"قرطاج" يحتفي بالثورة والوطن

f_Tunisian singer Mehdi Ayachi (R) performs during the opening of the 47th International Carthage Festival at the Roman theatre in Carthage, near Tunis, late on July 5, 2011. AFP PHOTO / FETHI BELAID


افتتحت الليلة الماضية بضاحية قمرت التونسية أول دورة لمهرجان قرطاج الدولي بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي بعرض فني مزج بين الشعر والموسيقى واحتفى بقيم الحرية والكرامة وإرادة إنسان تحرر من حكم استبدادي.

ولم يقم مهرجان قرطاج وهو أحد أعرق المهرجانات العربية بالمسرح الأثري لقرطاج هذا العام بسبب مخاوف أمنية على ما يبدو. وتستمر الدورة الحالية حتى 16 من الشهر المقبل.

حاول حفل افتتاح مهرجان قرطاج في نسخته الجديدة التخلص من طابع التسييس الذي كان يفرض عليه كل عام من خلال فنانين موالين للنظام لكنه جاء بنكهة سياسية بامتياز حين امتزجت أشعار الحرية والانعتاق بأغان للوطن في حفل للفنان التونسي رضا الشمك بعنوان "إرادة الحياة" حيث شارك فيه عدد من الأصوات الموسيقية من تونس منها أسماء بن أحمد ونوال بن صالح ووليد المزوغي وروضة بن عبد الله ولبنى نعمان.


undefinedقراءات شعرية
وتضمن العرض جملة من القراءات الشعرية المتناغمة مع السياق العام للمهرجان في دورته الأولى بعد الثورة إذ سجل حضور قصائد لمحمود درويش منها "تكبر" و"الزنبقات السود" و"يطير الحمام"، وقصيدة "الديك" للشاعر السوري الراحل نزار قباني، ثم قصيدة شاعر تونس أبي القاسم الشابي الشهيرة "إرادة الحياة". كما شدا الفنانون عددا من الأغاني حول الحرية وحب الوطن من بينها أغنية "حرية" و"احلم" من كلمات وألحان رضا الشمك.

وبالتوازي مع عرض "إرادة الحياة" احتضن فضاء المسرح البلدي بالعاصمة عرضا للأوركسترا السيمفوني بإدارة حافظ مقني، وأقيمت سهرة الثورة بحصن حلق الوادي "الكراكة" وقدمتها عشر فرق شبابية من شبان الثورة التونسية وتضمنت أغاني ممنوعة مثل أعمال مغني موسيقى الراب "الجنرال" الذي تم إيقافه قبل الثورة بسبب مواقفه ضد بن علي.

وأثار حفل افتتاح مهرجان قرطاج جدلا كبيرا حين قام وزير الثقافة بتكليف الفنان لطفي بوشناق بافتتاح الدورة الحالية لمهرجان قرطاج الدولي قبل أن يتراجع ويستعيض عنه بحفل فني تحييه مجموعة من فناني الراب الذين كان لهم دور كبير في تأجيج الثورة التونسية بحلق الوادي وآخر في المسرح البلدي وثالث في اكوريوم قرطاج.


undefinedشرف الافتتاح
واستجابت وزارة الثقافة بعدم منح لطفي بوشناق شرف افتتاح المهرجان بعد أن وُصف بأنه كان مواليا للنظام السابق وسبق أن ناشد الرئيس المخلوع بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية.

وقال عز الدين باش شاوش وزير الثقافة المؤقت في الحكومة الانتقالية في تونس "إن أغلب الفعاليات المبرمجة خلال المهرجان تعكس روح الثورة" التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي وفر إثرها إلى السعودية، وأضاف الوزير "التزمنا عمليا بثورتنا من خلال برمجة عروض لفنانين تم إقصاؤهم في السابق وظلوا لسنوات مهمشين".

ويتضمن برنامج هذا العام عروضا غنائية للفنانة آمال المثلوثي وفرقتي البحث الموسيقي بقابس وأولاد المناجم "جنوب" وللثنائي الملتزم آمال الحمروني وخميس البحري ومنير الطرودي وسعاد ماسي وعازفي العود الأخوين المرايحي.

وتتميز الدورة الجديدة للمهرجان بأمسيات شعرية عربية "تحية لربيع الثورة العربية" يحييها شعراء من تونس وليبيا وسوريا واليمن، وسيغيب أغلب نجوم الفن في العالم العربي بسبب سياسة المهرجان الجديدة التي ترتكز على منح الفرص للمبدعين الشبان والضغط على ميزانية المهرجان التي تراجعت من أربعة ملايين دولار العام الماضي إلى أقل من 1.5 مليون دولار.

المصدر : رويترز