انتقاد للمهرجانات الشعرية في العراق

جانب من القراءات الشعرية في المهرجان
undefined

علاء يوسف-بغداد

انتقد شعراء عراقيون المهرجانات الشعرية التي ينظمها اتحاد الأدباء والكتاب، بسبب ما سموه احتكار مجموعة معينة للقراءات الشعرية رغم أن نصوصهم  قديمة ولا تقدم جديدا، إضافة إلى تهميش الشعراء الشباب، في وقت يصف فيه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش العراق بأنه بلد الشعراء.

غير أن اتحاد الأدباء وعلى لسان أمينه العام الشاعر ألفريد سمعان نفى في حديث للجزيرة نت وجود هذه الممارسات.

ويقول الشاعر حسين القاصد للجزيرة نت إن العراق لا يفتقر إلى الشعر ولا إلى الشعراء، وإنما هو إلحاح شعراء بعينهم على القراءة دائما في المهرجانات، إضافة إلى سوء التنظيم الذي تحكمه المزاجية والمحسوبية. وأضاف أن هناك مهرجانات خارج نطاق المؤسسة تنظم بشكل راقٍ لأنها تخلو من هذه المحسوبية، وتوقع أن يكون الأمر مختلفا في مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013.  

‪حسين القاصد: العراق لا يفتقر إلى الشعر أو الشعراء والمشكلة في سوء التنظيم‬ (الجزيرة نت)
‪حسين القاصد: العراق لا يفتقر إلى الشعر أو الشعراء والمشكلة في سوء التنظيم‬ (الجزيرة نت)

ويضيف القاصد أنه في حال تشكيل لجنة لفحص النصوص الشعرية قبل قراءتها في المهرجانات الشعرية، فإنه لا أحد يقبل أن يعرض نصه للفحص، خصوصا أنه ليس هناك ثقة في من هو مؤهل لفحص هذه النصوص، "إلا أننا نستطيع القضاء على هذه الظاهرة من خلال توجيه دعوات للحضور فقط ودعوات للقراءة في المهرجانات التي ينظمها اتحاد الأدباء والكتاب العراقي".

فحص النصوص
من جهته، يقول الشاعر ياس السعيدي للجزيرة نت إنه لا بد من التركيز على أمر مهم وهو ضرورة توفر الرقابة الفنية وفحص النصوص، فبإمكان الشاعر أن يتطرق لأي موضوع يخطر في باله، لكن شريطة تناوله بطريقة فنية.

ويقترح السعيدي الإعلان عن استقبال النصوص قبل مدة من بداية المهرجان على أن تكون خالية من الأسماء ويتم اختيار الأفضل للمشاركة، وبذلك يحصل الجميع على فرص متكافئة. ويرى الشاعر أنه من الطبيعي أن يتم استثناء بعض الأسماء من هذه الآلية، لأن هناك شعراء كبارا لن يكون من اللائق إخضاع نصوصهم للفحص الفني.

ويضيف السعيدي أن "هناك من يعتلي المنصة فقط لأنه فلان وإن كانت قصيدته ليست بالمستوى"، في حين تحرم مجموعة من الشعراء الرائعين من فرصة حقيقية. أما فيما يخص تكرار بعض الأسماء في المهرجانات فيقول السعيدي إن هناك شاعرا جيدا ومتجددا، فلماذا لا يُدعى في كل مهرجان؟

نفي
لكن الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب يقول للجزيرة نت إن الاتحاد يسعى لإعطاء حرية واسعة لشعراء المحافظات من أجل اختيار النصوص التي يلقونها في المهرجانات، مشيرا إلى أن اختيارهم يتم من قبل فروع الاتحاد في المحافظات، وقال "لن نأتي بالشاعر من بيته لقراءة قصيدته، بل يكون متواجداً في النشاطات التي يقيمها الاتحاد".

ألفريد سمعان: هناك من يشن الحربلقرب انتخابات اتحاد الأدباء (الجزيرة نت)
ألفريد سمعان: هناك من يشن الحربلقرب انتخابات اتحاد الأدباء (الجزيرة نت)

ويؤكد ألفريد سمعان أنه من حق أي شاعر أن يقرأ شعره في المهرجانات، ووصف الأصوات التي تؤكد أن القراءات متكررة بأنها غير صادقة وزائفة، ويطالبها بأن تأتي بالبراهين على ذلك، وإلا فالصمت أفضل له، لأن هذا يؤثر على الثقافة العراقية.

وانتقد سمعان الذين يشكون من عدم تعاون اتحاد الأدباء معهم، ودعاهم إلى توضيح الأسباب والمجهود الذي يقدمونه في المجالين الشعري والأدبي. ويقول إن هناك بعض الأدباء حاضرون بشكل مستمر في الندوات، بينما "هناك بعض الشعراء لا نراهم إلا مرة في السنة ولا نعرف أسماءهم، وعندما يأتي وقت المنحة السنوية يأتون خفافا لكي يستلموها".

وأكد أن هناك من يشن الحرب على بعض الجهات بسبب قرب انتخابات اتحاد الأدباء من أجل الحصول على بعض الأصوات.

المصدر : الجزيرة