اختتام مؤتمر للمخطوطات بمصر

ختام المؤتمر الدولي السابع للمخطوطات بمكتبة الإسكندرية

من الجلسة الختامية للمؤتمر (الجزيرة نت)


أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية
اختتم المؤتمر الدولي السابع للمخطوطات أعماله أمس الخميس في مكتبة الإسكندرية بالتأكيد على أهمية استكشاف طبيعة التواصل التراثي في المرحلة المبكرة من التراث العربي الإسلامي، وتأسيس وعي حقيقي بالمخطوط منه والمطبوع.

وعقد المؤتمر تحت عنوان "التواصل التراثي.. أصول ومقدمات التراث العربي الإسلامي" على مدار ثلاثة أيام بدعوة من مركز المخطوطات في المكتبة ومشاركة 45 باحثا متخصصا في التراث من 16 دولة عربية وأجنبية.
 
وناقش المشاركون في المؤتمر طبيعة التواصل التراثي في المرحلة المبكرة من التراث العربي الإسلامي عبر أربعة محاور هي: الفلسفة والطبيعيات، والمعارف العامة والتاريخ، واللغة والتصورات الدينية، والفنون والآداب.

وأقر المشاركون استمرار مناقشة موضوع التواصل التراثي في المؤتمر القادم للمخطوطات وتسليط الضوء على أصول ومقدمات التراث العربي الإسلامي، والعطاء الحضاري المتنوع لهذا التراث، والمقدمات التي سبقته فى المجالات العلمية والفكرية المختلفة، لزيادة الفهم والوعي بالماضي الفاعل في الحاضر والمرشد نحو المستقبل.

"
يوسف زيدان:
التراث العربي الإسلامي نتاج عمل امتد قرابة ألف عام من العطاء الإنساني المتنوع لمشاهير العرب والمسلمين في مجالات العلم واللغة والدين والفن والأدب
"

قانون المداولة

وقال مدير مركز المخطوطات في المكتبة الكاتب يوسف زيدان إن التراث العربي الإسلامي الموجود نتاج عمل امتد قرابة ألف عام من العطاء الإنساني المتنوع لمشاهير العرب والمسلمين في مجالات العلم واللغة والدين والفن والأدب التي تأثرت بها الحضارة الأوروبية تأثرا واضحا.

وطالب زيدان بضرورة النظر في الأصول التي انطلق منها التراث العربي الإسلامي، والمقدمات التي سبقته في المجالات المختلفة، وتأسيس وعي حقيقي بهذا التراث الذي غلبت عليه الأوهام واندثرت صحائفه في خزائن المخطوطات.

من جانبه أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محمد سليم العوا أن العرب والمسلمين عاشوا بتراثهم العلمي والأدبي طوال عشرة قرون، لكن ومنذ أربعة قرون خلت ظهر فريق يعتبر ذلك التراث قديما يحتاج إلى تجديد، فكان بداية لابتعاد المسلمين والعرب عن تراثهم وإهمالهم له.

واعتبر العوا أن النقل من "الإسرائيليات" الذي لجأ إليه بعض المفسرين -خاصة في قصص الأنبياء- غير مبرر، مشددا على أن "النص القرآني وضع في نصابه الصحيح المعلومة التي جاءتنا عن طريق المصادر الإسرائيلية".
 
تواصل حضاري
وناقش عميد المحققين الدكتور رشدي راشد من المركز القومي للأبحاث العلمية في باريس الجدل القائم بين العلماء والمؤرخين بين النقل والتجديد، وذلك بتحليل أمثلة من علم المناظر والرياضيات والفلسفة.

وطالب راشد بضرورة التخلي عن مفهوم النقل والترجمة السائد، بالإشارة إلى أنه "لا يمكن بحال من الأحوال فهم نقل الأصول اليونانية إلى العربية، إذا نسينا البحث العلمي والفلسفي الجديد الذي أدى إلى تجديد هذه الأصول".

وعرض عبد الله غنيم من مركز البحوث والدراسات الكويتية لمسألة التواصل الحضاري الذي نشأ بين العرب والأمم القديمة السابقة في التراث الجغرافي العربي عبر ترجمة أعمال علماء اليونان والرومان والفرس والهنود، واستفادة العرب من علوم الأمم السابقة، وكيف ساهم الاحتكاك العلمي في تحريك عجلة التطور العلمي في مجال الجغرافيا في عصر النهضة العربية.

وعن جدلية التواصل والانقطاع في التراث الإسلامي، قال الأستاذ بجامعة القاهرة حسن حنفي إن التراث الإسلامي -أحد حلقات التراث القديم الفارسي والهندي شرقا واليوناني والروماني غربا- انقطع وتواصل، ولكنه تواصل أكثر مما انقطع لقدرته على تمثل الآخر.

المصدر : الجزيرة