مهرجان للشعر العربي بمسقط

مناصرة للشعوب بمهرجان للشعر العربي بمسقط - طارق أشقر – مسقط

جانب من الحضور بمهرجان الشعر العربي في مسقط (الجزيرة نت)

طارق أشقر-مسقط

رغم أن مهرجان الشعر العربي الذي بدأت فعالياته السبت بمسقط لم يعلن  عن احتفائه بثورات الربيع العربي، إلا أن ثلاثة من خمسة شعراء شاركوا في الافتتاح أبت قرائحهم إلا أن تبوح بما يختلج في نفوسهم من مشاعر المناصرة للثوار خاصة في سوريا.

وتستمر فعاليات مهرجان الشعر العربي الثالث في مسقط حتى يوم الاثنين، وتشهد مشاركة خمسة عشر شاعرا من عدد من الدول العربية بينهم خمسة عمانيين.

الشاعرة العُمانية عائشة السيفي تقرأ قصيدتها المهداة إلى إبراهيم قاووش (الجزيرة نت)
الشاعرة العُمانية عائشة السيفي تقرأ قصيدتها المهداة إلى إبراهيم قاووش (الجزيرة نت)

الثورة السورية
وبدون إيضاح تقديمي منها للحضور حول من الذي تبرأت من التشبه به قبل أن تقرأ نصها الأول بعنوان "لا أشبه أحدا" فقد شدت الشاعرة العُمانية عائشة السيفي مسامع الحضور إليها، ورسمت بصوتها لوحة مؤلمة بقولها:

لا أشبه أحداً إلا صوت المحرومين على الأرض وفي الأروقة الخلفية..
 لا أشبه أحدا إلا دمعي المسكوب على أرصفة الطرقات..

ودمعي المسكوب على أرصفة الطرقات كقلبي لا يصلح إلا للحزن وأشياء أخرى.

وجهي أحمر كالطين.. صعدت إلى أعلى الغيمات لأمطر شكي ويقيني…
ولعل السفاحين إذا صاموا على قتلاهم شربوا من ماء حنيني..
يا أصحابي الملهوفين أغيثوني من موت الأحياء…

وأفصحت السيفي للجزيرة نت بأنها نظمت قصيدتها هذه لتهديها إلى مطرب الثورة السورية إبراهيم قاووش، فوصفته بأنه كان عندما يلقي شعارات الثورة السورية لم يكن يشبه أحدا في صوته الجهوري.

وأضافت أنه لم يكن يشبه أحدا وهو يفرد ذراعيه على أكتاف الجماهير ملوحا للريح وللوطن وللمظلومين، ولم يكن إبراهيم يشبه أحدا -كما تقول عائشة- حتى في موته وفي حنجرته المجزورة من الوريد إلى الوريد.

الشاعر اللبناني شوقي بزيع يقرأ قصيدة يحيي فيها ثوار حمص (الجزيرة نت) 
الشاعر اللبناني شوقي بزيع يقرأ قصيدة يحيي فيها ثوار حمص (الجزيرة نت) 

دفاع عن الحرية
أما اللبناني شوقي بزيع شاعر"مرثية الغبار" الحائزة على جائزة عكاظ السعودية، والتي رفض فيها الحرب الأهلية اللبنانية، فقد شحذ بها ذكريات الحضور من عشاق الشعر، كما تغني بأشعار أخرى للمرأة والحب، وقرأ قصيدة بعنوان "ليلة ديك الجن الأخيرة" أكد أنه يهديها لمدينة حمص، ويقول فيها:

تتراءى حمص لي
مثل ثآليل على الرمل
كأني نجمها الضائع في الأيام
أو ذئب صحاريها الوحيد
أم ليل بآلاف السكاكين يغطي عورة الكثبان
والغيم الذي يطحن أحشاء السماوات
 عقاب أم بريدُ؟
صائحاً مثل غرابين على قبر
أريد الماء، لكني أرى الماء دما
يقطر من جوف النواعير
و"ورد" غيمة بيضاء

وأوضح بزيغ في تصريح خاص للجزيرة نت بأن كل ما قرأه دفاع عن الحرية وبحث عن ظروف أفضل ملاءمة للحب حتى لا تتكرر مأساة "ديك الجن" التي يعرف قصتها أهل حمص في تاريخهم.

وأضاف أنه باعتبار حمص هي مسرح قصة ديك الجن فقد "أحببت أن أحيي شعب حمص الذي ينتفض حاليا من أجل حريته وكرامته على طريقتي".

النص الشعري لا يموت، فهو نابض في معايشته للإنسان العربي في جميع المراحل التاريخية

قصائد حية
من جهته قرأ الشاعر الجزائري عياش يحياوي قصائد من ديوانه "ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية" بينها قصيدة بعنوان "سأفضحهم بدمي وبكائي" قائلا إنه نظمها قبل عشرين عاما إلا أنها في رأيه "مازالت حية" ومطلعها يقول:

سألتحف الشارع الدموي وأرقص للطلقات التي قد
تكون النهاية، أرقص للفرح المتغيب عن درسه، أنكسر
كالنوح والصلوات وأعلو كخرطوم دبابة  في نهار بلادي.

وحول المقاربة بين هذه القصيدة القديمة وما يدور بالمنطقة حاليا، أوضح عياش للجزيرة نت أنه رغم ارتباط قصيدته بأحداث جدت قبل عقدين بالجزائر، إلا أن مضمونها مرتبط بوجدان المجتمع العربي باللحظة الراهنة.

وأكد يحياوي أن النص الشعري لا يموت، فهو نابض في معايشته للإنسان العربي في جميع المراحل التاريخية.

المصدر : الجزيرة