200 عمل فني بمعرض للتراث المصري

الفلاحة المصرية مع طفلها في ربوع الواحة المصرية الخضراء رمز الأمل والنماء.

الجزيرة نت-القاهرة

شارك نحو ستين فنانا في المعرض السنوي "حلوة يا بلدي"، الذي أقامته جمعية الحفاظ على التراث المصري، قدموا أكثر من 200 عمل فني بمجالات الرسم والنحت والخزف والتصوير الفوتوغرافي وفن العرائس.

وتقدم لوحات المعرض، الذي افتتح الأربعاء بمركز سعد زغلول الثقافي ويمتد حتى 21 سبتمبر/أيلول الجاري، ملامح ريف مصر وصحاريها ونخيلها وفلاحيها وأطفالها وجمال نهر النيل الذي ينساب عبر أراضيها.

وتحاول الأعمال الفنية المعروضة النابعة من مدارس فنية مختلفة، تأثيرية وتعبيرية وسريالية وواقعية، إعادة اكتشاف جمال التراث والطبيعة في مصر وخاصة بمدن "مرسى مطروح" و"الواحات" و"أسوان"، وبعضها يرصد الجمال في الثورة المصرية.

مدير مركز سعد زغلول الثقافي الفنان طارق مأمون (الجزيرة نت)
مدير مركز سعد زغلول الثقافي الفنان طارق مأمون (الجزيرة نت)

قيمة الجمال
وأشار مدير مركز سعد زغلول الثقافي الفنان طارق مأمون إلى أن المعرض يعبر عن حاجة كل مواطن لاستشعار قيمة الجمال والأمل في غد أفضل، رغم الظروف الراهنة.

وأضاف في حديثه مع الجزيرة نت أن الأعمال الفنية المشاركة تعلي من قيمة التواصل بين الناس، وبينهم وبين الطبيعة، ومحاولة تفهم الآخر والتسامح والبناء والتلاحم الإنساني.

من جهته قال مدير جمعية المحافظة على التراث المصري ماجد الراهب إن معرض "حلوة يا بلدي" جاء بهدف بث روح التفاؤل والأمل وتعزيز الوعي بالهوية المصرية المنفتحة والثرية وجذورها العميقة.

ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن الله سبحانه وتعالى حبا مصر تنوعا حضاريا وتراثيا يندر وجوده في مكان آخر، وهذا التنوع لو تم توظيفه بطريقة جيدة لأصبحت السياحة هي قاطرة التنمية في مصر.

وأضاف أن الجمعية تأسست عام 2006 وتضم 500 عضو من تخصصات علمية وفنية متنوعة، وهي معنية بنشر الوعي بهذا التراث بكل أنواعه (الفرعوني والقبطي والإسلامي) لدى الجمهور، خاصة في الآونة الأخيرة التي تتطلب المزيد من الثقة في الذات، والتمسك بالهوية الحضارية المصرية العريقة.

ويشارك الفنان محمد عقبة بثلاثة أعمال هي "مرسى على النيل" و"بورتريه فتاة مصرية" و"فنجان قهوة وباقة ورد"، وتزهو تصميماته الفنية بألوان فاتحة مبشرة وبسيطة وطبيعية.

ورسمت الفنانة تغريد يوسف بألوان الأكريلك واحة ملائكية خضراء، بطلتها فلاحة بسيطة برفقة ابنها الصغير، يسيران في طريق ممتد أخضر اللون نحو النماء والنقاء معا، حيث أمان الإنسان والحيوان، وفي عمل آخر رسمت "معبد فيله" -وهو أحد المعابد الفرعونية بأسوان- بألوان بسيطة وهادئة.

رئيس جمعية أصالة للفنون التراثية عز الدين نجيب (الجزيرة نت)
رئيس جمعية أصالة للفنون التراثية عز الدين نجيب (الجزيرة نت)

منابع متعددة
وتشارك الفنانة هبة عمر بثلاثة منحوتات من خامة الحجر، منها تمثال يمثل روح الإنسان المصري القديم الذي يعاني من الكبت والقهر، ويبدو محتضنا قدميه ومنكبا برأسه في جلسة القرفصاء في لحظة انتظار وترقب، لكنه يغالب ضعفه وكأنه يتأهب للنهوض من جديد.

كما تشارك الفنانة الشابة هبة عريبة بست لوحات، تروي جميعها قصة واحدة باسم "مجموعة خواطر"، تتناول فيها مراحل الثورة المصرية بين اليأس والفساد والاستبداد، وصولا إلى الأمل المشرق والتفاؤل بالمستقبل الديمقراطي الحر، الذي يحفظ كرامة الإنسان المصري.

ووصف رئيس جمعية أصالة للفنون التراثية الفنان والناقد عز الدين نجيب المعرض بأنه يمثل رؤية شاركت فيها أجيال ومنابع فنية متعددة، بين الأكاديمي والهاوي والتجريبي ممن يتصفون ويتمتعون بحرية مطلقة في التجريب، وتحكمهم جميعا منظومة قيمية واحدة هي حب الوطن، والتفاعل مع الأحداث، وعشق الثورة والأمل في المستقبل.

وأضاف نجيب في حديثه للجزيرة نت أن المعرض يمثل مختلف الأساليب والاتجاهات والرؤى دون تقيد بقواعد أكاديمية أو اعتبارات مهنية محددة، حيث نجد الحرية في المعالجة التي انطلقت من حرية أكبر، يستشعرها المواطن والفنان المصري بعد ثورة 25 يناير.

المصدر : الجزيرة