير الثقافة والمجتمع المدني الدكتور عبد الرحمن هابيل. وسيلقي رئيس المجلس المحلي لمدينة طرابلس القديمة كلمة في حفل الافتتاح، كما ستقدم إحدى الفرق في المدينة وصلة من النوبة الطرابلسية العريقة (المألوف الأندلسي).

مفاجأة المهرجان حسب الطويبي هي صدور العدد الأول من مجلة "أركنو" مواكبة لفعاليات المهرجان وستكون مجلة فصلية تهتم بالشعر والشعرية، تصدر عن هيئة دعم وتشجيع الصحافة، وفي ختام المهرجان يوم 30 أبريل/نيسان سيتم الإعلان عن الفائز بجائزة مجلة أركنو للشعر هذا العام.

و"أركنو" كما يقول الطويبي هو اسم لمنطقة تقع في الكفرة بجنوب شرق ليبيا، يقطنها العرب والتبو  واختيار هذا الاسم جاء رغبة في القول إن ليبيا وحدة واحدة، لا تتجزأ وإنه لا غلبة لجزء منها على آخر.

وعن الجائزة، يؤكد الطويبي أنها ستكون أول جائزة لا تخضع لأي خلفية سياسية، "فهي ليست حكومية وأردنا أن تكون قيمتها المعنوية عالية بقيمة مانحيها والفائزين بها. أما من حازوا على جائزة القذافي سابقا فنحن لا نلتفت لأمر كهذا إذ لا قيمة له، وبالتالي من أعطيت له جائزة القذافي لا يقلل ذلك من قيمته الآن، لأن أغلبهم كانوا غير قادرين على رفضها".

المصدر : الجزيرة