تاريخ العراق في سوق السراي

المكتبة وسوق السراي
سوق السراي ببغداد مقر للعشرات من دور النشر والمكتبات التي يقصدها السياح (الجزيرة نت) 
عبد الستار العبيدي-بغداد
 
لا تحتاج مكتبة الفلفلي إلى إعلان للتعريف بها، فالعراقيون وكثير من السياح يعرفون الطريق إلى هذه المكتبة التي تتخذ لها مكاناً بين مئات المكتبات ودور النشر الموجودة في سوق السراي وشارع المتنبي بجانب الرصافة من بغداد قرب السراي القديم الذي كان مقرا للحكومات والولاة حتى عام 1958.
 
ويجذب انتباه الزائر للمكتبة مئات الصور القديمة التي تتحدث عن أبرز معالم العراق وأهم شخصياته منذ العام 1920، وبينها يقضي أكرم حسين الفلفلي صاحب المكتبة ساعات يومه.
 
يقول الفلفلي للجزيرة نت إن المكتبة أسسها والده عام 1930 في سوق السراي بين مجموعة من المكتبات المهمة مثل مكتبات النهضة والمعارف والمثنى وإبراهيم الأعظمي وكاظم الحيدري وعبد الكريم زاهد وغيرها.
 
وقد نشرت المكتبة العديد من الكتب لمؤلفي الأربعينيات والخمسينيات منهم د. جواد علي ود. نوري جعفر عالم الاجتماع، وكذلك د. أسعد أطلس وغيرهم.
 
تاريخ مصور
وعن طبيعة الصور الموجودة في مكتبة الفلفلي يقول هذه الصور تتحدث عن تاريخ العراق منذ عام 1920 حتى عام 2003 تاريخ احتلال بغداد.
 
أما أبرز الصور فهي التي وثقت الفترة الملكية لتاريخ العراق الحديث، منذ عهد الملك فيصل الأول مرورا بفترة الملك غازي حتى الوصاية على عبد الإله.
 
داخل مكتبة الفلفلي
داخل مكتبة الفلفلي
وتحوي المكتبة كذلك صورا عن العهد الجمهوري من العام 1958 إلى العام 1968، وفيها صور توثق الاحتلال الإنجليزي للعراق.
 
ويسترسل الفلفلي قائلا "لدينا صور للمشاهير الذين زاروا العراق مثل المطربة الكبيرة أم كلثوم وعدد من رؤساء العالم".
 
وتضم المكتبة أكثر من 350 لقطة إضافة إلى وثائق تخص العراق وبغداد تحديدا منذ عام 1857، من بينها تقرير الحكومة الهندية البريطانية عن بغداد. ويبلغ ثمن الصورة الواحدة 1500 دينار (1.35 دولار).
 
ويؤكد الفلفلي أن كافة شرائح المجتمع العراقي من المثقف حتى الطفل يرتادون المكتبة, مضيفا ان الصور لاقت اهتماما كبيرا داخل العراق وخارجه. فهناك عدد من مكتبات العالم ولا سيما في أميركا تبيع هذه الصور.
 
رواد المكتبة
ويذكر الفلفلي من رواد المكتبة رئيس وزراء العراق في العهد الملكي نوري السعيد، وكذلك جواد علي وعلي الوردي وعباس العزاوي ونور الدين الواعظ وغيرهم من الأدباء والسياسيين، كما أن الجامعات العراقية تطلب الصور التي تتحدث عن تاريخ العراق خاصةً العقود الأولى بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1921.
 
ويضيف أن هناك تنوعا في اقتناء الصور، فهناك من يفضل الصور التي تخص العهد الملكي، وهناك من يفضل الصور التي تخص العهد الجمهوري وتحديدا صور عبد الكريم قاسم، وهناك من يقتني صور شيوخ عشائر العراق، وهناك من يفضل اقتناء الصور التي تعبر عن التراث العراقي خاصة البغدادي.
 
وعن الصور التي يخشى من عرضها، يقول الفلفلي "قبل العام 2003 كنا نخشى عرض أي صورة لتاريخ العراق، ولا سيما السياسي، وكنا نعرض صور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي لم أعرض له صورا حتى الآن، وليس عليها طلب".
 
وأمام مكتبة الفلفلي يقف كثير من رواد السوق بعضهم يحدق في تاريخ مصور وآخرون يشترون صورا لحقب يتمنون لو عاشوا فيها.
المصدر : الجزيرة