تفاؤل بمستقبل السينما المصرية

بشير الديك يتحدث في ندوة أزمة السينما

 ندوة أزمة السينما التي أقيمت على هامش معرض الكتاب بالقاهرة (الجزيرة نت)

بدر محمد بدر-القاهرة

أبدى فنانون وكتاب ونقاد تفاؤلهم بمستقبل أفضل للسينما المصرية بعد ثورة 25 يناير، وأشاروا إلى أن الأفلام التي تسببت في غياب مصر عن المهرجانات العالمية سوف تتراجع، بعد أن تعبر السينما عن صناعها الحقيقيين.

جاء ذلك في ندوة "أزمة السينما المصرية" التي نظمتها مساء الثلاثاء الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب، وشارك فيها كتاب ونقاد وفنانون، وحضرها جمهور كبير من زوار المعرض.

وأبدى الناقد السينمائي طارق الشناوي تفاؤله بمستقبل صناعة السينما في مصر "رغم الضبابية والرمادية التي كست الحياة عموما طوال السنوات الماضية".

وأكد أن "القادم أفضل، وله علاقة بثورة 25 يناير/كانون الثاني التي سوف تعرض نمطا إنتاجيا مختلفا، باعتبار أن رغبات الناس اختلفت، وسنجد أفلاما أكثر عددا بميزانيات أقل، وسوف تتميز بأنها تعبر عن صناعها الحقيقيين أي الكاتب والمخرج".

بشير الديك: الثورة لم تتحول بعد إلى سلوك مجتمعي (الجزيرة نت)
بشير الديك: الثورة لم تتحول بعد إلى سلوك مجتمعي (الجزيرة نت)

وأشار الشناوي إلى أن أفلام النجوم التي تسببت في غياب مصر عن المهرجانات العالمية وعن حصد الجوائز، سوف تتراجع أيضا، إذ كانت مفصلة على مقاس "النجم".

أزمة عامة
وبدوره أكد السيناريست بشير الديك وجود أزمة يعيشها المجتمع المصري، لافتا إلى أن الثورة لم تتحول بعد إلى سلوك مجتمعي، ولم تتحول السينما في حياة صناعها بعد الثورة بشكل كاف كي يتم التغيير.

واعتبر الديك أن القادم أفضل بلا شك، بحكم تطور وتحول الشعب المصري، وفي طليعته المبدعون رغم قهر استمر لأربعة عقود، حدث خلالها انهيار كبير بالمجتمع المصري، وتحولت السينما إلى "سبوبة تجارية"، فانهارت الفنون بمصر بشكل عام.

وفي تصريح للجزيرة نت قال الديك إن مشكلة السينما اليوم أن "المادة الأساسية التي يصنع منها العمل لم تستقر بعد، ولا تزال في طور التشكل، فكل من الكاتب والسينمائي يستقي مفرداته من واقعه، وهو الآن بحالة ميوعة شديدة".

وأكد أن حل أزمة السينما يكمن في أن يتحرر المبدع وينطلق على المسار الصحيح، فالتمويل متاح وكذلك دور العرض، وهؤلاء المبدعون هم ضمانة سينما جيدة المستوى، مع استقرار المجتمع كمناخ لازم لحرية الإبداع.

وفي السياق نفسه أشار المخرج أحمد ماهر إلى أن الشعب المصري صنع ثورته بالثقافة والوعي، والآن يهتم بها بجدية، لأنه شعب يحمل خصوصية ثقافية ومعرفية، وهو لا يزال على الطريق الصحيح رغم العقبات.

وأبدى ماهر تفاؤله بمستقبل أفضل لصناعة السينما في مصر الحرة، وتمنى للأجيال القادمة مزيدا من حرية الفن والإبداع.

جانب من جمهور ندوة أزمة السينما (الجزيرة نت)
جانب من جمهور ندوة أزمة السينما (الجزيرة نت)

سقوط الوصاية
ودعا السيناريست ناصر عبد الرحمن إلى الحراك والتفاعل دون انتظار، لافتا إلى أنه "لم تعد هناك وصاية أو احتكار، فنحن بوصفنا مبدعين يجب أن نتطور".

ورفض في حديث مع الجزيرة نت كلمة "أزمة" بوصفها كلمة نمطية سلبية مرفوضة، مشيرا إلى أن المجتمع يعيش في حالة تغير ولم يستقر بعد، والسينما جزء من هذا الوضع.

وتوقع عبد الرحمن أن تتصدر المشهد السينمائي المصري في الأمد القريب أفلام "خائبة" ومهزوزة وغير واضحة، وسوف تعاني من السلبيات إلى حين، لأنه عقب أي ثورة تتكسر ثوابت السينما والفنون والأدب، ثم تحدث إعادة البناء.

وأشار إلى أن السينما سوف تبدو بشكل ومضمون جديد، يواكب هذا الجمهور المتغير دائما، وسوف يعتمد العمل الفني على الفكرة والمضمون بوصفه عامل جذب وليس التكلفة المادية.

وأكد عبد الرحمن أن الجمهور لم يعد يتقبل أعمالا نمطية، ليس بسبب ثورة يناير فقط، بل بسبب الثورة المعرفية العالمية أيضا، مما يفرض مضامين ولغة وتقنيات سينمائية جديدة.

المصدر : الجزيرة