أحوال العراق في 21 فيلما سينمائيا

مبنى المسرح الوطني الذي ستقدم عليه العروض السينمائية.
undefined

الجزيرة نت-بغداد

بدأ مخرجون سينمائيون عراقيون العمل لتصوير 21 فيلماً ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013، حيث تتناول هذه الأفلام الأوضاع العراقية قبل الاحتلال الأميركي وبعده إضافة إلى الآلام والأوجاع التي خلفها المحتل، وتعتبر هذه الخطوة مهمة لإنقاذ السينما العراقية من الوضع الذي تعيش فيه بعد سبات دام أكثر من عشرين عاماً.

وأوضح مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح قاسم محمد سلمان للجزيرة نت، أنه قُدم إلى لجنة اختيار النصوص 84 سيناريو وتم اختيار 21 منها للعمل على إنتاجها، خصوصا أنها تتناول الوضع الاجتماعي العراقي بعد الاحتلال وقبله، وهي مقسمة إلى أفلام سياسية واجتماعية وكوميدية، وبالنتيجة هي تحاكي الواقع العراقي، متمنياً أن تكون هناك منافسة شريفة لأن المنافسة مفتوحة بين المخرجين الرواد والشباب.

القصاب: معظم الأفلام تتناول أوضاع العراق بعد الاحتلال الأميركي (الجزيرة نت)
القصاب: معظم الأفلام تتناول أوضاع العراق بعد الاحتلال الأميركي (الجزيرة نت)

دعوة للترميم
وأضاف سلمان أن العراق وقّع في عام 2010 بروتوكولا مع جمهورية إيران الإسلامية من أجل ترميم الدور السينمائية إلا أن طهران تلكأت ولم تنفذ ما تم الاتفاق عليه، داعياً إلى ترميم دور العرض السينمائية الخمسة، وهي: سميراميس وأطلس والخيام والنجاح وغرناطة، من خلال تشكيل لجنة من دائرة السينما والمسرح ووزارتي الثقافة والمالية، "لأن الوقت الآن ما زال في صالحنا حيث تنطلق فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة في مارس/آذار المقبل".

من جانب آخر قالت مديرة الإعلام في دائرة السينما والمسرح زينب القصاب للجزيرة نت، إنه تم تصوير أربعة أفلام، منها "باسطو الأمن" للمخرج هاشم أبو عراق، الذي يعنى بالشخصية العراقية التي تغلّب لغة الخير على الشر.

تأثير الاحتلال
وأضافت القصاب أن من بين الأفلام "قاع المدينة" للمخرج جمال عبد جاسم الذي يتطرق لآثار الاحتلال الأميركي وتسببه في الانحلال الخلقي الذي أصاب جانبا من المجتمع العراقي، وذلك عبر تناول قصة مدرس فنون سقط في بحر المخدرات.

أما فيلم "دمعة رجل" للمخرجة دنيا حافظ القباني فيطلق رسالة سلام ومحبة من بغداد إلى العالم،  بينما الفيلم الرابع "اغتيال مع وقف التنفيذ" للمخرج فاروق القيسي، فيتناول قصة مسيحي عراقي يتعرض أكثر من مرة لمحاولات اغتيال من قاتل مؤجر حيث تنقذه أسرة مسلمة وتحتويه في مسجد.

من جهة أخرى، قال رعد مشتت مخرج فيلم "صمت الراعي" للجزيرة نت إن فيلمه يتحدث عن الصمت وماذا يفعل بالشعوب من خلال راع للغنم يشاهد حالة قتل إمامه ويظل صامتاً خوفا من السلطة، ويسبب صمته كارثة كبيرة تصيب القرية. مبيناً أن العراق محروم من السينما بسبب عدم الاهتمام بها خصوصا أنها لغة الشعوب التي تنقل المعاناة إلى البلدان الأخرى.

 مشتت: عدم وجود بنية تحتية للسينما العراقية مشكلة معقدة (الجزيرة نت)
 مشتت: عدم وجود بنية تحتية للسينما العراقية مشكلة معقدة (الجزيرة نت)

المشاكل
وعن المشاكل التي تواجهها السينما العراقية، قال مشتت إن عدم وجود بنية تحتية للسينما في العراق هي مشكلة معقدة، حيث لا نمتلك معدات متخصصة بالسينما إضافة إلى أن هناك كاميرا سينمائية واحدة في دائرة السينما والمسرح ونحن نسعى لننتج 21 فيلماً! هذا بالإضافة إلى الروتين القاتل الذي يعطل اندفاع الفرق التي تنتج هذه الأفلام.

من جانبه قال الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم للجزيرة نت، إن إنتاج ودعم 21 فيلما سينمائيا، هو دفع باتجاه النهوض بواقع السينما العراقية المتدهور، وأضاف "ننتظر الأفلام حتى نستطيع الحكم عليها، وأعتقد أن بعض السيناريوهات التي قدمت قبلت من باب المجاملة، خصوصا تلك التي قدمها بعض المخرجين المشتغلين في حقل السينما منذ عشرات السنين".

‪السلوم: ننتظر الأفلام حتى نستطيع الحكم عليها‬ (الجزيرة نت)
‪السلوم: ننتظر الأفلام حتى نستطيع الحكم عليها‬ (الجزيرة نت)

شكوى
وأوضح السلوم أن موضوع أين تعرض الأفلام التي ستنتج، يعبر عن مشكلة كبيرة، ويثير سؤالا مفاده من يحدد المهم والأهم في عملية النهوض بالسينما العراقية.

وأضاف "يبدو أن لا أحد يهتم بهذا الشأن، ويبدو أن الفهم السائد هو صرف الميزانية الكبيرة للفعالية وبأسرع وقت ممكن، فبدء انطلاق فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية على الأبواب، ولا أهمية لوجود دور سينما أو مسارح في بغداد".

وتابع "هناك من يتبجح ببناء 45 مسرحا مدرسيا، وهي بالتأكيد كذبة كبيرة، فأين هي المدارس الحديثة أصلا، وهل تم التخلص من مدارس الطين حتى نبني مسارح في المدارس القديمة الموجودة؟".

المصدر : الجزيرة