السينما الأردنية لا تزال في بدايتها

المتحدثون في ندوة السينما الأردنية الجزيرة نت.
المتحدثون في ندوة السينما الأردنية

توفيق عابد-عمّان

 
أجمع نقاد ومنتجون ومخرجون على أن صناعة السينما في الأردن لا تزال في بدايتها، وقالوا إن المحاولات السينمائية رغم مشاكلها يحق تسميتها بالسينما الوطنية تمويلا وإخراجا وقضية.
 
وطالب المشاركون في ندوة "السينما الأردنية.. واقع وآفاق" التي عقدت في المركز الثقافي الملكي في عمان مساء أمس الاثنين بإنشاء صندوق لتمويل صناعة السينما وتعزيز القطاع السينمائي ودعم قدرات المخرجين الشباب الذين يمتلكون طاقات سينمائية.
 
واستعرض الناقد عدنان مدانات تاريخ السينما في الأردن، وقال إن مجموعة من الرواد من عائلة "آل كعوش" أنتجوا فيلم "وطني حبيبي" ليكون بداية لسينما أردنية تمويلا وإنتاجا وتمثيلا.
 
وقال أيضا: هناك نوعان من المخرجين الأول ينتظر التمويل والآخر يعد مشروعه بانتظار التمويل، كما حدث لفيلم "حكاية شرقية" لنجدت أنزور بتمويل أردني بالكامل ومبادرة شخصية.


جانب من الحضور
جانب من الحضور

حراك

أما الناطقة الإعلامية بالهيئة الملكية للأفلام ندى دوماني فتحدثت عن توسيع الحراك السينمائي ودور الهيئة في دعم خدمات الإنتاج عبر ورشات العمل وبيت الأفلام المفتوح.
 
وقالت "نحن مستعدون لدعم أي مشروع سينمائي، لكن ميزانية الدولة تقلصت هذا العام في مجال الثقافة، مشيرة إلى مشروع "باص السينما" الذي يتنقل في 12 محافظة أردنية  لعرض أفلام للأطفال.
 
أما الناقد محمود الزواوي فقال إن هناك وجها للشبه بين الأردن وولاية كاليفورنيا الأميركية من حيث الطبيعة والحالة الجوية التي تصلح كمواقع للتصوير معظم أشهر السنة، مشيرا لتصوير فيلم "لورانس العرب" في وادي رم جنوب المملكة وعدد من الأفلام المتعلقة باحتلال العراق لتقارب البيئة والتسهيلات المقدمة.
 
عقر سينمائي
ومن جهته انتقد المخرج يحيي عبد الله النظرة للسينما الشبابية، وطالب الحكومة بالنظر لصناعة الأفلام كقطاع إنتاجي وتشكيل صندوق للدعم، وقال "غير ذلك سيبقى الوضع مجرد محاولات فردية.
 

وفي مداخلة للمخرج جلال طعمة قال إن الأردن عاقر سينمائيا، فيما قال المخرج حسين دعيبس إننا نتغنى دائما بالماضي، وتساءل "ما هو طموحنا ولماذا لا يتنادى المثقفون من أجل لجنة عليا تهتم بالفنون؟".

 
وقال دعيبس كذلك "لنا تحفظات على الهيئة الملكية للأفلام، فلا يتعاونون معنا ولم يدعونا لأي نشاط رغم عملي في مجال الإخراج 32 عاما".
 
وعلق المخرج كمال ميرزا على مقولة "الأردن عاقر سينمائيا" بقوله "إنه عاقر بما هو كائن وليس بمعنى خلوه من القدرات والمواهب بسبب غياب رؤية أصيلة نطرحها تجعل الفيلم مهما وليس الحبكة والأحداث والمؤثرات"، وقال: لدينا أفلام "صنع في الأردن" ولكن للأسف ليس لدينا أفلام أردنية.

 
وقال الناقد السينمائي ناجح حسن "ما زلنا نعاني من عدم وجود مظلة تعنى بالإنتاج السينمائي رغم وجود سبعين شركة إنتاج تلفزيوني في الأردن لا تجسر على خوض مغامرة سينمائية".
 
وأشار إلى أن الأفلام التي ظهرت في السنوات الأخيرة وأغلبها من النوع القصير أنتجت بجهود ذاتية وإمكانات شخصية.
 
الإمكانات
وقالت المخرجة صبا أبو فرحة: لدينا قدرات وإمكانيات وكفاءات وأرض خصبة لخلق سينما أردنية، لكن يبدو أن مفهومنا للثقافة السينمائية كمشاهد وتقني لم يصل لمستوى الدول العربية المجاورة.
 
وأضافت "لقد سبقونا بسبب عدم تواصل الإنتاج السينمائي مما حرمنا من تراكم الخبرات" لكنها استدركت بالقول "هناك خلل لا أستطيع تحديده بالضبط!!".
 
وعقب الندوة عرض فيلم "الشراكسة" الأردني الذي يتحدث عن هجرة الشراكسة للأردن هربا من الاضطهاد الروسي وصراعهم على المياه مع البدو وسط عمان، وحوار وتعايش بين حضارتين مختلفتين، وقصة حب بين فتاة بدوية وشاب شركسي تنتهي بالزواج على الطريقة الشركسية.
المصدر : الجزيرة