أوروغواياني يهدي قصائد لفلسطين

ملصق لملف القصائد المهداة من الشاعر خورخه بالما إلى فلسطين

ملصق لملف القصائد المهداة من الشاعر خورخي بالما إلى فلسطين

غدير أبو سنينة-ماناغوا

يُعَد الشّاعر الأوروغواياني خورخي بالما خير مثال على التقارب الشعري في القضايا الإنسانية بالرغم من التباعد المكاني، فقد كتب عدة قصائد عما يحدث في فلسطين وكذلك العراق، معتبرا أن هناك ما يشده إلى هذه الأرض.

ولا يستطيع بالما الذي تلمح النزعة الإنسانية في شعره الابتعاد عما يعاني منه الشعب الفلسطيني على يد المحتل الإسرائيلي، في قصائده العديدة التي أهداها إلى فلسطين ومنها قصيدة "سيرة ذاتيّة ممتدة" التي قالها في ذكرى محمود درويش الذي يعتبره الشاعر روبن داريّو العرب على حدّ قوله.

الشاعر الأورغواياني خورخي بالما
الشاعر الأورغواياني خورخي بالما

وحدة القضية
وتشير قصائد أُخرى كتبها الشاعر ونشرت في جريدة الأيام الفلسطينية إلى ما يحس به تجاه إخوانه في فلسطين -تماما كما يسميهم هو في إحدى قصائده- في إشارة تدل على التّوحّد في القضية والألم والشعور بعيدا عن الحسابات الجغرافية والثقافية والحضارية.

كما نقرأ التناص الشعري في قصيدته "ليس عندي حصان" المستوحاة كما يبدو من قصيدة درويش "لماذا تركتَ الحصان وحيدًً"، وغيرها من القصائد مثل "جمعٌ وطرح" و"عنوان بريدي" اللّتين تحكيان ما يعانيه الفلسطيني من محاولات كي يفقد مدنه شيئا فشيئا وأن يفقد عنوان بيته إذا ما بقي تحت الاحتلال.

أما في قصيدته الطّويلة "نهر غزير بطعم الخريف" فإن بالما يقترب كثيرا مما يعانيه العراقيون من محاولات هدمٍ كامل لإنسانيتهم وحضارتهم وفي المقابل ما يبديه العالم من عدم مبالاة وإهمال متعمد لقضيتهم والانشغال عنهم بأمور ثانوية أغلبها مادي.

وعن سبب كتابته لتلك القصائد يقول "أتضامن مع الإنسان أينما كان في شعري، لكن هناك شيئا يشدني لأرض فلسطين، ولذلك فعندما ألتقي بشاعر فلسطيني في أي مهرجان شعري فإنني أسلّم عليه بحرارة كما لو كنت أعرفه من قبل، وفي المرة التي التقيت فيها بالشاعر الفلسطيني غسان زقطان رأيت جبال فلسطين في عينيه، حييته بمحبة، وعندها شعرت كأنني التقيت جزءا من أرض فلسطين".

إلى روح درويش

الشاعر الذي تلمح النزعة الإنسانية في شعره لا يستطيع الابتعاد عما يعاني منه الشعب الفلسطيني على يد المحتل الإسرائيلي، نلحظ ذلك من خلال قراءتنا لقصائده العديدة التي أهداها لفلسطين ومنها قصيدة "سيرةٌ ذاتيّةٌ ممتدة"

ويتابع "تعرفت على شعر درويش عندما أهداني صديقي الشاعر الكوستاريكي ذو الأصل الفلسطيني ديوانًا لدرويش في كوبا، وقرأت بطاقة هوية التي تحملك على النهوض إذا ما تعثرت يوما وتقول لك إن هناك ما يستحق أن نناضل من أجله. ويضف أن "درويش يعيدك إنسانًا من جديد". وقد أهدى خورخي قصيدة "سيرة ذاتية ممتدّة" إلى روح درويش ومنها:

أن تكون على قيد الحياة في مكان محدّد لا يعني أن تكون حيًّا.. كثيرا ما يقال ذلك عن حاج، عن منفي، عن مطرود من سمائه دونما أي تناقض/عاش في السنوات الأخيرة من حياته في هذه المدينة أو تلك/ لكن كيف يمكن أن تعيش، أن تشعر بالحياة كالآخرين ما لم تكن في مكانك، في موقعك، تحت ذات السماء التي شهدت ولادتك؟

أن تكون على قيد الحياة لا يعني أنك حي/ فمحمود درويش  كان حيًّا في عمان ورام الله/ لكنه مات وهو يحلم بالبروة والجليل، حيث كانت هناك طيوره حية أو ميتة.

ويشدّد الشاعر أيضا على دور المقاومة في استعادة الأرض، فهو يرى أن على الفلسطيني أن يقاوم حتى آخر نفَس تماما كما نكافح من أجل تعليم الأبناء، فالوطن هو الجذر الأساسي والفلسطينيون كأشجار الزيتون. ويعتبر بالما من الشعراء الذين دعموا بقوة إقامة علاقات دبلوماسية بين الأوروغواي ودولة فلسطين.

يذكر أن خورخي بالما ولد في مونتيفيديو عام 1961 وله العديد من الدواوين منها: "بين الريح والظل"، "النسيان"، "يوميات السماء"، "درب التبانة"، وهو يكتب إلى جانب الشعر القصة القصيرة أيضا، ومن مجموعاته القصصية: "جنان اصطناعية"، "أحدهم يتنفس في الظل"، وهو من أهم شعراء جيله في الأورواغواي.

المصدر : الجزيرة