اعتداءات على الآثار الليبية

صورجصية طبق الأص ل لكل عملات الكنزالمكتشف في طلميثة عرضت في يناير الماضي بوارسو (الجزيرة نت).

نسخ طبق الأصل لعملات الكنز المكتشف في طلميثة بليبيا وقد عرضت بوارسو في بولندا (الجزيرة نت)

خالد المهير-بنغازي

سجلت مصلحة الآثار في مناطق ليبيا "المحررة" عدة اعتداءات على المواقع الأثرية القديمة في مدن طبرق ودرنة والبيضاء وشحات وطلميثة وبنغازي.

وقال مسؤول الملف بالمجلس الانتقالي فضل الحاسي خلال حديث للجزيرة نت إنه أبلغ الشرطة الدولية قبل يومين في روما عن سرقة سبعة آلاف قطعة أثرية من العملات الفضية والبرونزية والذهبية كانت وديعة لدى المصرف التجاري الوطني في بنغازي منذ عام 1961.

وحمل الحاسي المصرف المسؤولية الكاملة عن السرقة ونقل الوديعة من المقر الرئيسي في شارع عمر المختار إلى مقر بجوار فندق وجال دون إبلاغهم، مؤكدا أن النيابة العامة بدأت في إجراءات التحقيق لضبط المسؤولين وإرجاع المسروقات بعد خمسة أيام من تبليغ المصلحة يوم 25 مايو/ أيار الماضي.

زحف القمامة على بنغازي القديمة اعتبر أكبر تهديد للمناطق الأثرية المحاذية (الجزيرة نت)
زحف القمامة على بنغازي القديمة اعتبر أكبر تهديد للمناطق الأثرية المحاذية (الجزيرة نت)

سرقة وإهمال
وتحدث الحاسي عن إهمال الآثار في عهد القذافي، موضحا أنها كانت تعاني من نقص الإمكانيات، وانعدام الدعم لتشجيع المواطنين على تسليم المكتشفات في منازلهم وأراضيهم، مؤكدا أن الدولة كانت تصادرالأملاك الخاصة بدلا من التشجيع.

وتحدث المسؤول عن اقتحام مقر البعثة البولندية في طلميثة، مشيرا إلى سرقة ثماني قطع من الاستراحة عثروا عليها في وادي الكوف لاحقا، مشيرا إلى أنه قلق على المناطق الأثرية الغربية التي مازالت تحت قبضة نظام "دكتاتوري" وفق تعبيره، مؤكدا أن دبابات وصواريخ القذافي تحتمي بالآثار في لبدة وصبراتة وجبل نفوسة.

من جهته أفاد رئيس تحرير صحيفة "آفاق أثرية "خالد الهدار في حديث للجزيرة نت بأن الكنيسة البيزنطية التي تعد أحد الاكتشافات الجديدة بمستوطنة وادي عين خارقة الذي يقع شمال غرب مدينة البيضاء بمسافة أربعة كيلومترات تعرضت للإزالة والتدمير ما بين 24 و25 فبراير/ شباط، حيث قامت إحدى الأسر التي تقطن المنطقة بجرف أحجارها وأساساتها وفسيفسائها.

وأكد أن ذلك يعتبر خسارة كبيرة لدارسي الكنائس البيزنطية في الإقليم، فقد حملت أرضيتها اسم أحد الأساقفة لم يكن موثقا من قبل.

ولم يستبعد الهدار قيام الليبيين بسرقة الآثار في هذه الظروف، لكنه اتهم لصوصا من مصر بالتورط في سرقة آثار الجغبوب، مؤكدا أن الانفلات الأمني بعد الثورة، وغياب الحراسة والشرطة السياحية، أسباب أدت إلى الاعتداء على الآثار. وأشار إلى أن الاحتياطات التي قامت بها مراقبة شحات ساهمت في الحماية، عدا تسجيل حادثة تهريب تمثال من الرخام.

أكبر تهديد
ونقلت صحيفة "آفاق أثرية" في عدد هذا الأسبوع عن مصادر مطلعة، قولها إن آثار الجغبوب التي تقع جنوب شرق ليبيا على مسافة حوالي ثلاثمائة كيلومتر من مدينة طبرق، قد تعرضت مقابرها لعملية عبث كبيرة من بعض اللصوص.

وأضافت أن مراقب آثار شحات نصر عبد الجليل شاهد الكثير من مقابر بوزيد والملفا وقد عبث بها بشكل كبير حيث نبشت الكثير من مقابرها، واستخرجت بقايا المدفونين والأثاث الجنائزي وبعض المومياوات.

وكانت مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا قد طالبت أطراف النزاع المسلح باحترام اتفاقية حماية الممتلكات الثقافية، قائلة إن ليبيا ذات أهمية كبرى بالنسبة إلى البشرية جمعاء.

وقال عضو مصلحة الآثار في بنغازي أحمد بوزيان إن الوضع الراهن ليس سيئا، مؤكدا أنهم رصدوا منذ بداية الثورة في 17 فبراير/ شباط محاولات اقتحام متاحف طبرق ودرنة وغرفة الحرب العالمية الثانية بطبرق أيضا، ونبش بعض القبور في مدينة شحات.

واعتبر في تصريح للجزيرة نت زحف القمامة وفضلات البناء على بقايا مكتشفات بنغازي القديمة "يوسبريدس" التي تأسست عام 580 قبل الميلاد أكبر تهديد في الوقت الحالي.

وأوضح بوزيان أن بعض المخزونات في استراحات البعثات في سوسة وشحات وطلميثة تعرضت للتدمير والعبث والسرقة.

المصدر : الجزيرة