تحديات إخراج الأفلام الطويلة

الصورة رقم 1 لجانب من ضيوف الحلقة النقاشية بعنوان "من الفيلم القصير إلى الطويل"

 جانب من الضيوف في ندوة "من الفيلم القصير إلى الطويل" (الجزيرة نت)

شرين يونس-أبو ظبي

تطرق عدد من المخرجين خلال ندوة بعنوان "من الفيلم القصير إلى الطويل" عقدها مهرجان أبو ظبي السينمائي أمس الخميس إلى صعوبات التحول من إخراج الأفلام القصيرة إلى الأفلام الروائية الطويلة، والمتعلقة بالتمويل وكتابة السيناريو  والتجهيز وإعداد الفيلم وغيرها.

وجمعت الندوة عددا من صناع الأفلام من دول مختلفة، منها تشيلي ورومانيا ولبنان والإمارات، حيث روى المخرجون تجاربهم التى شملت في معظها أفلاما قصيرة، وفيلما أو اثنين من الأفلام الطويلة.

سوني قدوح: العمل في الفيلم القصير له مميزاته (الجزيرة نت)
سوني قدوح: العمل في الفيلم القصير له مميزاته (الجزيرة نت)

صعوبات البداية
ويقول المخرج اللبناني سوني قدوح إن العمل في الفيلم القصير له مميزات من قبيل الميزانية المنخفضة، وكذلك العمل مع فريق صغير يتوافق فى الأفكار، بالإضافة لعدم الاستعانة إلا بالأشخاص الذين يحتاجهم لتقليص الميزانية.

ويرى قدوح -رغم فخره بعمله- أنه بالانتقال إلى الفيلم الطويل، خسر كثيرا من الحرية والتحكم، مع تعاظم الحاجة إلى ميزانية أكبر، وفريق عمل أكبر.

من جهته يؤكد المخرج إدواردو فيانوبوس -من تشيلي- أن من الصعوبات التى واجهها أثناء تحوله إلى الأفلام الطويلة، الاستعانة بفنانين مشهورين، وهو ما يتطلب الخضوع لمتطلباتهم، أما فى الفيلم القصير يكون المشاركون غير معروفين، وبالتالى يكونون بسطاء وغير متطلبين.

واعتبر المخرج الروماني أدريان سيتارو -الذي بدأ مسيرة الإخراج للأفلام القصيرة بدون مال على حسب قوله- أن الفرق فى العمل على الفيلم القصير والطويل، هو تعقيد المشروع، فالأفلام الطويلة تحتاج لبذل مزيد من الطاقة، ويستحيل معها الاعتماد على التمويل المستقل، على حد قوله.

وأكد المخرج الإماراتي نواف الجناحي أن هناك الكثير من العوائق التى تواجه صانع الفيلم، ولكن عليه أن يعرف نفسه باعتباره مبدعا، حتي يحترمه الناس ويثقون فيه، وأيضا لتخفيف تدخل جهة الإنتاج فى عمله.

نواف الجناحي: من المهم أن يبدأ صانعو الأفلام بالتجريب فى الأفلام القصيرة  (الجزيرة نت)
نواف الجناحي: من المهم أن يبدأ صانعو الأفلام بالتجريب فى الأفلام القصيرة  (الجزيرة نت)

قفزة كبيرة
وفى حديث خاص للجزيرة نت، أكد الجناحي أن هناك قفزة كبيرة حصلت فى الإمارات منذ 2001 فى مجال صنع الأفلام، فالخيارات متاحة أمام صانعيها الجدد خاصة في مجال التمويل، وعليهم فقط أن يجتهدوا لإثبات جدارتهم.

ويرى الجناحي أن ما يحدث بالإمارات هو حركة سينمائية، وليس صناعة سينما، مضيفا أن الأخيرة بحاجة إلى وقت لتكتمل وتنضج.

وأكد أن تحول صانعي الأفلام القصيرة إلى الأفلام الروائية بعد فترة خيار تحدده أهداف السينمائيين، ومن المهم أن يبدأ صانع الأفلام الطويلة بالتجريب فى الأفلام القصيرة حتى يتمكن من أدواته.

من ناحيتها رأت المخرجة الإماراتية إيمان الشمالي -التى أخرجت نحو ستة أفلام قصيرة، وهي تعمل الآن على سيناريو لفيلمها الروائي الطويل الأول- أن هناك صعوبات لا تزال تعوق عملهم، كالتمويل، والحصول على الممثلين، وأيضا على مكان مناسب للتصوير، والتصاريح اللازمة.

ورغم تأكيد المخرجة فاطمة مسلَم على تطور السينما بالإمارات عاما بعد عام، خاصة مع توفر جهات التمويل، فإن هذه الجهات أحيانا تأخذ وقتا طويلا لمنح التمويل، وهو ما يمثل برأيها عائقا آخر في صناعة الأفلام.

المصدر : الجزيرة