السياسة تطبع معرض فرانكفورت

صورة للتظاهرة السورية بمعرض فرانكفورت

صورة لمظاهرة نظمها سوريون أمام معرض فرانكفورت (الجزيرة نت)

خالد شمت-فرانكفورت

تحولت المظاهرات التي تعبر عن احتجاجات ضد الأوضاع السياسية والاجتماعية إلى ظاهرة لافتة للأنظار في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، حيث ينظم نشطاء هذه المظاهرات للتعريف بقضاياهم سواء داخل قاعات المعرض أو أمام بوابته الرئيسية.

وأمام بوابة دخول معرض فرانكفورت الذي يختتم الأحد فعاليات دورته الثالثة والستين يلفت مجموعة من الأشخاص الأنظار إليهم بملابسهم البرتقالية اللون  وخطاباتهم عبر مكبرات للصوت والمنشورات التي يوزعونها على زوار المعرض.

مظاهرة لمناهضة حكم الإعدام أمام بوابة دخول معرض فرانكفورت (الجزيرة نت)
مظاهرة لمناهضة حكم الإعدام أمام بوابة دخول معرض فرانكفورت (الجزيرة نت)

فرصة للنشطاء
وأشارت منظمة هذه المظاهرة أنيتا شيفمان القادمة من هايدلبيرغ بجنوب ألمانيا إلى أن اختيار الساحة المجاورة لبوابة معرض الكتاب لإقامة المظاهرة يهدف إلى لفت انتباه الزوار الذين يمثلون شرائح ذات نفوذ وتأثير لدعم الدعوات المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام، وكذلك اهتمام الكتاب والمثقفين المشاركين في المعرض.

وأمام القاعة الرابعة بمعرض فرانكفورت تراصت أعداد كبيرة من المواطنين الألمان أمام مركز للمعلومات يساند الاحتجاجات الشعبية الواسعة المتواصلة منذ شهور في سوريا.

وقال عبد الحميد الجاسم إن الجمعية الألمانية السورية للحريات وحقوق الإنسان التي يرأسها تهدف من خلال إقامتها لمركز المعلومات لإطلاع زوار المعرض من المواطنين الألمان على ما يتعرض له الشعب السوري من قمع منذ أربعين عاما بواسطة أسرة الأسد الحاكمة.

وأشار –في تصريح للجزيرة نت– إلى أن المركز يهدف لجمع توقيعات من الزائرين على رسالة ستوجه لوزارة الخارجية والبرلمان الألمانييْن لحثهما على طرد السفير السوري من برلين.

وفي الشوارع الداخلية المجاورة للمركز الصحفي لمعرض فرانكفورت، سارت يومي السبت والأحد مظاهرة صامتة لسوريين جاؤوا من مدن ألمانية مختلفة، حاملين أعلام بلادهم ولافتات تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد وتندد بدعم إيران للنظام السوري.

وأشار أحد منظمي المظاهرة للجزيرة نت إلى أن المظاهرة تأتي مع اهتمام ندوات القاعة الخامسة بمعرض فرانكفورت بالربيع العربي والثورات العربية، وما تتعرض له شعوب عربية من قمع أنظمة دكتاتورية تحكمها.

تعتبر إدارة معرض فرانكفورت أن انتقال المظاهرات السياسية إلى داخل قاعات المعرض أو أمام بوابته الرئيسية، يعكس ظاهرة صحية طبيعية تعبر عن التداخل القائم بين الثقافة والفكر والسياسة

توجيه رسائل
وقال للجزيرة نت إن معرض فرانكفورت يمثل أكبر فعالية ثقافية في العالم، والمظاهرة تهدف لتوجيه رسالة من خلاله لإطلاع أكبر شريحة من المجتمعات الأوربية على "حقيقة الأحداث الجارية في سوريا والجرائم التي يرتكبها النظام بحق مواطنيه"، وأشار إلى أن المظاهرة تخاطب أيضا السوريين في الداخل بأنهم ليسوا وحدهم وأن إخوانهم في الخارج معهم.

وعند بوابة الخروج من معرض فرانكفورت يقف أربعة منفيين إيرانيين رافعين لوحة عليها صور الرئيسين المخلوعين في مصر وتونس والعقيد الليبي الهارب معمر القذافي، وبجوار الصور الثلاث المرسوم عليها خطان أحمران متقاطعان وضعت صورة لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، مما يعني أنه ينتظر دوره ليلحق بحسني مبارك وبن علي والقذافي.

من جهتها تعتبر إدارة معرض فرانكفورت أن انتقال المظاهرات السياسية إلى داخل قاعات المعرض أو أمام بوابته الرئيسية، يعكس ظاهرة صحية طبيعية تعبر عن التداخل القائم بين الثقافة والفكر والسياسة، ولا تؤثر سلبا على وظيفة الاحتفاء بالكتاب التي تأسس المعرض لأجلها قبل 63 عاما.

ويشير مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب يورغن بوس –في تصريح للجزيرة نت– إلى أن الكثير من القضايا السياسية تتم مناقشتها في المعرض، في إطار برنامج ضيافة الشرف المستحدث قبل أكثر من ثلاثين عاما، وتحليلات الكتب السياسية المعروضة في الأجنحة المختلفة.

المصدر : الجزيرة