كتاب مصر يكرمون رموز الثورة

مؤتمر اتحاد الكتاب مع رموز الثورة في مصر

رئيس اتحاد الكتاب محمد سلماوي (الثالث من اليسار) مع المكرمين (الجزيرة نت)رئيس اتحاد الكتاب محمد سلماوي (الثالث من اليسار) مع المكرمين (الجزيرة نت)


بدر محمد بدر-القاهرة
 
أعلن مثقفون وأدباء وناشطون مصريون "رفضهم الكامل لاستمرار وزراء الحزب الوطني في قيادة دفة الحكم في مصر حتى الآن"، وأكدوا رفضهم أيضا "لاستمرار رؤساء الهيئات والمراكز الثقافية والإعلامية، ممن أفسدوا الحياة الثقافية في السنوات الماضية".
 
وشددوا في بيان أصدروه عقب مؤتمر صحفي عقد مساء الخميس بمقر اتحاد الكتاب بالقاهرة، احتفاء بنجاح ثورة التحرير وتكريم رموزها، أن "المثقف المصري عانى في العقدين الأخيرين من أشكال مختلفة من العنف الرمزي، على نحو حال دون قيامه بدوره الطبيعي".
 
وأكد رئيس الاتحاد محمد سلماوي أن اتحاد الكتاب كان أول نقابة في مصر تعلن تأييدها للثورة من يوم 26 يناير/كانون الثاني، وقام مجلس الاتحاد بمسيرة انطلقت من مقره حتى ميدان التحرير، وبعد نجاح الثورة أعلن أن الأدباء والمثقفين يتطلعون لبناء الدولة المدنية.
 
وطالب بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين، والعفو الفوري عن جميع رجال الشرطة والجيش، الذين انضموا لهذه الثورة العظيمة.
 
وشدد سلماوي على ضرورة إلغاء حالة الطوارئ فورا، وأن يبتعد الحزب الحاكم عن الحياة العامة، كما طالب بتنحي الوزارة الحالية التي نشأت من رحم هذا الحزب، لافتا إلى أن "الشباب قطعوا رأس النظام، وبدورنا نسعى لقطع أذنابه".
 

 فارس: الشهداء لهم الفضل الأول
 فارس: الشهداء لهم الفضل الأول

ثوروا تصحوا


وأكد الناشط السياسي عبد الرحمن فارس عضو "ائتلاف شباب ثورة مصر" أن الشهداء لهم الفضل الأول في نجاح الثورة، لأنهم دفعوا الثمن الحقيقي من أرواحهم، وفتحوا صدورهم عارية دون أن يفكروا في حسابات أو مصالح أو خوف.
 
ولفت إلى أن دماء الشهداء هي التي حفزتهم وحشدتهم، فأصروا على استكمال المسيرة، ورفعوا شعار "ثوروا تصحوا، وتقربوا إلى الله بالثورة"، وبعد تنحي الرئيس مبارك قالوا: "تقربنا إلى الله بالثورة، فأنعم علينا بالحرية".
 
وشدد منسق لجان المقاومة الشعبية وليد عبد الرؤوف على أنها "ثورة بيضاء كسرت كل القيود، وحققت التحام كل القوى، وجمعت كل أطياف المعارضة على كلمة واحدة".
 
وقال عبد الرؤوف إن الدماء التي سالت أعادت البسمة إلى شعب مصر، وغسلت كل الشوائب العالقة بجسده، وأفرزت معدنه الحقيقي، وأكدت أن الشباب المصري لم يفقد الولاء والانتماء.
 
من جهته نبه الكاتب صبري قنديل إلى أن الثورة أثبتت فشل محاولات إحداث تصدعات وشروخ في الشخصية المصرية على مدى نصف قرن وكشفت عبقريتها.
 
ظلم وقهر
بدوره أكد الناشط ياسر الهواري أن الشباب لم يصنعوا الثورة، بل أطلقوا شرارتها بترسيخ مجموعة من القيم، عبر حركة سلمية من الألف إلى الياء، فجرها ظلم وقهر النظام الحاكم ومشروعه للتوريث، فقرر الشباب صنع غد أفضل لهم ولأبنائهم ليعيشوا بكرامة.
 
وأضاف الهواري أن الثورة أثبتت أن الناشطين ملتحمين بالناس والنخب المستنيرة، ولولاهم لافترسهم جنود الأمن المركزي وأجهض الثورة.
 
وقالت نورهان حفظي (طالبة جامعية) إن الثورة حررت الناس من اليأس والسلبية والاستكانة والخوف، واستعادت ثقتهم بأنفسهم وبعدالة حقوقهم والتشبث بها، وتمنت استمرار الثورة وبناء دولة مدنية حرة.
 
وقال الناشط أحمد سعد دومة للجزيرة نت "لا نخشى على الثورة أن تضعف أو تسرق، ومهرجان اليوم الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة، يؤكد أن الشعب المصري لم ينم، ولن يرتاح إلا بتحقيق كل مطالبه".
 
من جهته قال الكاتب سعود قبيلات، الذي شارك في المؤتمر ممثلا عن اتحاد كتاب الأردن "نحن نتعلم من تجربتكم، التي أعادت لمصر دورها الريادي الذي عانى من التقزيم، فالعرب بدون مصر كالأيتام، وصارت الأنظمة اليوم ترتعد من شعوبها".
 
وفي ختام المؤتمر الصحفي كرم اتحاد كتاب مصر عددا من شباب ثورة "التحرير"، ومنحهم درع الاتحاد.
المصدر : الجزيرة