مهمشون يصنعون أفلامهم

شباب الضواحي يبدعون عالمهم" - مهمشون يصنعون أحلامهم في مهرجان "جنى" السينمائي السادس - نقولا طعمة - بيروت

أطفال قادمون إلى المسرح للمشاركة في مهرجان "جنى" السينمائي السادس (الجزيرة نت)

نقولا طعمة-بيروت

ينادي الوالد: "هاشم"، فترتفع أصوات مئات الأطفال: "نعم". هو الوالد في فيلم من أفلام مهرجان "جنى" السادس للشباب والأطفال الجاري في "مسرح المدينة" في بيروت هذه الأيام تحت عنوان "شباب ضواحي العالم يبدعون عالمهم"، وهم رواد المهرجان، منهم من جاء يشاهد الأفلام المعروضة، ومنهم من شارك في صناعة بعضها.

اعتاد أطفال وشباب متفاعلون مع مهرجان "جنى" على السينما، صناعة وحضورا، وباتوا متابعين لمحطات الأفلام الجميلة. يحمل أبو هاشم العصا ليضرب ابنه، فيتصاعد الصراخ تنديدا به. الوالد لا يشعر بردود الأطفال والشباب، فقط الشاشة ترتج لصراخهم عند كل مشهد مثير.

جو تفاعلي جميل ومفرح خلقه المهرجان "على مدى اثني عشر عاما، في دورة كل سنتين"، بحسب منسق المهرجان  هشام كايد.

ينتهي الفيلم، فتقوم كريستين توماسيان بتقديم مكبر الصوت للأطفال والشباب لكي يعبر كل منهم عن رأيه فيما شاهد.

وتقول توماسيان -العاملة في تنسيق الأفلام في الجمعية- للجزيرة نت إن "الأفلام التي نعرضها تهدف إلى معالجة مشاكل الشباب، ونقل أهدافهم وتطلعاتهم، ومنها ما هو من صناعتهم محليا، والآخر من صناعة شباب من دول مختلفة من أنحاء العالم، تركز على الضواحي وحياة سكانها ومعاناتهم".

مختبر
وفي قاعة داخلية من مبنى المسرح، يتحلق عدد من الأطفال حول المخرج نعمة نعمة، يتناوبون على معاينة معدات لصنع الأفلام، يقوم بشرحها لهم، ويتيح لكل منهم فترة لتشغيلها، ويعرض على الجدار المقابل ما يصنعه كل طفل.

وإلى الطرف الآخر من القاعة، تجري ورشة عمل للتدريب على صناعة الدمى وتقنيات الصوت، وتشرف توماسيان على مجريات العمل، وتشير إلى "معرض صور هو نتاج عمل أطفال منذ عشر سنوات والآن صاروا شبابا، ويقام المعرض بمناسبة مرور عشر سنين على هذا النشاط، وجمعنا عملهم بمعرض، وموضوع هذا العام كان: التنوع يغنينا".

توماسيان تشرف على ورشة عمل (الجزيرة نت)
توماسيان تشرف على ورشة عمل (الجزيرة نت)

ويوضح كايد للجزيرة نت أن جمعية "جنى" تأسست عام ١٩٩٠ بهدف تنمية قدرات الأطفال في التعليم الفني، والعمل في المناطق المهمشة، وإبعادهم عن الصراعات التي تجري دائما.

ويضيف أن الجمعية تستهدف في مهرجان هذا العام مجموعة من الشباب والأطفال في كل المناطق اللبنانية، كبيروت والهرمل وصيدا وطرابلس، وتركز على الأولاد من المناطق المهمشة أو من المخيمات الفلسطينية، لتمكينهم من صنع أفلام تحكي عن مشاكلهم وأحلامهم، فضلا عن تدريب أعضاء المنظمات غير الحكومية خصوصا الشباب الذين يشتغلون مع الأولاد.

لجنة التقييم
وعن اختيار الأفلام، يوضح كايد أن مئات الأفلام ترسل للمشاركة، وتقوم لجنة من الأطفال والشباب المتطوعين باختيار المناسب منها عبر جلسات نقاش طويلة.

ومضى قائلا إن اللجنة تضم عشرة أشخاص، وهي تجتمع كل أسبوع، وتختار مجموعة من الأفلام مع تقييم ونقاش له، وفي المرحلة التالية يعيد المركز النظر في الأفلام ويقيمها.

وتنوه توماسيان من جهتها إلى وجود مجلة تصدر متزامنة مع المهرجان وفيها كتابات من أنواع مختلفة للمشاركين من الشباب والأطفال.

ومن بين الأفلام المشاركة "فاطماتا في كندا"، وهو إنتاج بلجيكي، يعالج حزن فاطماتا لإعلان أهلها الاستقرار في كندا مما يضطرها لترك صديقها.

منسق المهرجان هشام كايد (الجزيرة نت)
منسق المهرجان هشام كايد (الجزيرة نت)

وفيلم "أخذ البسكوتة"، الأيرلندي الذي يتناول حالة امرأة تنزعج من مراهق جلس قربها وراح يأكل البسكوت الخاص بها. تأسف لاحقا لسوء تصرفها معه.

وثمة فيلم ثالث بعنوان "استيقظ"، وهو مالطي، يبحث في  معايشة بعض الأطفال في بيوت العناية، وحاجتهم إلى من يسمعهم.

إلى جانب تلك الأفلام يعرض المهرجان فيلما فلسطينيا بعنوان "صامت" عن ديما التي تبلغ ١٤ عاما وتحاول مساعدة شادي (١٠ سنوات) الذي أصيب بالبكم بعد وفاة أمه.

المصدر : الجزيرة