"هذه أيضا غزة" احتفالية المقاومة والحرية

لقطة من معرض - هذه أيضا غزة.j
undefined

توفيق عابد – عمّان

وسط حضور ملفت من الشرائح والأطياف الاجتماعية والثقافية شهدت العاصمة الأردنية عمان مساء الثلاثاء احتفالية الفنون البصرية  المعاصر لقطاع غزة "هذه أيضا غزة" بالتعاون بين الموقع الإلكتروني "الحوش" ومعمل 612 وأمانة عمان الكبرى ومشاركة أربعين فنانا من غزة توزعوا بين الرسم والتشكيل والصورة الفوتوغرافية والسينما.

وتجسد 78 لوحة حكاية شعب من خلال مشاهد ملحمية وقضايا الحرية والمقاومة والحصار والحب ووضع المرأة، من خلال مدارس فنية مختلفة كالتعبيرية والواقعية والتجريدية والتأثيرية والانطباعية "الرسم الحدثي".

كما ترصد بالريشة وعدسة الكاميرا الحياة اليومية في غزة هاشم بهمومها والأمل أو على الأصح الإبداع الذي يخرج من رحم المعاناة والخوف من ضبابية المستقبل.

ويهدف المعرض  لتوفير رؤية بديلة عن غزة تبرز الصورة غير الإنسانية الناتجة عن تمثيلها من خلال الصراع فقط، ويحاول توفير دعم للفنانين ليستطيعوا إيصال إبداعاتهم وإحساسهم القوي للمجتمع.

عافية أخلاقية
وخلال الاحتفالية التي تستمر ثلاثة أيام سيعرض فيلم بعنوان "غزة 36 مم" لخليل المزين وأحمد ومحمد أبو ناصر الملقبين بطرزان وعرب، كما يحيي الفنان الفلسطيني منعم عدوان أمسية غنائية تعتمد قصائد درويش أساسا لها.

المرأة الفلسطينية حاضرة في جنبات المعرض
المرأة الفلسطينية حاضرة في جنبات المعرض

وفي حديث للجزيرة نت قالت المشاركة نداء بدوان إنها تطالب بالتغيير للأفضل، ومن وجهة نظرها فالمرأة تعاني من قيود العادات والتقاليد و"المرأة بلا حرية"، وقالت إنها تتبنى بوصفها فتاة فلسطينية حقوقا كاملة للمرأة من خلال عدستها.

ولفتت إلى أن صورها المعروضة تظهر القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة من خلال إلباسها كيس بلاستيك أسود ومحاولتها التخلص منه ونيل حريتها، وهي جزء من مجموعة عنوانها "أسود.. مش أسود" تحكي رؤية الفنانة لحرية المرأة في قطاع غزة.

أما المؤرخة للفن التشكيلي الفلسطيني سامية حلبي فقد لمست صدق وأمانة فناني غزة، فهم يواصلون العمل وإنتاج الفن حتى وسط الدمار والألم الناجمين عن عمليات التوغل والحصار الإسرائيلي، "لقد تغلبوا على الإحباط وكرب الفقد ليس فقط لمنازلهم بل لمراسمهم".

وقالت سامية حلبي إن انطباعها عن الفنانين المشاركين هو عافيتهم الأخلاقية الجيدة "إنني متأثرة جدا ببطولتهم".

غزة والإبداع
ومن وجهة نظر رشيد عبد الحميد المنظم الرئيس للمعرض فإن غزة تشهد دمارا وألما لكنها أيضا مكان يفجر الإبداع والجمال والمشهد الفني النابض بالحياة، وأوضح أنه عاش في غزة 11 عاما هي من أجمل لحظات حياته رغم الحصار والدمار.

وأكد أن الهدف هو إظهار جماليات غزة من خلال ريشة فنانيها وعدسة مصوريها ومخرجيها السينمائيين وأصوات مطربيها.

رسمي الجراح: فنانو غزة يحملون قضية ويعملون في ظروف استثنائية
رسمي الجراح: فنانو غزة يحملون قضية ويعملون في ظروف استثنائية

أما رئيس مجلس إدارة "الحوش" إيهاب الشنطي فوجه تحية إلى الأهل الصامدين في غزة وخاطبهم بالقول "نؤمن بإبداعاتكم وحان الوقت لإظهار الصورة المشرقة.. ليس لنا علاقة بالسياسة لكن من حقنا تصحيح الصورة المشوهة عن غزة والمطالبة بدعم فناني غزة ليستمروا في العطاء".

وبالنسبة للناقد التشكيلي رسمي الجراح فإن فناني غزة أثبتوا أنهم في دائرة الضوء الفنية وأن حضورهم في المشهد العربي مؤثر جدا، لأن الفن هناك يحمل قضية ويعمل في ظروف استثنائية فضلا عن الحصار الثقافي والفني على العاملين في الحراك الفني والثقافي.

وقال للجزيرة نت إن الطروحات الفنية تتنوع بين اللوحة والصورة الفوتوغرافية والموسيقى وهذا الحشد الفني يحسب لفنان غزة الذي يطرح اشتغالات جريئة لقضايا الحرية والحصار والمقاومة والحب والتمسك بالأرض وكل مفردات الإنسانية.

وقال الجراح إن توظيف قضايا في اللوحات خدم رسالة وفكر الفنان، حيث تؤشر الأعمال على مهارة فنية واضحة في الرؤى وهذا دليل على ثراء التجربة رغم الحصار والظروف الصعبة والإمكانيات المحدودة، مشيرا إلى أن "جمال اللوحات في بساطتها والقضايا المثارة".

بدوره يرى الفنان اليمني حكيم العاقل أن الصور الفوتوغرافية تمثل فنا متطورا سواء في اختيار اللقطات أو القضية التي تجسدها وقال "نحن لا نعرف غزة لكن الاحتفالية منحتنا فرصة التعرف على فنانين من هناك"، وأكد أن التظاهرة الفنية تعطي لغزة مساندة معنوية كبيرة.

يذكر أن المنظمين تلقوا دعوات لاستضافة المعرض في نيويورك وأثينا وتونس ودبي.

المصدر : الجزيرة