كتاب عرب يطالبون بمحاكمة القذافي
الشاعر المغربي عبد الرحيم الخصار أكد أن نظام وفوضى القذافي "ذاهبان لا محالة إلى الجحيم"، مشيرا إلى أنه يعتبر أن ما يفعله القذافي الآن من مجازر ضد شعبه دليل دامغ على أنه يحتضر، ويضيف "المجنون الذي يرسل القذائف ويقصف شعبه، ما مصيره؟ المجد؟ على العكس. مكانه المناسب الآن هو مزبلة التاريخ".
ويقول الشاعر المغربي إنه اتصل بصعوبة ببعض أصدقائه الكتاب والشعراء في مدينة بنغازي، وينقل عنهم أنهم متفائلون بمستقبل ليبيا رغم كل شيء. ورغم الأيام الصعبة التي مروا بها، والتي ربما سيمرون بها.
حرب إبادة
ويعتبر صاحب ديوان "نيران صديقة" أن "كل الكلمات تفقد دلالتها الآن. تنحيه أو محاكمته أو قتله لم تعد أشياء كافية. كل ما أتمناه هو أن يمر الزمن بسرعة حتى تنتهي هذه المأساة وحتى يطوى هذا الكتاب الأسود، فليبيا تستحق أن تعيش في النعيم وفي الرفاهية لا في جحيم هذا الأحمق".
ومن جهتها اعتبرت الروائية السورية المقيمة في باريس مها حسن أن ما يحدث في ليبيا الآن هو جريمة ضد الإنسانية، "حرب إبادة يمارسها شخص واحد، متسلط، مهووس بالعظمة، ضد شعب بأكمله، فقط لأن هذا الشعب لا يريده".
وتضيف صاحبة رواية "حبل سري" أن "هذا برهان قوي على أن هؤلاء الحكام يحكمون شعوبهم بالقوة، وليس وفقا لإرادة الجماهير. وعلى العالم محاكمة القذافي كمجرم حرب. تصوري الشخصي أن الشعب سيتابع زحفه وسيمسك بعنق القذافي، الذي نادى بالزحف المقدس ليذبح شعبه. وربما أيضاً، وباعتباره يحمل بذورا هتلرية، يطلق النار على نفسه".
الشاعر الفلسطيني غسان زقطان صاحب ديوان "سيرة بالفحم" اعتبر أن ما يحدث الآن على الأراضي الليبية بالغ التعقيد، "فنحن ببساطة في مواجهة رجل معتوه لن يتورع عن عمل أي شيء ليحافظ على سلطته، وهذا ما يهدد بحمام دم، ويبدو أنه بدأ في تقسيم البلاد كخطوة أولى وسيتمترس في الغرب ويواصل -إذا استطاع- حربه على الشرق، إلا إذا حدث تمرد شامل في أسلحة الجيش، أو تدخل خارجي عربي أو دولي أو مشترك لإنقاذ الناس والبلاد".
امتلاك الشعوب
الشاعر والمترجم العراقي المقيم في إسبانيا عبد الهادي سعدون أشار بداية إلى أن "معضلة هذا الرجل الخرف وحكومته المعتوهة، أنه يتوهم كأي دكتاتور أن الشعب ملكه شخصياً، وأنه صانعه الأول والأخير".
ويقول إن تلك ذهنية ليست غريبة عن عالمنا العربي، "فقد سبقه صدام حسين عندما أعلن أنه لن يتنازل عن العراق إلا بعد أن يتركها أرضاً جرداء، وها هو القذافي يسير في الطريق نفسها".
ويرى صاحب مجموعة "انتحالات عائلية" أن القذافي "لن يهمه إطلاقاً الآلاف من الموتى ولا دمار ليبيا"، بل إن همه الأوحد هو أن يظل باقياً للأبد، ولن يعبأ بمعاناة شعبه و"لا بالمجازر التي تقترف بحقهم".