الحكم على إمام يثير مخاوف واحتجاجات
أكثر من قضية
وفي ردود الوسط الفني المصري، قال نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور إن "قضية عادل إمام ليست الوحيدة، فهناك قضية أخرى محجوزة للحكم، متهم فيها أيضا عادل إمام والمخرجان شريف عرفة ونادر جلال، والكاتبان وحيد حامد ولينين الرملي، ونحن كنقابة ممثلين سوف ننضم إلى جانب الدفاع، إضافة إلى نقابات فنية أخرى".
وأشار نقيب الممثلين إلى أن الأساس هو الرقابة الذاتية التي تحكم رقابة المبدع نفسه وتوجهاته الداخلية مع رقابة الشارع والجماهير، والمتلقي هو من يرفض أو يقبل العمل، وليس مجال الرقابة أحكام القضاء بأي حال.
من ناحيته أشار الناقد السينمائي طارق الشناوي إلى أن قضية عادل إمام ليست الأولى من نوعها، فقد رفعت دعاوى كثيرة على أفلام منها "المهاجر" و"الأفوكاتو"، الذي مثل فيه عادل إمام أيضا، وساحة القضاء مفتوحة لمن يعتقد أنها إساءة للأديان أو لجهة ما، ولكن "المشكلة أن البعض يتخوف من تنامي تيار قادم يسعى إلى تكبيل الفن والإبداع والثقافة".
وأكد الشناوي للجزيرة نت وجود تخوفات لها ما يبررها في تصريحات بعض الإسلاميين، ولهذا السبب يعلن المثقفون والفنانون مواقفهم بصوت عال للتصدي لمثل هذه الدعاوى. وأضاف أن هذه القضايا تعد إنذارا للتحرك من قبل المثقفين والفنانين تجاه المجتمع المصري، وتوعيته وتثقيفه بحيث يؤيد رؤية المثقفين ويتفهمها، لأن قطاعا منه يرى أن حرية الإبداع والفن تعني "الإباحية".
إرهاب الفنانين
وبدوره وصف السيناريست يسري الجندي الحكم في قضية عادل إمام بأنه شديد الغرابة، لأنه حكم بأثر رجعي على أعمال مضت وعلى تاريخه كله. ويرى الجندي في حديثه للجزيرة نت أن الحكم يتعمد إرهاب الفنانين والمبدعين بشكل عام، متسائلا: "كيف نحاكم ممثلا على عمل إبداعي، مضمونه موجود بالسينما منذ زمن؟".
وأكد أن ترهيب الفنانين والمبدعين مرفوض ليس فقط من الفنانين والمثقفين، ولكن من الشعب المصري كله، الذي يتميز بالوسطية وحب الفن. والحل -من وجهة نظر الجندي- ليس في المصادرة أو اللجوء إلى القضاء، ولكن في الارتقاء بالإبداع، الذي تم إضعافه بتهميش الجيد منه وشيوع التافه والسطحي.
من جانب آخر يرى أستاذ الأدب بجامعة طنطا د. حلمي القاعود أن البعض يستغل مثل تلك القضايا لتشويه صورة الإسلاميين، واتهامهم بمحاربة الفن والثقافة والإبداع، وهذا غير صحيح بالمرة.
وأكد القاعود للجزيرة نت أنه يجب احترام حكم القضاء وحيثياته، لافتا إلى أن مضمون أعمال عادل إمام عليها تحفظات كثيرة في معظمها، بما تضمنته من تقديم صورة نمطية سلبية للمتدين في ذهنية المتلقي.
وأشار إلى أن الفن في مصر يعاني حاليا من أزمة كبيرة، وصار في معظمه فنا هابطا لا يرقى لمستوى كلمة فن، بل إن النظام السابق استغل الفن لخدمته وتكريس سلطته ومداهنته وتملقه.