مهرجان للفيلم العربي ببرلين

ملصق مهرجان الفيلم العربي ببرلين

ابتسام عازم-برلين

بميزانية صغيرة نسبيا لكن بجهود تطوعية كبيرة، بدأت فعاليات مهرجان الفيلم العربي ببرلين في نسخته الثالثة، ويعرض المهرجان أكثر من 80 فيلما من بين حوالي 400 وصلت إدارة المهرجان تتوزع بين الأفلام التسجيلية والروائية الطويلة والقصيرة.

وتمكنت جمعية "أصدقاء الفيلم العربي" -وهي مؤسسة غير ربحية تشرف على المهرجان- من الحصول هذا العام وللمرة الأولى على دعم مادي يفوق 60 ألف يورو مقدمة أغلبها من "صندوق الدعم الثقافي" في برلين ومؤسسة "روزا لوكسمبورغ" إضافة إلى مساهمات المتبرعين من محبي السينما العربية والمقيمين في برلين.

لقطة من فيلم
لقطة من فيلم "18 يوما" الذي يعرض في المهرجان

تطور نوعي
وقالت كلاوديا رمضان، وهي من القائمين على المهرجان، للجزيرة نت "هذه هي المرة الأولى التي نحصل فيها على تمويل من هذا النوع الذي سهل علينا الكثير، ومكننا من دعوة عدد لا بأس به من المخرجين العرب وعرض هذا العدد الكبير من الأفلام."

وتضيف كلاوديا -التي تعمل في شركة إنتاج أفلام ألمانية- بشأن صعوبة تثبيت قدم للمهرجان على الساحة الألمانية التي تحفل بالفعاليات الثقافية والسينمائية "لم نترك في السنتين الأوليين بابا لم نطرقه بحثا عن دعم وتبرعات، لكن أغلب المؤسسات الألمانية أو السفارات العربية إما رفضت أن تدعمنا أو اشترطت أن يرتبط الدعم بإشرافها هي على البرنامج، مما اضطرنا للرفض، لأن هذا يسرق منا المصداقية والاستقلالية".

وافتتح المهرجان بفيلم "18 يوما" الذي كان قد عرض بمهرجان كان الفرنسي في مايو/أيار الماضي، ويتألف الفيلم من عشرة أفلام قصيرة لعشرة مخرجين مصريين وثقوا بكاميراتهم للثورة ودمجوا فيها صور مئات آلاف من المتظاهرين التي بثتها قنوات تلفزة على مدار أيام الثورة.

أما إحدى محطات المهرجان الرئيسة فهي الفكاهة، حيث ستعرض أفلام حديثة وأخرى من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية، كفيلم "غزل البنات" (1949) من إخراج أنور وجدي، وفيلم "سلامة  في خير" (1938) من إخراج نيازي مصطفى، وفيلم "الأقنعة/ماسكراداس" (2008)  للجزائرية ليز سالم، وفيلم "الكيت كات" (1991) للمخرج المصري داود عبد السيد.

وتشمل فعاليات المهرجان أيضا ندوات حول السينما العربية، يشارك بها كل من المخرجين المصريين داود عبد السيد وشريف البنداري وفيولا شفيق والناقد المصري كمال رمزي إضافة إلى المخرجة المغربية زكية طاهري والمنتج المغربي أحمد بو شعلة.

وستكون للسينما اللبنانية هذا العام حصة خاصة في تظاهرة "النظرة الاسترجاعية"، حيث تعرض أفلام للراحل مارون بغدادي (1950-1993)، وبرهان علوية، واختير علوية وبغدادي بوصفهما من أبرز المخرجين اللبنانيين الذين أخذوا على عاتقهم وبصورة دائمة تناول المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية اللبنانية.

ويعرض المهرجان إضافة إلى ذلك مجموعة من الأفلام الحديثة التي لا يزيد عمرها عن ثلاث سنوات، كما يكرم المخرج السوري الراحل عمر أميرلاي (1944-2011) بعرض ثلاثة من أفلامه.

لقطة من فيلم الكيت كات للمخرج داود عبد السيد
لقطة من فيلم الكيت كات للمخرج داود عبد السيد

استقطاب الجمهور
وعلى مستوى استقطاب الجمهور يقول فادي عبد النور أحد مؤسسي المهرجان الذي يعمل مصمم غرافيك وقام بتصميم ملصقات المهرجان "لقد فاجأنا الجمهور الألماني خلال السنة الأولى عندما بعنا ما يقارب 2000 تذكرة، وفي العام الماضي تضاعف العدد تقريبا، ونتطلع هذا العام إلى أن نبيع 7000 تذكرة".

وأغلب جمهور المهرجان هم من الألمان أو العرب ذوي الخلفيات الأكاديمية، فحتى الآن لم يصل صدى المهرجان بالصورة المطلوبة إلى عشرات الآلاف من العرب المقيمين في برلين.

ويعول المنظمون على هؤلاء، حيث قاموا بنشر ملصقات المهرجان، ويقول عبد النور "حاولنا أن تعرض بعض الأفلام في قاعات قريبة من المناطق التي يسكنها العرب، كما ذهبت مجموعة للحديث مع أصحاب المحلات بغية نشر الدعاية الشفوية بين العرب وتشجيعهم على الحضور، خاصة الجيل الثاني والثالث من المهاجرين الذين لا يعرفون الثقافة العربية جيدا ولا يمكنهم مشاهدة أغلب هذه الأفلام في محطات التلفزة أو دور السينما الألمانية".

ومن المتوقع أن يشهد المهرجان إقبالا غير مسبوق، فلا شك بأن أخبار الثورات العربية قد ضاعفت من اهتمامه بالعالم العربي، وستزيد من إقباله على نتاجه الثقافي وكذلك الأمر للجمهور العربي في ألمانيا.

المصدر : الجزيرة