لجنة للدفاع عن حرية الإبداع بمصر

نقيب الممثلين المصري أشرف عبد الغفور، لدى دخوله مقر مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين

زيارة نقيب الممثلين  لمقر مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين أثارت حفيظة بعض الفنانين (الجزيرة نت)

أطلق المخرج داود عبد السيد والمنتج محمد العدل والمنتجة إسعاد يونس مبادرة بإنشاء لجنة للدفاع عن حرية الإبداع، في مصر تحسبا لما يرونه تشدد التيار الإسلامي الذي استطاع أن يحصل على أغلب مقاعد مجلس الشعب، ومحاولة من الفنانين لمواجهة هذا التيار الذي أطلق العديد من التصريحات العدائية للفن والفنانين في الفترة الأخيرة، حسب قولهم.

وقال داود عبدالسيد إن "لجنة الدفاع عن حرية الإبداع " هدفها زيادة الحرية لكل مبدع في مصر، لأن الحرية الموجودة غير كافية، وهناك قيود موجودة منذ العهد البائد يجب القضاء عليها، لأن الثورة جاءت لضمان الحرية للجميع وليس لطرف واحد يتحكم في الجميع".
  
وأشار إلى بعض التصريحات التي صدرت عن مجموعة من العناصر المتشددة في حق رموز مصر مثل الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وفي حق الحضارة الفرعونية وتصويرها على أنها مجرد مجموعة من الحجارة يجب القضاء عليها.

وأضاف أن "لجنة الدفاع عن حرية الإبداع "مكونة من النقابات الفنية والجمعيات المهتمة بالفن والإبداع، ومن شخصيات عامة ترى أنه لا بد من وجود إبداع يرتقي بالمجتمع والدولة، موضحا أن أي مجموعة أو مؤسسة أو كيان أو نقابة تمثل الشعب المصري وليس فقط أعضاء مجلس الشعب.

يجب أن تكون هناك حالة من الثقة في المبدعين ولا داعي من الخوف غير المبرر، وإذا كان هناك بعض المتشددين من التيار الإسلامي فإن المجتمع المصري لايقبل بهؤلاء المتشددين

موقف ضعيف
من جانبها قالت الناقدة ماجدة خير الله "إن حرية الإبداع لا تحتاج إلى لجنة للدفاع عنها، لأن الحرية حق لكل مواطن مصري، كما أن الثورة جاءت لكي تكفل الحرية للجميع، والاختلاف حول تشكيل هذه اللجنة يوضح أن المبدعين في موقف ضعيف ويحتاجون إلى جهة تحمي حرية الإبداع في مصر".

وهاجمت خير الله نقيب الممثلين الفنان أشرف عبد الغفور، وقالت "إن الزيارة التي قام بها إلى مرشد الإخوان وضعت كل الوسط الفني في موقف ضعيف. وهذا الموقف لم يحدث في عهد الظلم والقهر، فكان لا يجب أن يحدث في عهد الثورة التي نادت بالحرية والكرامة لكل مواطن على أرض مصر".

وأوضحت أن المبدع لا "ينبطح" أمام أي تيار سياسي يتولى إدارة شؤون البلاد، فهناك جهة رقابية تقيم الأعمال، وإذا كان هناك موقف يتعلق بالأمور الدينية، فالأزهر الشريف هو الذي يحدد، وكذلك إذا كان الأمر يتعلق بالدين المسيحي فالكنيسة هي التي تحدد.

وقالت خير الله إن مجلس الشعب المقبل سيضم نحو30% من التيار الليبرالي والباقي للتيار الإسلامي، فيجب أن يكون هناك حالة من الثقة في المبدعين، ولا داعي للخوف غير المبرر، وإذا كان هناك بعض المتشددين من التيار الإسلامي فإن المجتمع المصري لا يقبل بهؤلاء المتشددين.

لا داعي لحالة الذعر الموجودة داخل الوسط الفني وأنا أتوقع أن يكون التعامل مع كل المبدعين جيدا من طرف التيار الإسلامي خلال الفترة القادمة
"

زيارة غير ملزمة
من جانبه قال وكيل نقابة الممثلين سامح الصريطي إن النقابة مع حرية الإبداع والمبدعين، وإنه لا وصاية لأحد أو لجماعة أو لفصيل على الإبداع المصري.

وأوضح أن الجمعية العمومية للنقابة عقدت اجتماعا ضم النقيب وأعضاء مجلس النقابة، وجاء فيه أن الزيارة التي قام به النقيب كانت استجابة لدعوة شخصية وأنها غير ملزمة للنقابة بأى شيء إجرائي كان أو معنويا.

وأضاف أن النقابة تؤكد احترامها وحرصها على التواصل مع كل أطياف المجتمع المصري، بمختلف تياراته دون تفرقة أو تمييز، بما يحقق صالح المهنة والعاملين بها، فالفن من الشعب كله وللشعب كله.

من جهته أكد السيناريست نادر صلاح الدين أن فكرة لجنة للدفاع عن حرية الإبداع هو شئ  جيد من كل القائمين على تلك الفكرة، التي يجب أن تكون دافعا قويا لكل المبدعين في مصر.

وقال إنه لا داعي لحالة الذعر الموجودة داخل الوسط الفني، متوقعا أن يكون التعامل مع كل المبدعين جيدا من طرف التيار الإسلامي في الفترة القادمة، وأكد أن وجود لجنة للدفاع عن حرية الإبداع هو ضمان للجميع.
  
وأضاف أن التيار الإسلامي في العهد السابق لم يحصل على فرصة. وكان يسجن ويعذب ويوضع في المعتقلات خلال 30 عاما، وأنه سيحاول تحقيق المكاسب لجميع أطياف المجتمع.

المصدر : وكالة الشرق الأوسط