رفيق الشامي: بناء سوريا يتطلب عقدا

TO GO WITH AFP STORY by SIMON STURDEE - FILES - Iraqi-German author Rafik Schami is pictured during an interview with AFP on November 21, 2012 in Vienna. Even in the best-case scenario, the award-winning Schami told AFP in an interview, creating a democratic Syria once "dictator" Bashar al-Assad has gone will take at least a decade of "sweat and tears".  AFP PHOTO / DIETER NAGL
undefined
 
يبدي الكاتب السوري المقيم في ألمانيا رفيق الشامي قلقا عميقا على مستقبل بلاده التي غادرها قبل 41 عاما، مشيرا إلى أنه في أفضل الحالات سيستغرق بناء سوريا ديمقراطية بعد نهاية حكم بشار الأسد عشر سنوات من "العرق والدموع".

ويضيف الشامي على هامش لقاء أدبي، في حوار باللغة الألمانية "إذا كنا محظوظين، سيستغرق الأمر عشر سنوات، نحن لسنا في تونس حيث تطلب الأمر ثلاثة أسابيع قبل تحول البلاد إلى الديمقراطية".

ويوضح صاحب "أساطير ثانية" أن البلاد "تحتاج إلى عشر سنوات من إعادة الإعمار، ومن الأيدي الممدودة للمصالحة، ولتضميد الجراح بين العائلات".

ويرى هذا الكاتب الحائز على جوائز أدبية عدة منها جائزة هرمان هيسي (1994) وجائزة شاميسو (1993) في ألمانيا أن السنوات المقبلة ستكون شاقة، مضيفا "أنا لا أحسد الحكومة الجديدة (في إشارة إلى أي حكومة قد تشكل في حال تغير النظام الحالي) فلا أحد سيقدم لها الورود".

 ويبدي رفيق الشامي تحفظه على مصطلح "الربيع العربي"، ويقول "إنها ليست نزهة في حديقة مع باقة من الورود، إنها مرحلة تتطلب عملا كثيرا وعرقا ودموعا".

مرحلة عرق ودموع
ويبلغ هذا الكاتب المولود في دمشق من العمر 66 عاما، وهو مقيم في ألمانيا منذ عام 1971، ولا يبدي أي رغبة في العودة إلى سوريا إذا سقط نظام الرئيس بشار الأسد، لكنه يأمل أن يزورها ليقدم أعماله.

ويقول "الكتّاب لا يمكنهم أن يقدموا حلولا سياسية، لكن بإمكانهم أن يوفروا العزاء، يمكننا أن نكتب قصصا عن العفو والتسامح، وقصصا عن العدو لنظهر أنه هو أيضا إنسان".

ويذكر الشامي أن الكتابة في زمن حكم بشار الأسد، وعلى غرار حقبة حكم والده الراحل حافظ الأسد بين عامي 1970 و2000، كانت مهنة محفوفة بالمخاطر.

وقد وصف الكاتب هذا الواقع في روايته الأكثر شهرة "حفنة نجوم" (باللغة الألمانية)، عن مذكرات شاب دمشقي يرغب في أن يكون صحفيا في بلد تحكمه رقابة حديدية.

ويقول "كان ممكنا للكتّاب أن ينشروا، لكن الحذر كان واجبا، وبفعل الرقابة الرسمية أصبح الناس يمارسون رقابتهم الذاتية على ما يكتبون". لكن "الحذر والأدب لا يجتمعان"، بحسب الكاتب الذي يقول "إما أن تكتب نصا بحرية مطلقة أو لا تكتب شيئا".

ويتابع "يمكن أن يحكم عليك بالسجن خمس سنوات في سوريا بسبب قصيدة، وأن يعذبك جلادون لا يحسنون القراءة أصلا".

ويتحدث رفيق الشامي عن نظام الأسد على أنه أصبح جزءا من الماضي. وفي رأيه فإن هذا النظام أصبحت أيديه ملطخة كثيرا بالدماء، الأمر الذي سيجعله خارج أي صياغة لمستقبل سوريا. ويخلص إلى القول "لقد انتهى أمره الآن".

المصدر : الفرنسية